الأربعاء، 29 يونيو 2016

مع بُرْشانة Purchena...الجزء الأول: نبذة تاريخية.

مع بُرْشانة...الجزء الأول: نبذة تاريخية.

هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.
بلدة برشانة و بقايا حصنها على سفح الصخرة.

تقع بلدة برشانة Purchena في منطقة وادي المنصورة بمقاطعة ألمرية التابعة لإقليم الأندلس جنوب إسبانيا. و تبعد مسافة 91 كيلومترا شمال مدينة ألمرية. 



يعود تأسيس بلدة برشانة إلى القرن التاسع الميلادي, إبان العصر الإسلامي, و كانت عبارة عن حصن مُكون من قصبة تعلو صخرة شاهقة, تُعرف اليوم باسم القلعة "Castillo".


يقول عنها محمد بن عبد المنعم الحميري السَبتي في موسوعته "الروض المعطار في خبر الأقطار": "برشانة: بالأندلس أيضاً وهي حصن على مجتمع نهرين وهو من أمنع الحصون مكاناً وأوثقها بنياناً وأكثرها عمارة".
موقع بلدة برشانة ضمن مقاطعة ألمرية


عام 1125 و خلال هجومه على جنوب شرق الأندلس, حاصر ملك أراغون و نبارة ألفونسو الأول الملقب ب"المحارب", حصن برشانه دون أن يستطيع اقتحامه. و تشير معلومات إلى أن الحصن سقط لفترة وجيزة بيد القشتاليين بُعيدَ سقوط الحواضر الأندلسية الكبرى أواسط القرن الثالث عشر الميلادي, حيث ذكرها ألفونسو العاشر القشتالي في أبيات تُنسب إليه. أما الإخباري أمبروسيو دي موراليس فقد أورد أن هذا الملك القشتالي قدمها عام 1258 لشقيقه فليبي كهدية بمناسبة زواجه من الأميرة كرستينا النرويجية.
غير أن السيطرة القشتالية لم تدم طويلا فسرعان ما استعادها محمد ابن الأحمر مؤسس الدولة النصرية و أدخلها ضمن مملكة غرناطة الوليدة. عاشت برشانة تحت حكم بني نصر أزهى عصورها, حيث تم ترميم قصبتها و تجديدها, و أنيط لها دور مهم في حماية الطرق نحو مدينة بسطة, كما جُهزت بشكل يسمح لها باستيعاب كل سكان البلدة و إصدار إشارات مرئية لإنذار البلدات و المدن المجاورة في حال الخطر الداهم. و قد أورد المفكر و الأديب الغرناطي ابن الخطيب أن السلطان النصري قام في حدود سنة 1358 بزيارة لوادي المنصورة تفقد خلالها حصن برشانة. 



أما الرحالة ابن بطوطة الطنجي فنقل عن الفقيه المفسر ابن جزي الكلبي الغرناطي كلاما عن برشانة في معرض حديثه عن اهتزاز صومعة مسجد البصرة بالعراق. يقول ابن بطوطة في "رحلته": "
ولهذا المسجد سبع صوامع إحداها الصومعة التي تتحرك بزعمهم عند ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فوجدت في ركن من أركانها مقبض خشب مسمرا فيها كأنه مقبض مملسة البناء, فجعل الرجل الذي كان معي يده في ذلك المقبض و قال بحق رأس أمير المؤمنين علي رضي الله عنه تحركي وهز المقبض فتحركت الصومعة، فجعلت أنا يدي في المقبض وقلت له وأنا أقول برأس أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم تحركي وهززت المقبض فتحركت الصومعة فعجبوا من ذلك،وأهل البصرة على مذهب السنة والجماعة ولا يخاف من يفعل مثل فعلي عندهم ولو جرى مثل هذا بمشهد علي أو مشهد الحسين أو  بالحلة أو البحرين أو قم أو قاشان أو ساوة أو آوة أو طوس لهلك فاعله لأنهم رافضة غالية .قال ابن جزي: قد عاينتُ بمدينة برشانة من وادي المنصورة من بلاد الأندلس حاطها الله صومعة تهتز من غير أن يذكرها لها أحد من الخلفاء أو سواهم, و في صومعة الجامع الأعظم بها, و بناؤها ليس بالقديم. و هي كأحسن ما أنت راءٍ من حسن منظر و اعتدالا و ارتفاعا, لا ميل فيها و لا زيغ. صعدت إليها مرة, و معي جماعة من الناس, فأخذ بعض من كان معي بجوانب جامورها و هزوها فاهتزت, حتى أشرت إليهم أن يكفوا عن هزها".


سقطت برشانة بيد الملكين الكاثوليكيين يوم 7 دجنبر 1489...تفاصيل سقوطها هو موضوع الجزء القادم.




هناك 3 تعليقات:

  1. وو إليها ينسب ال البرشاني الذين هاجروا إلى تونس و بالتحديد إلى مدينة صفاقس في القرن 12 و من اعلامها الشيخ عبد الرحمان البرشاني وهو دفين مسجده بنهج القايد بالمدينة العتييقة.وهو تلميذ الشيخ علي النوري.

    ردحذف
  2. و إليها ينسب ال البرشاني الذين هاجروا إلى تونس و بالتحديد إلى مدينة صفاقس في القرن 12 و من اعلامها الشيخ عبد الرحمان البرشاني وهو دفين مسجده بنهج القايد بالمدينة العتييقة.وهو تلميذ الشيخ علي النوري.

    ردحذف
  3. الـعـلـيـاء عـوج الرواحل وقودوا إلى الهيجاء جـرد الـصـواهـل الـديـن قـيـمـة ثائر وشدوا على الأعـداء شـدة صـائـل قيس إلى نيل غاية من المجد تجنى عنـد بـرد الأصائل عـالـوا فـقـد شـدت إلى الـغـزونية عواقبهامـقـصـورة بـالأوائـل الغزوة الـغـراء والـمـوعـد الذي تنجز في أفـق الـهـدي بـدلائل طـيـروا إليها يا هلال بن عامر ثقالاً خفافاً حاف ونـاعـل لاتـخـدعـوا عـن حـظـكـم بـإجابة تبوئكـم فـي الـمـجـد أسـنـى الـمـنـازل ما همنا إلا صـلاح جميعكم وتسريحـكـم فـي ظـل أخـضـر هـاطـل رتسویکم نعمی ترف ظلالها عليكم بخيـر عـاجـل غـيـر أجـل فلا تـتـوانـوا فـالـبـدار غنيمة وللمدلج الساري صـفـاء الـمـنـاهـل ولما وصلت إلى العرب هاتان القصيدتان وأوضحوا قراءتهما وتبينت لهم معانيهما ووصلوا بجميعهم إلى السيد الأسنى أبي زكرياء يحيى بن عبد المؤمن ببجاية فتحرك معهم إلى مراكش ووصل أيضاً العمال والأمناء أبو محمد عبد الواحد صاحب تونس وأنظارها وأبو زكرياء يحيى الهنتاتيان ومعهما النعمان وغيره بهؤلاء العرب والخيل والأموال ولما وصلوا تلمسان صحبهم السيد أبو عمران موسى بن الخليفة أيضاً بما عنده العساكر والأموال والعمال، وكان عدد الـخـيـل الـواصـلة من إفريقية أربعة آلاف فرس ومائة وخمسين وكان الذي وصل من تلمسان ونظرها ألف فرس وخمسون حملاً من المال الصامت وبلغ الخبر السار بوصول السيدين والعرب وكان أمير المؤمنين أبو يعقوب قد استقل فتمكن سروره واستقلاله وخرج إلى المسجد الجامع يوم من

    ))

    وإن العرب تأخروا قليلاً فخاطبهم بقصيدة من قول ابن عياش*) تعجلهم وهي :

    (*) هو محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، أبو عبد الله بن عياش التجيبي البرشاني، من أهل حصن برشانة بالأندلس. كاتب بارع وشاعر مجيد. كتب لأمراء بني عبد المؤمن أمثال المنصور والناصر والمستنصر. توفي سنة 6الـعـلـيـاء عـوج الرواحل وقودوا إلى الهيجاء جـرد الـصـواهـل الـديـن قـيـمـة ثائر وشدوا على الأعـداء شـدة صـائـل قيس إلى نيل غاية من المجد تجنى عنـد بـرد الأصائل عـالـوا فـقـد شـدت إلى الـغـزونية عواقبهامـقـصـورة بـالأوائـل الغزوة الـغـراء والـمـوعـد الذي تنجز في أفـق الـهـدي بـدلائل طـيـروا إليها يا هلال بن عامر ثقالاً خفافاً حاف ونـاعـل لاتـخـدعـوا عـن حـظـكـم بـإجابة تبوئكـم فـي الـمـجـد أسـنـى الـمـنـازل ما همنا إلا صـلاح جميعكم وتسريحـكـم فـي ظـل أخـضـر هـاطـل رتسویکم نعمی ترف ظلالها عليكم بخيـر عـاجـل غـيـر أجـل فلا تـتـوانـوا فـالـبـدار غنيمة وللمدلج الساري صـفـاء الـمـنـاهـل ولما وصلت إلى العرب هاتان القصيدتان وأوضحوا قراءتهما وتبينت لهم معانيهما ووصلوا بجميعهم إلى السيد الأسنى أبي زكرياء يحيى بن عبد المؤمن ببجاية فتحرك معهم إلى مراكش ووصل أيضاً العمال والأمناء أبو محمد عبد الواحد صاحب تونس وأنظارها وأبو زكرياء يحيى الهنتاتيان ومعهما النعمان وغيره بهؤلاء العرب والخيل والأموال ولما وصلوا تلمسان صحبهم السيد أبو عمران موسى بن الخليفة أيضاً بما عنده العساكر والأموال والعمال، وكان عدد الـخـيـل الـواصـلة من إفريقية أربعة آلاف فرس ومائة وخمسين وكان الذي وصل من تلمسان ونظرها ألف فرس وخمسون حملاً من المال الصامت وبلغ الخبر السار بوصول السيدين والعرب وكان أمير المؤمنين أبو يعقوب قد استقل فتمكن سروره واستقلاله وخرج إلى المسجد الجامع يوم من

    ))

    وإن العرب تأخروا قليلاً فخاطبهم بقصيدة من قول ابن عياش*) تعجلهم وهي :

    (*) هو محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، أبو عبد الله بن عياش التجيبي البرشاني، من أهل حصن برشانة بالأندلس. كاتب بارع وشاعر مجيد. كتب لأمراء بني عبد المؤمن أمثال المنصور والناصر والمستنصر. توفي سنة 618 هـ، وقيل 619 هـ. انظر : المغرب 2/ 81 - 82، الإحاطة 2/ 482 - 487، نفح الطيب 2/ 240، المعجب 187.18 هـ، وقيل 619 هـ. انظر : المغرب 2/ 81 - 82، الإحاطة 2/ 482 - 487، نفح الطيب 2/ 240، المعجب 187.

    ردحذف