الاثنين، 10 يوليو 2017

مؤرخ إسباني: "كان الموريسكيون على حق, و عاداتهم بالأمس هي عاداتنا اليوم.

مؤرخ إسباني: "كان الموريسكيون على حق, و عاداتهم بالأمس هي عاداتنا اليوم.

مدونة صلة الرحم بالأندلس.
المؤرخ الإسباني مانويل بينيا دياز
بمناسبة مرور 4 قرون على صدور قرار طرد الموريسكيين من إسبانيا (9 أبريل 1609), نشرت جريدة الباييس الإسبانية يوم 10 أبريل 2009 مقالا للصحفي مارغوت مولينا Margot Molina نقل فيه تصريحات المؤرخ الإسباني مانويل بينيا دياز و الفرنسي برنارد فانسون حول طرد المورسكيين. عنوان المقال: "طرد الموريسكيين عام 1609 كان مسألة هوية سياسية". و هذه ترجمة هذا المقال.


"طرد الموريسكيين عام 1609 كان مسألة هوية سياسية" للصحفي مارغوت مولينا Margot Molina.

ينكب المؤرخون على مراجعة الأسباب التي أدت إلى أكبر تهجير عانته إسبانيا. 


في التاسع من أبريل 1609 وقع فليبي الثالث مرسوم طرد المورسكيين الذي يُعدُ أكبر تهجير عانته إسبانيا. حوالي 300 ألف إسباني وجدوا أنفسهم مُرغمين على ترك كل شيء فقط لكونهم مسيحيين جددا. في الأمس حلت الذكرى الأربعمائة لهذا الطرد و كانت مناسبة للمؤرخين للتنقيب في الأسباب التي حملت الملك على اتخاذ قرار صارم كهذا, و الذي سيصفه المؤرخون بعد قرن على إصداره بقرار "خراب إسبانيا".

يرى مانويل بينيا دياز Manuel Pena Diaz, أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة قرطبة و مدير مجلة "الاندلس في التاريخ" Andalucia en la Historiaالتي يصدرها مركز الدراسات الأندلسية بأن القرار كان " قرارا سياسياً هوياتياً للسلطة. فليس من الصدفة أنه في ذات اليوم الذي صدر فيه القرار, أي 9 أبريل 1609, وُقعت الهدنة مع البروتستانت الهولنديين بعد حرب الاثني عشر عاما. بهذا الفعل, كان فليبي الثالث يقول للعالم: تهادنا مع المهرطقين البروتستانت, لكننا كاثوليكيون إلى درجة أننا قادرون على طرد 4.3 بالمائة من ساكنتنا – كان عدد سكان إسبانيا في بداية القرن السابع عشر حوالي 7 ملايين نسمة – لكونهم مورسكيين". هذه المجلة (الأندلس في التاريخ) أوردت في عددها لهذا الشهر مقالا لبينيا دياز و حوارا مع الباحث الفرنسي المهتم بالشؤون الإسبانية برنارد فانسون Bernard Vincent الذي يُعد واحد من كبار المختصين بهذا الموضوع و له كتب عديدة حول هذا الطرد. 

في هذا الحوار ذكر فانسون  بأن "طرد المورسكيين كان طريقة لإظهار أن المَلَكية الإسبانية كانت بطلة العالم المسيحي".


طرد هؤلاء المسلمين القدامى, المتحولين رسميا إلى الكاثوليكية رغم استمرار غالبيتهم في الاحتفاظ بعاداتهم, أثَّر بشكل خاص على إشبيلية التي كانت تضم أكبر عدد من المسيحيين الجدد و التي طُرد منها 7 آلاف مورسكي. لقد اضطر 32 ألف شخص للمغادرة من أندلوسيا. إن طرد 300 ألف شخص آنذاك, يشبه اليوم طرد مليوني مواطن من بين ال46 مليون إسباني.

من وجهة نظر بينيا دياز"لتبرير إصدار المرسوم, اتهمت المَلكية المورسكيين بالهرطقة و بتشكيلهم تهديدا لأمن البلاد بالنظر لإمكانية انضمامهم لعثمانيي إسطنبول أو أمازيغ شمال إفريقيا؛ لكن الحقيقة هي أن خروجهم هو نتاج فشل تبشيري. فالكنيسة كانت عاجزة عن تنصيرهم بشكل كامل و لهذا دعمت قرار الملك"


حسب ذات المؤرخ "كانت الموروفيليا Maurofilia منتشرة بشكل كبير في أنحاء البلاد و كان هناك تيار من المورسكيين يبحث عن تحقيق نوع من التوافق مع الروحانيات المسيحية. و الدليل على ذلك, الكتب الرصاصية التي ظهرت في ساكرومونتي بغرناطة في القرن السادس عشر و التي كانت تحتوي على نصوص مسيحية بالعربية و اللاتينية, و قد اتضح في النهاية أنها مُزورة و كان الغرض منها دعم هذه الحاجة إلى التقارب"... "كانت النظافة إحدى الوسائل التي اعتمدها المسيحيون لكشف المورسكيين. حيث كانوا يتهمونهم بالاغتسال مرة في الأسبوع يوم الجمعة و في شهر دجنبر أيضا, في الوقت الذي كان فيه المسيحيون يَهجُرون الحمامات. و يبدو أن الزمن أظهر أن المورسكيين كانوا على حق فعاداتهم أصبحت عاداتنا. كانوا يطهون بزيت الزيتون, بينما كان المسيحيون يطهون بشحم الخنزير. كانوا يأكلون الكثير من الفواكه و الخضروات و كانوا يتعطرون و يرتدون الأزياء ذات الألوان الحية".

حسب المؤرخ, قد تجد الفلامنكو و أعياد الفرديالس Verdiales بمالقة جذورها في المورسكيين الذين, لتفادي الطرد, اندمجوا مع الغجر الرُحل حاملين معهم أغانيهم و رقصاتهم.

مدونة صلة الرحم بالأندلس.

هناك 4 تعليقات:

  1. الارقام المذكورة هنا عن اعداد المطرودين هي ارقام كاذبة تماما لان اسبانيا لاتريد اولا ان تعترف بان ملايين المطرودين كانوا مسلمون ومواطنون اسبان .وثانيا جريمة الكنيسة الكاثوليكية في هذا الطرد . وثالثا لاتريد ان تعطي الحق لذرية ملايين المطرودين
    اليوم وهم بالملايين ..فلو ان عدد المطردوين كان مثلا حينها مليونان فان ذريتهم وبحساب بسيط يبلغ عددهم اليوم 10 مليون على اقل تقدير ..ثم جريمتهم التي استمرت بحق من تمسك بارضه من المورسكيون ..

    ردحذف
    الردود
    1. حضرت ذكرت رقم عشرة ملايين شخص كمهجرين فماهو مصدر هذا الرقم ؟

      حذف
  2. الماسي كثيره ومؤلمه

    ردحذف