الجمعة، 24 مايو 2013

"يِمَنِّي بالزَّهرا, و يَسكُن في عُش نَسرا" مثل أندلسي.


"يِمَنِّي بالزَّهرا, و يَسكُن في عُش نَسرا" مثل أندلسي.











 أطلال مدينة الزهراء قرب قرطبة.



هو مثل أندلسي ذكره الزجالي (توفي بمراكش سنة 1294م) في كتابه "أمثال العوام". 

و الزهرا, هي مدينة الزهراء الأموية الشهيرة الواقعة قرب قرطبة. و المثل ضُرِب, حسب الدكتور محمد بن شريفة, فيمن يعد الناس بالمُلك و يتنبأ لهم به و هو يسكن في عش نسر أي يسكن في بيت نتِن كعش النسر. و يبدو أنه في المُنجمين ممن يدَّعون قراءة الغيب و يموهون به على الناس أو أنه فيمن يعد غيره بما لا يملكه هو نفسه. (1)

الهوامش:

(1) "تاريخ الأمثال و الأزجال في المغرب و الأندلس". محمد بن شريفة. ج2, ص501.

صلة الرحم بالأندلس.

"زَادْ فَالمُشَرْجَبْ بَيتْ" مثل أندلسي.


"زَادْ فَالمُشَرْجَبْ بَيتْ" مثل أندلسي.










الحصن الإسلامي لمدينة شلب. 


"زَاد فَالمُشَرجَب بَيت" هو مثل أندلسي ذكره الزجالي (توفي بمراكش سنة 1294م) في كتابه "أمثال العوام". و هو مثل يُطلق عند الزيادة في أمر مُكتمل لا بقبل المزيد.

و المُشرجب أو قصر الشراجيب هو قصر بناه المعتمد ابن عباد  بمدينة شلب لما وليها في عهد والده المعتضد, و فيه يقول صاحب "قلائد العقيان" (1): "و قصر الشراجيب هذا متناه في البهاء و الإشراق, مٌباه لزوراء العراق", و فيه أيضا يقول المعتمد مخاطبا وزيره الشهير أبو بكر ابن عمار:

ألا  حَيّ   أوطاني   بشَلَب   أبا بكر ***  وسَلهُن هل عَهدُ الوصال كما أدري
وسَلم على قصر الشراجيب من فتى ***  له  أبدا  شوق  إلى  ذلك  القصر (2)

و يبدو أنه سمي كذلك لكثرة غرفه و شراجيبه أي نوافذه. و كلمة الشَرجَب أو الشَرجَم بمعنى النافذة ما تزال مستعملة في المغرب. (3)

و خلال زيارته لمدينة شلب الأندلسيةSilves (التابعة لدولة البرتغال حاليا) و تحديدا لحصنها الإسلامي الشهير, استحضر العلامة محمد عبد الله عنان قصر الشراجيب لكنه لم يستطع تحديد مكانه اليوم, حيث ذكر: "فهل تكون ثمة علاقة بين الأثر (يقصد الحصن) و بين قصر الشراجيب الذي تغنى به ابن عباد في شعره المتقدم؟ و هل يكون موقع الحصن متضمنا لموقع القصر المذكور؟ ربما" (4).


و من الأمثال الأندلسية الأخرى التي ذكرها الزجالي و  تُقال فيما لا مزيد عليه أو من يُضيف أمرا نشازا أو ابتدع أمرا مُنكرا:


*  "زاد في الشطرنج بغلة" (3), إذ ليس للبغل مكان في دواب الشطرنج.

* "زاد فالتّحيات أبيات"(3), و التحيات يُقصد بها التشهد المعروف في الصلاة.


الهوامش:


(1) "قلائد العقيان و محاسن الأعيان" لابن خاقان الإشبيلي. ص 32-33

(2)"نفح الطيب" للمقري ج2, ص192.

(3)"تاريخ الأمثال و الأزجال في المغرب و الأندلس". محمد بن شريفة. ج2, ص300.

(4)"الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا و البرتغال" محمد عبد الله عنان. ص 404.



صلة الرحم بالأندلس.

السبت، 4 مايو 2013

مثل أندلسي: "إذا كُنتِ فُضولي كُن في جيهة المَخزن"



"إذا كُنتِ فُضولي كُن في جيهة المَخزن"

هشام زليم














من الأدلة القوية على استمرارية و عراقة الدولة المغربية, و أيضا على التمازج التاريخي و السياسي و الثقافي بين المغرب و الأندلس المثل الأندلسي "إذا كُنتِ فُضولي كُن في جيهة المَخزن".

فهذا المثل ذكره القاضي الأندلسي ابن عاصم الغرناطي 1359م - 1426م في حديقته الخامسة من موسوعته "حدائق الأزهار". و يقصد به "إن كنتَ فضوليا, فكن في جهة الدولة", و هو صيغة أخرى للمثل الذي ذكره المورسكي الغرناطي ألونسو قستلي 1530م-1610 في مجموع أمثلته: "حين تنبلي بفُضول فقم في جيهة المخزن" -إذا ابتليتَ بالفضول فكن في جهة المخزن-. 

و مصطلح "المَخزن" في كلام أهل الأندلس و المغرب الأقصى يرمز للنظام السياسي, للسُلطة و لأجهزة الدولة. فكل من هو تابع للدولة كمؤسسة, فهو تابع "للمخزن" أو "مخازني".و لازال أهل المغرب الأقصى يرمزون للسلطة بلفظ المخزن, و هناك أمثلة يتداولها الناس عنه مثل : "المخزن هرب ليلو لا تهرب منو" (السلطة اهرب إليها و لا تهرب منها) و هو يوافق مثل ابن عاصم و ألونسو القستلي. و أيضا هناك مثل : "ثلاثة ما معاهم مُلاغة: البحر و العافية و المخزن" (ثلاثة لا يُمازحون: البحر و النار و السلطة).

و يُعتقد أن استعمال لفظ "المخزن" للدلالة على السلطة يرجع للعهد الموحدي -حسب بحث للأستاذ يوسف ميرة-, فانتقل من المغرب للأندلس إبان الحُكم المغربي للأندلس, حيث استعمله الأندلسيون للدلالة على سلطة الدولة الأندلسية _كما يدل على ذلك مثلي ابن عاصم الغرناطي و ألونسو القستلي_, و استمر في الاستعمال بالمغرب الأقصى إلى اليوم ليمثل واحدا من مظاهر استمرارية و عراقة الدولة المغربية, و أيضا على التمازج التاريخي و السياسي و الثقافي بين المغرب و الأندلس.

صلة الرحم بالأندلس.