مقال صحيفة الباييس الإسبانية عن عائلة الأخوة Lakhoua المورسكية في تونس
هشام زليم
مدونة صلة الرحم بالأندلس.
|
الهادي الأخوة الوزير الأول التونسي من 1932-1942م. |
مقال "النخبة المورسكية لصناع الطاقيات" "La élite morisca de los boneteros"ا(1) نشرته صحيفة الباييس El Pais الإسبانية للصحفي مانويل ألتوزانو Manuel Altozano يوم 29 يناير 2005.
ترجمة موسوعة الاندلس للمقال:
المُستعرب خوان قشتالة Juan Castilla التقى في تونس بآل الأَخوة Lakhoua المنحدرون من نسل حرفيين غرناطيين طُردوا في القرن السابع عشر.
هُمُ اليوم مُفكرون, حرفيون ماهرون, بل إن واحدا منهم استطاع تقلد منصب الوزير الأول في تونس (2). لكن قبل أكثر من 400 عام كانوا عرضة للاضطهادات المسيحية و عانوا وحشة النفي. خوان قشتالة Juan Castilla الباحث في مدرسة الدراسات العربية في غرناطة التقى في هذا البلد بعائلة الأخوة المنحدر أفرادها من مورسكيين غرناطيين غادروا إسبانيا خلال الرحيل الجماعي الذي شهده القرن السابع عشر. قصتهم, إلى جانب قصص كثيرة أخرى, يرويها في كتابه الأخير "أندلسيون. الذاكرة المحروسة" "Andalusies. La memoria custodiada"ا (نشر مؤسسة "الإرث الأندلسي" El Legado Andalusi) و هو كتاب يحاول فيه أن يُمررَ في قالب روائي معارفه العلمية عن حياة و عادات سكان الأندلس.
آل الأَخوة, الذين كانوا يصرحون بنسبهم إلى بني سراج (عائلة نبيلة اشتهرت في أواخر عصور السيطرة المسلمة) كانوا حرفيين. منتوجهم البارز كان "الشاشية" و هي طاقية قطنية رُمانية اللون كانت منتشرة بشكل كبير بين الأندلسيين في تلك الفترة. بعد النفي, أخدوا أدوات صنع الطاقية و ساروا نحو فرنسا و منها إلى إزمير في تركيا. أحد فروع شجرة نسبهم استقر في تونس خلال القرن الثامن عشر.
أحد أحفاد هذه السلالة هو محسن الأخوة و هو طبيب متقاعد التقاه خوان قشتالة في مدينة سيدي بوسعيد. و قد روى له هذا المُسن بأن آباءه و أجداده نقلوا له بأن الشاشية جذورها في الأندلس حيث كانت تُصنعُ في ورشات قرطبة و طليطلة و بأن أجدادهم هم من صدروا إلى تونس تقنية صناعتها. في أحد الحوارات ذكر محسن لقشتالة : "إلى اليوم, يستعمل الحرفيون الذين يصنعونها الكثير من الكلمات التي أدخلها المورسكيون مثل "مازو" (Mazo, ربطة), بانكو (El banco de trabajo, منضدة الورشة), بينزة (Pinza, كُلاّب), باطرون (Patron, رب العمل) و شينتو (asiento, مِقعد)".
بالنسبة لآل الأخوة, الشاشية عنت التقدم. فصنع الشاشيات -التي كانت حتى أواسط القرن العشرين الطاقية التونسية التقليدية و لازالت اليوم تباع للسياح - أكسبتهم أرباحا طائلة و مكانة اجتماعية ميسورة. كذلك ساعدهم انحدارهم من غرناطة. يشرح محسن للمستعرب قائلا : "حتى وقت قريب, ذِكر أنك تنحدر من نسل الأندلسيين كان يفتح لك أبوبا عديدة".."كان يعني احتراما و تقديرا كبيرين و كان يميزنا عن باقي العائلات التي كانت تفتقر لتقليد غني كتقليدنا".
|
شاشية تونسية أندلسية. |
الآن هم ينتمون إلى نخبة البلاد اللامعة. الهادي الأخوة, و هو واحد من سلالتهم, تقلد منصب الوزير الأول خلال عقد الثلاثينيات من القرن المنصرم. محمد, و هو فرد آخر حاوره قشتالة, هو طبيب جلد شهير تقلد وساما لقضائه على مرض الجذام. أما طارق فهو دكتور في التاريخ, بينما هالة فهي لغوية و مدرسة للغة الإنجليزية.
هالة ذكرت لقشتالة: "من الحماقة التفكير بأننا نراكم مشاعرا معادية للإسبان بعد كل هذه السنوات".."طرد المورسكيين يترك فينا نوعا من الحزن و الألم, لكن ليس الحقد و الانتقام, فقلوبنا لا تحمل سوى الولع بكل ما هو قادم من إسبانيا".
الهوامش:
(2) هناك عائلة مورسكية جزائرية شهيرة تدعى بوناطيرو التي تعني صانع الطاقية باللغة الإسبانية Bonetero و من أشهر أفرادها الفلكي و الفيزيائي الجزائري الشهير لوط بوناطيرو.
(2) الهادي الأَخوة: تولى الوزارة الاولى في تونس من عام 1932 إلى 1942م.
مدونة صلة الرحم بالأندلس..