السبت، 18 يناير 2014

بلدة "قرية الخيمة" Cartajima الأندلسية و أسطورة المرأة المورسكية



 بلدة "قرية الخيمة" Cartajima الأندلسية و أسطورة المرأة المورسكية

















بلدة قرية الخيمة 

هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.

تقع بلدة قرية الخيمة Cartajima  على بعد 18 كيلومتر جنوب مدينة رندة و 111 كيلومتر غرب مالقة, و هي واحدة من البلدات المنتصبة على قمم سلسلة جبال رندة  و الواقعة في أعالي وادي خينال. بالإضافة لاسمها ذو الأصول الإسلامية, تضم هذه البلدة العديد من الأماكن التي تدل على ماض إسلامي قديم, مثل مناطق: بن حيون Benahazin, Benajeriz, Benajanna, Benajarin, Benahayon. كان تعداد سكان بلدة قرية الخيمة عام 2000 حوالي 214 شخصا, قبل أن يرتفع عام 2005 إلى 243.


بعد سقوط المدينة بيد الملكين الكاثوليكيين عام 1487م, عانى سكان قرية الخيمة  الأمرّين مع محاكم التفتيش, ما اضطر بعضهم للهجرة و البعض الآخر لاعتناق النصرانية ظاهرا مع حفظ الإسلام باطنا و من تمّ العيش تحت نعث "المورسكيين" أو "النصارى الجدد". و قد حفظت سجلات الكنائس و محاكم التفتيش محاضر العديد من المورسكيين الذين, بالرغم من اعتناقهم المسيحية خلال القرن 16 ميلادي, استمروا في المواضبة على أداء الشعائر الإسلامية,  مثل الصوم و التذكية وفق الشريعة المحمدية, الأمر الذي سبب لهم مشاكل جمة مع المفتشين و المحيط المسيحي, ما دفع الدولة الإسبانية لطردهم خارج الوطن.

و لقد حفظت اليوم  الذاكرة الشعبية في بلدة قرية الخيمة قصة امرأة مورسكية عاشت في البلدة في القرن 16 ميلادي و اشتهرت بالبخل رغم ضخامة ثروتها, و حتى لا تفارق ثروتها و ممتلكاتها الكثيرة, اعتنقت المسيحية ظاهرا, و بالتالي استثناها طرد المورسكيين و تمكنت من البقاء في منزلها الذي كان يقع بجانب مغارة "بني حسين" Benahassin القريبة من البلدة, و كان عبارة عن ضيعة واسعة.

في شهر دجنبر من سنة 2000, نشرت مجلة الخينال El Genal في عددها السابع قصة هذه المرأة المورسكية اعتمادا على رواية راهب كنيسة قرية الخيمةFrancisco Sanchez Osuna التي تعود لعام 1930م, و قد ظلت هذه الرواية محفوظة لدى البلدية.

تقول هذه الرواية بأن امرأة مورسكية عاشت في بلدة قرية الخيمة, و كانت بخيلة للغاية و لم يُعرف عنها قط القيام بأعمال البر, و قد بلغ بها البخل أن أصبحت مضرب الأمثال هناك, حيث قيل فيها : "اللحم في مخزنها, و الجوع في داخلها", حيث بالكاد كانت تتناول ما تخزنه من لحم.

لما كانت تحتاج للإنارة, كانت تستنير بضوء القمر أو بنور كوز الصنوبر المشتعل حتى لا تُبذر زيت الإنارة الذي كانت تُخزن منه كميات كبيرة في جرات و أوعية طينية. و كلما قصد بابها فقير طالبا منها الصدقة, كانت تعتذر له بضعف الحال, و عندما كانت تُجبَر على أداء الضرائب و الصدقات الكنسية كانت تفعل ذلك على مضض و بتذمر شديد.

تقول الرواية بأن هذه المورسكية انطبق عليها المثل الإسباني القائل: "يَدَّخر المسكين, و لا يعلم لمن يدّخر". فعندما كانت تتغيب عن حضور القُدّاسات, كانت تُفرض عليها غرامات ضخمة, و بما أنها كانت كثيرة التغيب أو التأخر, فقد فُرضت عليها غرامات كثيرة أفقدتها شيئا فشيئا الكثير من ثروتها. 

لم تكن في المنطقة قرية صغيرة أو كبيرة تجهل "الأغنية" التي كانت تعتذر بها المورسكية للراهب الذي كانت تستعطفه باكية كي يرفع عنها العقاب, معتذرة بأنها ما إن تسمع جرس الكنيسة حتى تقصدها مسرعة, لكنها تصل متأخرة عن القداس, و هذا ما كان يعتبره الراهب عقابا من السماء لهذه المرأة لأنها لم تكن تحب جيرانها أبدا. 

تقول هذه الأغنية:

Tu tocar, yo correr, yo llegar, tu beber
(أنت تقرع, أنا أركض, أنا أصل, أنت تشرب)



و معناها : أنت تقرع الجرس لحضور القداس, أنا أركض للكنيسة للحضور, لما أصل أجدك تشرب من الكأس المقدسة كدلالة على ختم القداس. أي أن الراهب لم يمنحها الوقت اللازم للحضور في الوقت.

و حسب الرأي السائد في قرية الخيمة فإن هذه المرأة لم تفارق البتة اعتقادها الإسلامي ما يُفسر تصرفاتها الغريبة.


صلة الرحم بالأندلس. 

هناك تعليقان (2):

  1. من الواضح أن هذه القصة كانت لتشويه صورة المورسكيين في ذلك الوقت.....و لله أعلم .


    ردحذف
  2. إسم المدينة له دلالة عبرية لأن كر طة بالعبرية هي المدينة أما المدينة بالعربية فهي المدينة.

    ردحذف