حوار لوموند الفرنسية مع المتحدث باسم الوكالة اليهودية حول هجرة يهود فرنسا لإسرائيل
ترغب إسرائيل, أكثر من أي وقت مضى, في فتح ذراعيها ليهود فرنسا. ناتان شارانسكي Natan Sharansky رئيس الوكالة اليهودية كان ضمن الوفد الإسرائيلي الذي طار إلى باريس رفقة الوزير الأول بنيامين نتانياهو للمشاركة في مسيرة الأحد الكبرى.
مهاجرون أوكرانيون وصلوا مطار بن غوريون قرب تل أبيب, يوم 22 دجنبر 2014 |
حوار أجراه مراسل لوموند بالقدس بيوتر سمولار Piotr Smolar مع يغال بالمور Yigal Palmor المتحدث باسم الوكالة الدولية بتاريخ 11 يناير 2015.
عنوان المقال: Le nombre exceptionnel de départs vers Israel traduit une lame de fond »
ترغب إسرائيل, أكثر من أي وقت مضى, في فتح ذراعيها ليهود فرنسا. ناتان شارانسكي Natan Sharansky رئيس الوكالة اليهودية كان ضمن الوفد الإسرائيلي الذي طار إلى باريس رفقة الوزير الأول بنيامين نتانياهو للمشاركة في مسيرة الأحد الكبرى.
أصبحت هذه المؤسسة الشبه حكومية, التي تضطلع بمهمة تشجيع و مساعدة يهود العالم على الهجرة نحو إسرائيل, تَعتبر فرنسا هدفا رئيسيا, نظرا للارتفاع الغير مسبوق في عدد المرشحين للهجرة. المتحدث باسم الوكالة, يغال بالمور Yigal Palmor, الذي عمل لمدة طويلة ناطقا رسميا باسم وزارة الشؤون الخارجية, وضَح لجريدة لوموند حيثيات هذه الظاهرة.
أصبحت فرنسا في سنة 2014 البلد المصدر الأول للعَليا Aliyah (الهجرة نحو إسرائيل). كيف تفسرون ذلك؟
صحيح, سجلت سنة 2014 رقما قياسيا تاريخيا. فقد استقبلنا حوالي 7 آلاف يهودي قادمين من فرنسا, أي بنسبة ارتفاع تناهز 130 بالمئة مقارنة مع عام 2013. هناك تزايد للطلبات و للمكالمات. حوالي 50 ألف شخص اتصلوا بوكلائنا السنة الماضية للحصول على معلومات. هذا يشير إلى وجود مزاج ما, لكنه لا يسمح بالتكهن بالضرورة بعدد من سيحضرون الاجتماعات, و بصورة أقل بعدد المهاجرين الفعليين. اعتمادا على الملفات المفتوحة و الإجراءات المتخذة سلفا, فإن توقعاتنا لسنة 2015 تتراوح بين 8 و 9 آلاف. هذه الأرقام تعكس موجة مد كبيرة.
لكن هذه التوقعات تعود لما قبل اعتداءات هذا الأسبوع في باريس, خصوصا عملية احتجاز الرهائن الدموية في متجر كاشير...
من المبكر جدا القيام بتوقعات جديدة, لكن المُلاحَظ أن الصدمة كانت قوية. هناك تراكم للهزات بعد حادثة إيلان حليمي و مجزرة محمد مراح.
أليس من الصادم أن يدعو الوزير الأول الإسرائيلي, بنيامين نتنياهو, السبتَ يهود فرنسا للهجرة ليلة مسيرة تاريخية للوحدة الوطنية؟
يجب فهم أن هذا الأمر هو من أخلاقيات دولة إسرائيل التي صُممت منذ البداية كملجأ و مأوى لكل يهود العالم. عند حدوث أمر مأساوي كالذي جرى في فرنسا خلال الأيام الأخيرة, فمن التلقائي تقريبا أن يدلي القادة الإسرائيليون بمثل هذه التصريحات. عندما يتعرض اليهود للاعتداء, فإسرائيل تُبقي أبوابها مفتوحة على مصراعيها, سواء تعلق الأمر بيهود فرنسا أو إثيوبيا أو أوكرانيا. هذا ليس إدانة لفرنسا و للجمهورية. يتابع الإسرائيليون شاشات التلفاز هذه الأيام بقلق كبير. انظر لما تكتبه الصحافة على اختلاف توجهاتها السياسية: اليهود في خطر و يتعرضون للهجوم. لما أدلى آرئيل شارون بتصريحات مشابهة (عام 2004, لما دعى يهود فرنسا للهجرة), كان يردد أمرا بديهيا بالنسبة لأنصار شارون و لأعدائه: إنها النظرة المُؤسِسة للصهيونية.
لكن الضحايا هم مواطنون فرنسيون...
لا أحد يطالب فرنسا بكشف حساب. لكن من الطبيعي أن تُعبر إسرائيل, الدولة الصديقة, عن قلقها و مشاعرالأخوة اتجاه الطائفة المقربة لها. سيكون هناك حوار فرنسي-فرنسي حول ما يجب أن تقوم به الجمهورية, حول مكان هؤلاء و أولئك, حول التدابير الأمنية الواجب اتخاذها. هل يجب تقييد بعض الحريات كما فعلت الولايات المتحدة في أعقاب 11 شتنبر من خلال الباتريوت آكت؟هل يجب الإبقاء على شينغن؟ أربأ بنفسي عن الإدلاء بما يجب على الفرنسيين فعله. لكن الإسرائيليين يشعرون بأنهم معنيون للغاية, لأن يهودا تم استهدافهم. لا ينبغي الاستغراب إذا أراد بعض الإسرائيليين إسداء النصح للفرنسيين. نحن معتادون على هذا من الطرف الفرنسي. فالدول الصديقة تتقبل هذه الأمور دون حساسية.
ما هي دوافع اليهود الفرنسيين للهجرة نحو إسرائيل؟
ينبغي توخي الحذر, فليس هناك دافع واحد فقط. هناك في البداية ظاهرة عامة للهجرة تهم مئات الآلاف من الفرنسيين بسبب الأزمة الاقتصادية. كما أن هناك بالنسبة للبعض دوافع دينية أو شعور بالانتماء. عدد كبير من الأشخاص يتحدثون عن جو من اللاتسامح و العنف و نوع من الخطاب الجارح. إحساسهم بأنهم ليسوا بين ظهرانيهم هو عامل حاسم في اتخاذ القرار الذي يُتخذ على المستوى العائلي. لاحظنا ارتفاعا مهما لنسبة العائلات بين القادمين لإسرائيل.
كان الأمر في الماضي يتعلق بالشباب. أما اليوم فهناك ارتفاع في نسبة العوائل و المتقاعدين المنتمين للطبقة المتوسطة, مع وجود عدد مهم جدا من أصحاب الشواهد العليا و المهن الليبرالية. في البداية يستقرون في تل أبيب و القدس, و أيضا في أشدود و نتانيا, حيث يتزايد تدريجيا التحدث بالفرنسية.
على ماذا تعتمد حزمة الإجراءات الخاصة التي وُضِعت في بداية عام 2014 رهن إشارة يهود فرنسا المرشحين للهجرة نحو إسرائيل؟
تعتمد في البداية على تعزيز طواقم المكلفين بذمج المهاجرين, و تضم برامج خاصة لتعليم اللغة و المساعدة في الانذماج في سوق الشغل و رفع الحواجز البيروقراطية. و أُلمح هنا بالخصوص لمعادلة الشواهد المهنية (للأطباء و المحامين) أو الحصول على بطاقة الهوية. و بالنسبة لباقي الوافدين, رُصدت مساعدات مالية قصد السكن أو القرض بغية إتمام الدراسة.
لكن كم نسبة الفرنسيين الذين قرروا العودة لفرنسا بسبب عدم انذماجهم؟
ليس هناك رقم محدد. التقدير العام لكل المهاجرين هو بين 20 بالمئة. لكن نرى مثلا بالنسبة للهجرة القادمة من روسيا أن البعض يضع رجلا في كل ضفة. و هذا هو محور نشاطهم المتمثل في التعاون الثنائي أو الوساطة, و بالتالي تجدهم هنا و هناك, و يستفيدون من وجود صلة الوصل.
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق