حوار مع شاب يهودي مغربي هاجر للدراسة في إسرائيل.
ترجمة هشام زليم.
شمعون شاب يهودي مغربي يبلغ من العمر حوالي 30 سنة. غادر المغرب إلى إسرائيل قبل 10 سنوات. بعد نيله البكالوريا في الدار البيضاء, رحل إلى إسرائيل لمتابعة دراسته في القدس. هو الآن يبحث عن عمل. يسرد شمعون في هذا الحوار سبب مغادرته للمغرب, و ظروف عيشه اليوم بعيدا عن مسقط رأسه.
حوار أجرته حنان جزواني لموقع "Ya Biladi" مع الشاب اليهودي المغربي شمعون بتاريخ4 ابريل 2013.
عنوان المقال: Israel a renforcé mon amour du Maroc »
شمعون شاب يهودي مغربي يبلغ من العمر حوالي 30 سنة. غادر المغرب إلى إسرائيل قبل 10 سنوات. بعد نيله البكالوريا في الدار البيضاء, رحل إلى إسرائيل لمتابعة دراسته في القدس. هو الآن يبحث عن عمل. يسرد شمعون في هذا الحوار سبب مغادرته للمغرب, و ظروف عيشه اليوم بعيدا عن مسقط رأسه.
يا بلادي: لماذا اخترت الذهاب للدراسة في إسرائيل و لم تختر أي بلد آخر كفرنسا مثلا التي يقصدها عدد كبير من الطلاب المغاربة؟
شمعون: لم أقصد فرنسا لجُملة أسباب, أهمها المناخ و العقلية و عدم وجود أقارب لي في فرنسا, كما أني لست فرنسيا! أٌفضل المغرب بكثير. المشكل ألا أحد من أصدقائي بقي في المغرب لمتابعة دراسته. فاخترت بالتالي إسرائيل لإكمال دراستي. كان والديَّ يعلمان أن عائلتي هناك ستُضيفني و لن أكون بالتالي وحيدا. أنا أكبر إخوتي و قد كان الفراق صعبا للغاية, و قد ساعدتني بالفعل عائلتي كثيرا. كما أن إسرائيل كانت معروفة بجودة دراساتها العليا, رغم تصوري أن الدراسات في فرنسا أبعد مدى.
يا بلادي: كيف يعيش الشاب المغربي اليهودي في المغرب؟
شمعون: عشت بشكل جيد جدا في الدار البيضاء. يترعرع الشباب اليهود عموما مع بعضهم البعض, لكن نبقى على اتصال, رغم ذلك, مع باقي المغاربة. للأسف, في حياتنا اليومية, قد يحدث أن يشتمنا الجيران. في الآونة الأخيرة مثلا اقتحم أحد الجيران بيتنا و اعتدى على والدي, و بالطبع تقدم والدي بشكاية لدى الأمن. من الشائع أن يرمقوننا في الشارع بنظرات غريبة, أو يرموننا بين الفينة و الأخرى بعبارة "ليهود" أو تلقي تهديدات بالموت. شُتمنا مرات و مرات حتى من طرف خادماتنا اللواتي سرقن من منزلنا عدة مرات أغراض ثمينة. في المقابل, نتفاهم بشكل جيد للغاية مع التجار الأمازيغ, فهم يعرفوننا جيدا. المشكل في المغرب اليوم هو أن الشباب المغربي لم يعايشوا اليهود عكس ما كان عليه الحال بالنسبة لآبائهم. هكذا إذن غرَّر بهم الإعلام. بينما الوضع في الشرق الأوسط لا يساعد في شيء. حقيقة لا أفهم! و أتساءل أحيانا إن كنا في إسرائيل أم في المغرب!؟
يا بلادي: هل تعتقد أن المغرب قد تخلى عنك في وقت من الأوقات و أنه كان بإمكانه ثنيك عن الرحيل ؟
شمعون: رغم وجود إحساس كبير بعدم الأمن في المغرب, حتى لدى الطائفة اليهودية المغربية, إلا أن الحكومة المغربية تتعامل معنا بشكل جيد. أقصد بالأخص الجهود المبذولة لتوفير الأمن للبِيع و للمدارس و أيام الأعياد و خلال التظاهرات الكبرى في أضرحة الأولياء بالمغرب. أتذكر لما كنت في أسفي لحضور هيلولة "أولاد زميرو السبعة" (سبعة أولياء إخوة), أقيمت في المساء حفلة كبرى. خرجت من الفندق لحضور الحفل و في الطريق سألني أحد الشباب عن الساعة. خشيت أن يكون هدفه هو سرقة ساعتي. فجأة صرخ باتجاهه رجال الشرطة "ابتعد عنه!". ما نريده نحن هو الأمن. لو كان هناك يهود كثر في المغرب لعاد إليه الجمع الغفير. من أجل إعادة اليهود سواء من الولايات المتحدة أو أمريكا الجنوبية أو كندا أو فرنسا أو إسرائيل أو غيرها, أعتقد أنه يجب في البداية تحسين الضمان الاجتماعي (مجانية العلاج, حقوق أفضل للمعطلين), تعزيز الأمن (خفض معدلات السرقة و القتل), تحجيم الفساد و خفض معادات السامية.
يا بلادي: ما الذي تحن إليه كثيرا في المغرب؟
شمعون: في إسرائيل, أفكر يوميا في المغرب. أعطي الأولوية في القراءة لكتب أولياء المغرب. أفتقد حياتنا اليهودية في المغرب كثيرا. الآن درست و اشتغلت لبعض الوقت في إسرائيل التي عززت حبي للمغرب, مغرب لا أجده هنا, خصوصا فيما يخص الطقوس اليهودية المغربية و العمارة المغربية و المطبخ اليهودي المغربي, لا آكل بمعنى الكلمة إلا في بيتي! أحن لكل كنوز المغرب. يحاولون في إسرائيل قمع تراثنا الديني, خاصة في القدس للأسف, لكني أعمل على حفظ كل طقوسنا. من الممكن أن أستثمر يوما ما في المغرب.
يا بلادي: أنت تعيش الآن في إسرائيل منذ عشر سنوات, ما هي الأمور التي لا تعجبك؟
شمعون: لا أحب الحكومة التي تضحك على الذقون. هي لا تساعد الشباب المتخرج حديثا في شيء, فلا حق لهم في تعويض البطالة إلا بعد سنة من العمل, كما أنها لا تعين الفقراء. السياسة الاقتصادية هي كارثة حقيقية بالنسبة للناس الذين يعيشون ضائقة اقتصادية. الحكومة تستعمل الصراع (مع الفلسطينيين) لتقول "نحن في حرب, افهمونا, نحن في حاجة للمال لتوفير الأمن لكم". هؤلاء الساسة لا يفكرون إلا في حفظ كراسيهم. أتمنى أن تكون الحكومة الحالية مختلفة. أمور أخرى لا أحبها: الأسعار مرتفعة جدا خصوصا في العقار, بعض الأشخاص تعوزهم التربية, كما أن للشباب حرية كبيرة جدا. الفواكه, الخضر, السمك, هي أفضل بكثير في المغرب, فهي طبيعية و طعمها أحلى.
يا بلادي: كيف يرى الإسرائيليون اليهودَ المنحدرين من المغرب؟ هل تعرضت للعنصرية في إسرائيل بسبب جذورك؟
شمعون: يعتقدون أن اليهود المغاربة شرسون و متوحشون. يطلقون علينا "مغاربة السكين" لأنه في فترة من الفترات كان اليهود المغاربة محرومين و مهمشين مقارنة باليهود البولنيين فكانوا يتظاهرون حاملين السكاكين في أيديهم, فأطلق عليهم هذا اللقب. ما عدا ذلك, شخصيا و ضمن بعض الهيئات, كانوا يتقبلون كوني مغربيا قبولا حسنا. يتحدث الناس غالبا عن المغرب إما لكونهم ينحدرون منه, أو لأنهم زاروه فأحبوه. هذا لا يمنع وجود من له مواقف منا..
يا بلادي: بعض المغاربة المسلمين يلومون المغاربة اليهود على "بيع أرواحهم للشيطان" و نكران ثقافتهم و تراثهم العربي ما أن يصلوا لإسرائيل. انتقاد يكثر سماعه عند الحديث على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. هؤلاء المغاربة يلومون على بعض اليهود المغاربة دعمهم لإسرائيل بدل دعم الفلسطينيين و بالتالي العرب. بماذا تجيب هؤلاء؟
شمعون: أريد التذكير أن اليهود في المغرب لهم ثقافتهم الخاصة لأنهم كانوا في المغرب قبل العرب. صحيح أن جمعا غفيرا من اليهود قدموا من إسبانيا عام 1492م, لكن اليهود الآخرين هم في المغرب منذ 2000 سنة على الأقل, حتى قبل وجود العرب. أريد التذكير أيضا أن العرب احتلوا عددا مهما من البلدان, بينها الإمبراطورية الشريفة, و لم يردوها أبدا. إسرائيل هي الدولة اليهودية الوحيدة في العالم. لقد حاربت إسرائيل ضد الأردنيين, و سوريا و لبنان و مصر, و ربحت الحروب , و مع ذلك مازال العرب يريدون هذه الأراضي و جعلوا من الأمر صراعا دوليا من أجل جزء صغير من الأرض. أقولها لك صراحة, أنا لا أبسط يدي لأقتل و لو ذبابة. لا أحب الحروب. أمطرونا في الآونة الاخيرة بمئات الصواريخ يوميا, دون أن تستطيع إسرائيل بكل "قوتها" وقف إطلاقها. لهذا من الصعب العيش وسط هذا الجو من الصراع.
يا بلادي: في مقال على موقع Ynetnews شرح صحفي كيف أن بعض الطلبة اليهود المغاربة ذهبوا للدراسة في إسرائيل دون علم السلطات المغربية. حينما تسافرون بين إسرائيل و المغرب, هل تضع السلطات المغربية لكم العراقيل؟
شمعون: هذا المقال لا نصيب له من الصحة. و بالمناسبة, حجزت مؤخرا تذكرة الطائرة للدار البيضاء من وكالة في المغرب. في جمارك الدار البيضاء, نظر الموظفون مرتين إلى جواز سفري الإسرائيلي. كما أن الأبناك المغربية في حاجة لمعرفة مكان دراستي كي تستطيع تحويل الأموال نحو إسرائيل. بصفة عامة لا أُظهر جواز سفري في المغرب إلا مرة واحدة. السلطات لا تضع أي نوع من العراقيل. أكثر من ذلك, لما انتهت مدة صلاحية جواز سفري المغربي, أظهرت للجمركي جوازي الإسرائيلي فلم يأشر عليه, لكنه تركني أمر دون مشاكل.
صلة الرحم بالأندلس.
شمعون: رغم وجود إحساس كبير بعدم الأمن في المغرب, حتى لدى الطائفة اليهودية المغربية, إلا أن الحكومة المغربية تتعامل معنا بشكل جيد. أقصد بالأخص الجهود المبذولة لتوفير الأمن للبِيع و للمدارس و أيام الأعياد و خلال التظاهرات الكبرى في أضرحة الأولياء بالمغرب. أتذكر لما كنت في أسفي لحضور هيلولة "أولاد زميرو السبعة" (سبعة أولياء إخوة), أقيمت في المساء حفلة كبرى. خرجت من الفندق لحضور الحفل و في الطريق سألني أحد الشباب عن الساعة. خشيت أن يكون هدفه هو سرقة ساعتي. فجأة صرخ باتجاهه رجال الشرطة "ابتعد عنه!". ما نريده نحن هو الأمن. لو كان هناك يهود كثر في المغرب لعاد إليه الجمع الغفير. من أجل إعادة اليهود سواء من الولايات المتحدة أو أمريكا الجنوبية أو كندا أو فرنسا أو إسرائيل أو غيرها, أعتقد أنه يجب في البداية تحسين الضمان الاجتماعي (مجانية العلاج, حقوق أفضل للمعطلين), تعزيز الأمن (خفض معدلات السرقة و القتل), تحجيم الفساد و خفض معادات السامية.
يا بلادي: ما الذي تحن إليه كثيرا في المغرب؟
شمعون: في إسرائيل, أفكر يوميا في المغرب. أعطي الأولوية في القراءة لكتب أولياء المغرب. أفتقد حياتنا اليهودية في المغرب كثيرا. الآن درست و اشتغلت لبعض الوقت في إسرائيل التي عززت حبي للمغرب, مغرب لا أجده هنا, خصوصا فيما يخص الطقوس اليهودية المغربية و العمارة المغربية و المطبخ اليهودي المغربي, لا آكل بمعنى الكلمة إلا في بيتي! أحن لكل كنوز المغرب. يحاولون في إسرائيل قمع تراثنا الديني, خاصة في القدس للأسف, لكني أعمل على حفظ كل طقوسنا. من الممكن أن أستثمر يوما ما في المغرب.
يا بلادي: أنت تعيش الآن في إسرائيل منذ عشر سنوات, ما هي الأمور التي لا تعجبك؟
شمعون: لا أحب الحكومة التي تضحك على الذقون. هي لا تساعد الشباب المتخرج حديثا في شيء, فلا حق لهم في تعويض البطالة إلا بعد سنة من العمل, كما أنها لا تعين الفقراء. السياسة الاقتصادية هي كارثة حقيقية بالنسبة للناس الذين يعيشون ضائقة اقتصادية. الحكومة تستعمل الصراع (مع الفلسطينيين) لتقول "نحن في حرب, افهمونا, نحن في حاجة للمال لتوفير الأمن لكم". هؤلاء الساسة لا يفكرون إلا في حفظ كراسيهم. أتمنى أن تكون الحكومة الحالية مختلفة. أمور أخرى لا أحبها: الأسعار مرتفعة جدا خصوصا في العقار, بعض الأشخاص تعوزهم التربية, كما أن للشباب حرية كبيرة جدا. الفواكه, الخضر, السمك, هي أفضل بكثير في المغرب, فهي طبيعية و طعمها أحلى.
يا بلادي: كيف يرى الإسرائيليون اليهودَ المنحدرين من المغرب؟ هل تعرضت للعنصرية في إسرائيل بسبب جذورك؟
شمعون: يعتقدون أن اليهود المغاربة شرسون و متوحشون. يطلقون علينا "مغاربة السكين" لأنه في فترة من الفترات كان اليهود المغاربة محرومين و مهمشين مقارنة باليهود البولنيين فكانوا يتظاهرون حاملين السكاكين في أيديهم, فأطلق عليهم هذا اللقب. ما عدا ذلك, شخصيا و ضمن بعض الهيئات, كانوا يتقبلون كوني مغربيا قبولا حسنا. يتحدث الناس غالبا عن المغرب إما لكونهم ينحدرون منه, أو لأنهم زاروه فأحبوه. هذا لا يمنع وجود من له مواقف منا..
يا بلادي: بعض المغاربة المسلمين يلومون المغاربة اليهود على "بيع أرواحهم للشيطان" و نكران ثقافتهم و تراثهم العربي ما أن يصلوا لإسرائيل. انتقاد يكثر سماعه عند الحديث على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. هؤلاء المغاربة يلومون على بعض اليهود المغاربة دعمهم لإسرائيل بدل دعم الفلسطينيين و بالتالي العرب. بماذا تجيب هؤلاء؟
شمعون: أريد التذكير أن اليهود في المغرب لهم ثقافتهم الخاصة لأنهم كانوا في المغرب قبل العرب. صحيح أن جمعا غفيرا من اليهود قدموا من إسبانيا عام 1492م, لكن اليهود الآخرين هم في المغرب منذ 2000 سنة على الأقل, حتى قبل وجود العرب. أريد التذكير أيضا أن العرب احتلوا عددا مهما من البلدان, بينها الإمبراطورية الشريفة, و لم يردوها أبدا. إسرائيل هي الدولة اليهودية الوحيدة في العالم. لقد حاربت إسرائيل ضد الأردنيين, و سوريا و لبنان و مصر, و ربحت الحروب , و مع ذلك مازال العرب يريدون هذه الأراضي و جعلوا من الأمر صراعا دوليا من أجل جزء صغير من الأرض. أقولها لك صراحة, أنا لا أبسط يدي لأقتل و لو ذبابة. لا أحب الحروب. أمطرونا في الآونة الاخيرة بمئات الصواريخ يوميا, دون أن تستطيع إسرائيل بكل "قوتها" وقف إطلاقها. لهذا من الصعب العيش وسط هذا الجو من الصراع.
من جهة أخرى, لا علاقة للثقافة بالصراع. ليس لأننا نملك نقاطا مشتركة فيجب أن نفكر بنفس الشكل. لإسرائيل الحق في العيش فوق أرضها التي عاشت عليها منذ الخروج من مصر قبل 3285 سنة, أرض موعودة و أرض مستعادة. لا تنسى أن الفلسطينيين نالوا نصيبهم أيضا من تقسيم فلسطين. لا علاقة للمغاربة بالفلسطينيين. ثقافتاهما مختلفتان. و مرة أخرى أؤكد أننا لا ننسى ثقافتنا المغربية.
يا بلادي: في مقال على موقع Ynetnews شرح صحفي كيف أن بعض الطلبة اليهود المغاربة ذهبوا للدراسة في إسرائيل دون علم السلطات المغربية. حينما تسافرون بين إسرائيل و المغرب, هل تضع السلطات المغربية لكم العراقيل؟
شمعون: هذا المقال لا نصيب له من الصحة. و بالمناسبة, حجزت مؤخرا تذكرة الطائرة للدار البيضاء من وكالة في المغرب. في جمارك الدار البيضاء, نظر الموظفون مرتين إلى جواز سفري الإسرائيلي. كما أن الأبناك المغربية في حاجة لمعرفة مكان دراستي كي تستطيع تحويل الأموال نحو إسرائيل. بصفة عامة لا أُظهر جواز سفري في المغرب إلا مرة واحدة. السلطات لا تضع أي نوع من العراقيل. أكثر من ذلك, لما انتهت مدة صلاحية جواز سفري المغربي, أظهرت للجمركي جوازي الإسرائيلي فلم يأشر عليه, لكنه تركني أمر دون مشاكل.
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق