الأربعاء، 4 فبراير 2015

الأندلسيون في مصر من كتاب "الانبعاث" للكتاني



 الأندلسيون في مصر من كتاب "الانبعاث" للكتاني

موسوعة الأندلس

يقول الدكتور علي المنتصر الكتاني في كتابه "انبعاث الإسلام في الأندلس" عن استقرار الأندلسيين بمصر:

"انتقل إلى مصر جم غفير من الأندلسيين, عبر العصور, ترجم المقري في "نفح الطيب" لحوالي 37 عالما و فقيها و أديبا من أشهرهم. منهم في القرنين الرابع و الخامس الهجري, الوليد بن هشام, المعروف بأبي ركوة, الذي هاجر إلى برقة (بليبيا اليوم) فثار على الحاكم العبيدي و جمع الناس حوله, فغلبته عساكر الحاكم و أتت به إلى القاهرة حيث أعدم في 13 رجب عام 399 ه, و قد خلف أبو ركوة أشعارا كثيرة. و منهم عبد الله بن رشيق (من قرطبة), كان أديبا شاعرا عفيفا خيرا, رحل أولا إلى القيروان ثم حج و رجع إلى القاهرة حيث توفي سنة 419ه. و منهم أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن السيد ابن المغلس القيسي (من بلنسية) , كان عالما باللغة العربية, انتقل في البلاد ثم استوطن مصر حيث توفي سنة 427ه.

و من أندلسيي القرن السادس الذين استوطنوا مصر أبو بكر محمد بن الوليد المعروف بابن أبي رندقة (من طرطوشة) , صاحب "سراج الملوك" , انتقل إلى الإسكندرية و بها توفي سنة 520ه. و منهم أبو عبد الله محمد بن أحمد الأموي المعروف بالنقاش (من طليطلة), نزل مصر و قعد للإقراء في مسجد عمرو بن العاص إلى أن توفي بها سنة 529ه. و منهم أبو زهر ثابت بن فرج الخثعمي (من بلنسية), كان شاعرا أديبا, استقر بمصر و بها توفي في رجب سنة 545ه ومنهم أبو بكرمحمد بن عبد الملك بن السراج "من شنتمرية الغرب'' , كان من أئمة اللغة العربية المبرزين و من أشهر النحويين, قدم القاهرة سنة515 ه و جلس لتعليم النحو في جامعها الأزهر, و بها توفي في رمضان سنة 549ه. و منهم أبو العباس أحمد بن معد بن وكيل (من أقليش), رحل من مولده دانية إلى بلنسية حبث أخذ العربية و الأداب و الحديث, ثم إلى المشرق سنة 542ه, ثم استقر بمكة المكرمة, ثم قفل راجعا إلى مصر حيث توفي بمدينة قوص سنة 550ه. ومنهم أبو يحي اليسع بن عيسى الغافقي (من جيان), صاحب كتاب " المعرب في أخبار محاسن أهل المغرب" الذي جمعه للسلطان صلاح الدين الأيوبي, انتقل إلى مصر سنة 560ه, و توفي بها سنة 575ه. ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الخزرجي (من قرطبة), من أشياخ ابن بشكوال, استوطن مصر و توفي بها سنة 588ه. و منهم الإمام العلامة أبو القاسم بن خيرة الشاطبي (من شاطبة) صاحب "حرز الأماني" و "العقبة" و غيرهما, كان فقيها حافظا, دخل مصر سنة 572 ه و توفي بالقاهرة يوم الأحد 28 جمادى الأخرة سنة 590 ه, و دفن بالتربة الفاضلية بسفح المقطم.

و من أندلسيي القرن السابع الذين استوطنوا مصر أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي (من إشبيلية), حفيد القاضي الحافظ أبي بكر بن العربي, حج و رحل إلى الشام و العراق, ثم رجع إلى إشبيلية للتدريس, و في سنة 612ه تصوف و تعبد و انتقل إلى الإسكندرية, حيث توفي سنة 617ه. و منهم الحافظ أبو الخطاب بن دحية (من دانية), كان من أعلام اللغة العربية و الحديث, صنّف كتبا كثيرة منها " التنوير في مولد السراج المنير", رحل إلى تونس سنة 595ه و عمره 55 سنة, ثم عاد و حج إلى مصر فاستأدبه الملك العادل لولده و أسكنه القاهرة, و بها توفي سنة 633ه . و منهم أخوه الأكبر أبو عمرو عثمان بن الحسين(من دانية), كان حافظ للغة العربية, انتقل إلى القاهرة و رتبه الملك الكامل مكان أخيه أبي الخطاب في دار الحديث الكاملية, و بقي بها إلى أن توفي سنة 634ه. و منهم أبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن صافي (من قيسانة من عمل غرناطة) , فقيه مالكي قدم القاهرة و ناب في الحسبة, توفي بها سنة 634ه عن سبعين سنة. و منهم أبو مروان محمد بن أحمد اللخمي (من إشبيلية), و لي القضاؤ بإشبيلية, ثم رحل إلى المشرق فحج و زار الشام, ثم استقر بالقاهرة حيث توفي سنة 635ه عن 71 سنة. ومنهم أبو القاسم بن حاضر (من جزيرة شقر) كان عالما بصناعة التوريق, قدم قوص و استوطنها و توفي بها سنة 639ه. و منهم موسى بن سعيد العنسي (من قلعة يحصب ), والد أبي الحسن علي متمم كتابه " المغرب في أخبار المغرب", كان أديبا مفكرا راجح العقل, انتقل بولده إلى مصر و توفي بالإسكندرية سنة 640ه بعد أن أوصاه بالرجوع إلى الأندلس. و منهم الشاعر أبو محمد القرطبي (من قرطبة), انتقل إلى القاهرة و بها توفي سنة 643ه. ومنهم الطبيب أبو عبد الله بن البيطار (من مالقة), ترك كتبا هامة في الأدوية المفردة, جال في الأرض يبحث عن الأعشاب ثم استقر في مصر و جعله الكامل رئيسا على جميع العشابين و أصحاب البسطات, ثم خدم ولده الملك الصالح إلى أن توفي في شعبان سنة 646ه.

و من أندلسيي القرن السابع الذين استوطنوا مصر أيو بكر محمد بن أحمد الخزرجي (من مالقة), من الزهاد الورعين المتقين, انتقل إلى القاهرة و بها توفي سنة 651ه و دفن بقرافتها. و منهم أبو بكر حميد بن أبي محمد الأنصاري ( من قرطبة), نزل مالقة ثم انتقل إلى القاهرة, كان من الزهاد الصالحين, توفي سنة 652ه عن 46 سنة و دفن بسفح المقطم. ومنهم أبو عبد الله التجيبي الدهان (من غرناطة)و كان تاجرا عدلا فاضلا, و مات بقوص سنة 653ه. و منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله السلمي (من مرسية), مفسر فقيه جال بلاد الإسلام من المغرب إلى خراسان و استقربمصر, مات قرب العريش سنة 655ه عن 85سنة. و منهم أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي (من قرطبة) صاحب " المفهم في شرح مسلم", فقيه محدث مدرسو ولد بقرطبة سنة 5479ه و سمع بها, ثم انتقل إلى المشرق و قدم مصر و اختصر بها الصحيحين, توفي بالأسكندرية سنة 656ه. و منهم الطبيب أبو عبد الله محمد اللوشي (من لوشة), استقر بمصر و بها توفي سنة 660ه. و منهم المحدث أبو عبد الله محمد بن سراقة (من شاطبة), انتقل فى طلب العلم إلى الشام و العراق, و استقر بمصر حيث تولى مشيخة دار الحديث الكاملية سنة 643ه إلى أن توفي في شعبان سنة662ه. و منهم أبو جعفر محمد بن بندار القيسي (من مالقة), كان دينا خيرا فاضلا له مشاركة في عدة علوم, توفي بالقاهرة سنة 662ه عن 37 سنة. و منهم الصوفي الشهير أبو الحسن عبي الششتري (من ششتر من عمل وادي أش), كان مجودا للقرأن قائما عليه عارفا بمعانيه, جال الأفاق و اثر التجرد للعبادات و صنف الكتب الكثيرة في التصوف, و له ديوان شعر, توفي في دمياط في 17 صفر عام 668ه. و منهم أبو عبد الله محمد بن فرح (من قرطبة), كان من الصالحين و العلماء العارفين الورعين, له تاليف عدة في التفسير و التصوف, توفي بمنية ابن خصيب سنة 671ه. و منهم أبو عبد الله محمد سليمان لمعافري المعروف بابن الربيع (من شاطبة), من أهل التصوف الأولياء الصالحين, استقر بالأسكندرية و بها توفي سنة 672ه. و منهم أبو عبد الله محمد بن يوسف الأنصاري (من شاطبة), له تصانيف جيدة و شعرا, توفي بالقاهرة سنة 684ه. و منهم الولي الشهيرسيدي أبو العباس المرسي ( من مرسية), انتقل إلى الإسكندرية و توفي بها سنة 686ه, لأهل مصر فيه اعتقاد كبير حتى أصبح اسم " المرسي" شائعا إلى يومنا هذا بين أهل مصر. و منهم الشاعر الأديب أبو القاسم التجيبي (من بلش), استوطن القاهرة و توفي بها سنة 695 ه عن 72 سنة. منهم أبو سلمة البياسي ( من بياسة) كان عارفا بعلم الحديث ظاهري المذهب, استوطن القاهرة و بها توفي سنة 703 ه.

و من أهل القرن الثامن الذين استقروا بمصر أبو عبد الله الراعي (من غرناطة), كان فقيها أصوليا, هاجر إلى مصر و بها توفي سنة 853 ه عن 71 سنة.

و هاجر بعد ذلك إلى مصر عدد من الأندلسيين, خاصة بعد سقوط غرناطة و بعد سنة 1609م, استقر كثيرون منهم في الأسكندرية التي أصبحت مركزا مهما لهم, أتوا إليها في غالب الأحيان عن طريق تونس, و توجد أسماء أندلسية كثيرة في وثائق المحكمة الشرعية بالأسكندرية في العقود التجارية و البيع و الشراء و الزواج و الميراث. و كان الأندلسيون يكتبون دائما أسماءهم متبوعة بلقب أندلسي أو النسبة إلى البلدة التي أتوا منها في الأندلس. كما استقر عدد من الأندلسيين في مدن مصر الأخرى كالقاهرة و دمياط و رشيد و السويس و المنصورة و أسيوط.

و انتقل إليها عدد من البيوتات الأندلسية المغربية في القرنين الأخيرين كبيت برادة و غيره. و يقتضي استقصاء الوجود الأندلسي المعاصر في مصر بحثا في الوثائق الشرعية و بين العائلات المغربية, ومنها الأندلسية."
مقتطف من كتاب "انبعاث الإسلام في الأندلس" للدكتور علي المنتصر الكتاني. الصفحة 400-404.

موسوعة الأندلس.

هناك تعليق واحد:

  1. .عائلة أبو الفضل و فضلى
    بصفط الحرية بالبحيرة و حى السيدة زينب بالقاهرة

    كيف سارت رحلة أجدانا الكبار ( لعائلة أبو الفضل و فضلى بصفط الحرية بالبحيرة و حى السيدة زينب بالقاهرة )؟ لقد عبر أجدادنا البحر الأبيض المتوسط من أسبانيا وطنهم و وطن أجدادهم ( السيلتز و القوط الغربيين و الفندالز) إلى الساحل الشمالى لقارة أفريقية فى ظل محاكم التفتيش فى أسبانيا و تنصير مسلمين أسبانيا للمسيحية الكاثوليكية ) فمن رفض النتصير أختار الهجرة. ثم ساروا فى رحلة كبيرة عبر ساحل أفريقية ليصلوا إلى شمال فرع رشيد و ينزلون بالبحيرة و أختاروا أن يستقروا بالبحيرة بصفط الملوك (صفط الحرية حالياً) أكمل من أكمل الرحلة أخرين حيث كان أتجاة الرحلة إلى الأناضول فى تركيا و توطن أخرين بالشام و أكمل الباقى الرحلة إلى الأناضول فى تركيا و أستقر جدودنا الكبار فترة طويلة بصفط الملوك بالبحيرة قبل أن ينتقل بعض الأحفاد من صفط الملوك (صفط الحرية حالياً) بالبحيرة إلى حى السيدة زينب الذى كان حياً راقياً و جديداً بعد ردم الخليج المصري عام 1898م ومع عملية الردم اختفت قنطرة السباع ليظهر جامع السيدة زينب. و كان جدى الشيخ أحمد أبو الفضل من مواليد صفط الملوك (صفط الحرية حالياً) بالبحيرة قد ترك بلدتة صفط الحرية ليكمل تعليمة فى الأزهر و عمرة حوالى 14 عام ليحصل على أعلى درجة علمية من الأزهر و يصبح شيخ جامع السيدة زينب بالقاهرة فى أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين الميلادى. نحن أحفاد عجم الأندلس الأسبان الذين أسلموا فى العهد الأندلسى (مولدن الأندلس)

    ردحذف