الجمعة، 20 يناير 2017

بلدة شبرانة بقطلونية و أسطورة الملكة المغربية.

بلدة شبرانة بقطلونية و أسطورة الملكة المغربية.

هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.

بلدة شبرانة

تقع بلدة ثيورانا دي برادس Ciurana de Prades بإقليم قطلونية في إسبانيا, و تحديدا  شمال غرب مدينة ترغونة.  كانت تُعرف إبان العصر الإسلامي بثغر شبرانة. 



تُعدُ بلدة شبرانة من أجمل المناطق القطلونية و أروعها, و تقع في موقع استراتيجي منيع للغاية فقد ضربت منذ الأزل أوتادها في أعلى صخرة جبلية عظيمة يحيط بها وادي إستوبينيا و تَحُفُها الأخاديد العميقة من كل جانب. 

موقع شبرانة

تتوفر بلدة شبرانة على العديد من المواقع الطبيعية و التاريخية البديعة التي تستحق الزيارة, أهمها على الإطلاق مَطل "مقفز الملكة المغربية"  Salto de la Reina Mora, و هو موقع طبيعي ساحر مرتبط في الذاكرة الشعبية الإسبانية بنهاية الوجود الإسلامي بالبلدة القطلونية و سقوطها بيد حاكم برشلونة عام 1154. 
مقفز الملكة المغربية Salto de la reina mora

تفاصيل أسطورة مقفز الملكة المغربية



تقول الأسطورة المحلية أن القوات المسيحية عجزت في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي عن اقتحام حصن شبرانة, الخاضع للمسلمين آنذاك, بسبب مناعته. كانت لوالي شبرانة المسلم ابنة في غاية الجمال. اطمئنان ابنة الوالي إلى مناعة حصن شبرانة جعلها تُقيم احتفالا في إحدى غرف القصر حَضَره أعيان البلدة رغم الخطر المحدق بهم خارج الأسوار. لم تكن تعلم أن أحد الحراس الخونة كان قد فتح أبواب الحصن للقوات المُعادية التي اجتاحت البلدة و أتت على الأخضر و اليابس. 

 
سهم طائش دخل عبر النافذة إلى غرفة الاحتفال و انغرس في المائدة. حينها علِمَ المُحتفلون بهول ما جرى, و وسط حالة الهلع التي عمت الجميع, أيقنت ابنة الوالي أن حصنها سقط و أن الأَسرَ ينتظرها فخرجت مسرعة و امتطت صهوة جوادها الأبيض و اتجهت نحو الجرف الشاهق القريب من هناك. كانت المطاردة خلفها حثيثة فاستفزت حصانها ليسرعَ أكثر, و عندما اقتربت من الجرف خشيت أن يشعر جوادها غريزيا بالخوف مما هو آت, فأغمضت عينيه بيديها و زادت من سرعته, لكن الجواد استشعر الخطر أمامه فحاول التوقف مفرملا حوافره بقوة في الأرض, إلى درجة أن آثار حوافره لازالت بادية إلى اليوم في ذلك الموقع. لكن الأوان كان قد فات, فهوت ابنة الوالي و جوادها من أعلى الجرف و لقيا حتفهما. فسُميَ ذلك الموقع بمقفز الملكة المغربية Salto de la Reina Mora. 
حفرة صغيرة تُنسبُ لآثار حوافر جواد الملكة المغربية

رواية أخرى تقول أن ابنة الوالي كانت تستحم حين اقتحام الغزاة للحصن فغادرت على عجل الحمام و امتطت يائسة جوادها و اتجهت مسرعة نحو الجرف لإلقاء نفسها في الوادي العميق. كما أن هناك رواية تقول أن آثر الحوافر في المقفز تركها فعلا جواد الأميرة و هو يستجمع طاقته للقفز و ليس وهو يحاول تجنب السقوط في الوادي.


صلة الرحم بالأندلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق