الخميس، 1 أكتوبر 2015

قصة البابا الذي أسلمَ في المغرب للأديب الفرنسي بيرونجي.

قصة البابا الذي أسلمَ في المغرب للأديب الفرنسي بيرونجي.

هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس
بيير جون دو بيرونجي
بيير جون دو بيرونجيPierre-Jean de Béranger هو واحد من أشهر شعراء و مؤلفي الأناشيد و الأغاني الشعبية في فرنسا و كان يحضى بتقدير كبير من قِبل أدباء عصره.  وُلد في باريس يوم 19 غشت 1780 و توفي بها يوم 16 يوليوز 1857.  الحمولة السياسية لأعماله المدافعة عن الجمهورية و آراءه السياسية الناقدة و الساخرة من رجال الدين دفعت الحكومة  الفرنسية لسجنه عام 1820م, و قد زاره في محبسه الأديبان الفرنسيان العملاقان ألكسندر دوما و فيكتور هيغو.


من الروايات التي تدل على عِظم قدره بين الناس ما ذكره بول جاري  Paul Jarryعنه عام 1913: "بينما كان بيرونجي يتجول في الشارع, مدَّ أحد المتسولين له قبعته, فوضع له  الشاعر فيها قطعتين. فسارع رجلٌ و قال للفقير: "أعطني القطعتين التي منحك إياهما هذا السيد و أمنحك بدلهما قطعة من 5 فرنكات". فأجابه المتسول : "و لماذا؟". فرد عليه: "لأن هذا السيد هو "بيرونجي". "بيرونجي!" هكذا رد المتسول و سحب القطعتين قائلا "سأحتفظ بهما".


إحدى قصائده المشهورة تُسمى "البابا المُسلم" و هي قصة ساخرة تنتقد شخصية البابا, أعلى سلطة دينية عند الكاثوليك. و ملخصها أن البابا كان في سفر إلى روما فتم أسره في البحر من قِبل قراصنة مغاربة  فتظاهر بأنه رجل فقير, فاقتيد أسيرا إلى المغرب الأقصى. هنالك وخوفا من الموت سب الدين المسيحي و  تظاهر بالولاء للنبي محمد و اعتناق الإسلام. فقاموا بختانه. هكذا أصبح يرتدي زي القراصنة المسلمين و يشارك في الغزوات البحرية ضد المسيحيين. لمّا حلّ الطاعون بالمغرب الأقصى ( و قد حلّ فعلا في القرن السابع عشر و أودى بحياة أغلب السكان) فرّ هذا المنافق (كما وصفه بيرونجي) إلى روما و دخلها مرتديا العمامة. فأراد الكاثوليك إعادة تعميده فأبى عليهم فاعتبروا ذلك حماقة من جانبه.


و اختتمَ الأديب بيرونجي قصة "البابا المُسلم" متهكما : "منذ ذلك الحين أصبح هذا المرتد المسعور ينتقد ألغازنا و يطمح لإخلاء الأديرة و تزويج رجال الدين. تحت إمرته اندحرت الكنيسة و لم تعد تُحرق لا اليهودي و لا الوثني. أبي المُقدس: لقد خربت روما." (1).


الهوامش.
 

(1) Œuvres complétes de B-J Béranger Tome II. P 351

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق