الاثنين، 29 أغسطس 2022

لهذا السبب الغريب أضاف فرانكو ساعة إلى توقيت إسبانيا

لهذا السبب الغريب أضاف فرانكو ساعة إلى توقيت إسبانيا 


هشام زليم

صلة الرحم بالأندلس

في يوم 16 مارس 1940 قرر الدكتاتور الإسباني فرانثيسكو فرانكو, بشكل مفاجئ و من دون مقدمات, إضافة ساعة إضافية للتوقيت الرسمي الإسباني الذي كان يوافق توقيت غرينتش. و جاء في البيان الرسمي الذي أصدره فرانكو أن هذا التغيير يهدف لتوحيد توقيت إسبانيا مع توقيت باقي الدول الأوربية ما سيترتب عنه منافع جمة.

مرة أخرى, و في عام 1973, قرر فرانكو, و تحت ذريعة الأزمة الطاقية العالمية, إضافة ساعة إضافية أخرى, هذه المرة صيفية, و تستمر من نهاية مارس إلى نهاية أكتوبر من كل سنة.

لن نتوقف عند دواعي إضافة الساعة الصيفية عام 1973, بينما سنسلط الضوء في السطور التالية على أسباب تغيير التوقيت عام 1940, أي السنة الثانية من عمر الحرب العالمية الثانية.

لنعد قليلا إلى الوراء...



لم يكن لفرانكو أن ينتصر في الحرب الأهلية الإسبانية ما بين 1936 و 1939 على أنصار الجمهورية و يسيطر على إسبانيا لولا الدعم العسكري الذي قدمه له هتلر زعيم ألمانيا النازية و موسوليني زعيم إيطاليا الفاشية.

و عند اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939, كان هتلر يتوقع أن تسارع إسبانيا الفرانكوية لرد الجميل و الانضمام لدول المحور بقيادة ألمانيا, و تقوم باحتلال جيب جبل طارق الخاضع لبريطانيا و تغلق بذلك مضيق جبل طارق في وجه بحرية الحلفاء و تفتح حدودها للقوات الألمانية القادمة من فرنسا, لكن المفاجأة تمثلت في اتخاذ إسبانيا موقف الحياد. هذا الموقف أثار غضب هتلر الذي رأى في فرانكو ناكرا للجميل و خائنا. و قد أوردنا موقف هتلر من حياد إسبانيا فرانكو في مقالنا حول اعترافات النازي هيملر الخاصة بإسبانيا. (رابط المقال في نهاية هذا المقال).

و حتى يمتص غضب هتلر من موقفه الحيادي في الحرب العالمية الثانية, أعلن فرانكو يوم 16 مارس 1940 إضافة ساعة للتوقيت الرسمي الإسباني حتى يتوافق مع توقيت العاصمة الألمانية برلين, في خطوة تضامنية مع ألمانيا !

هكذا صار التوقيت الإسباني اليوم فريدا من نوعه على الصعيد العالمي. توقيت لا يعكس الواقع الجغرافي لإسبانيا المتموضعة في أقصى غرب أوربا. ففي شهر غشت مثلا, تكون الساعة السابعة صباحا في مدينة طريفة الإسبانية و هي نفس الساعة في وارسو عاصمة بولندا رغم أن بينهما 3200 كيلومتر, بينما تكون الساعة السادسة صباحا في طنجة شمال المغرب رغم أن المسافة بين طريفة و طنجة لا تتعدى 41 كلم !

مقال: اعترافات النازي الألماني هاينريش هيملر:  فرانكو ناكر للجميل و خائن. و الكنيسة الكاثوليكية ستدفع الثمن.

صلة الرحم بالأندلس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق