الأحد، 13 أكتوبر 2013

أسماء الأندلسيين في الرباط من كتاب الانبعاث للكتاني

أسماء الأندلسيين في الرباط من كتاب الانبعاث للكتاني

 صلة الرحم بالأندلس









الرباط عاصمة المغرب الحالية. يقال بأنها تأسست في عهد المرابطين لصد هجمات قبائل برغواطة, و هناك من يرجع تأسيسها ليعقوب المنصور الموحدي. يقول الرحالة و المؤرخ الغرناطي الحسن الوزان المشهور باسمه الأعجمي ليون الأفريقي عن تأسيس الرباط و تطورها ثم اضمحلالها قبل وصول مورسكيو أورناتشوس إليها في بداية القرن 17 : "...و إليكم سبب تأسيس الرباط: لقد كان المنصور آنذاك يحكم كل إقليم غرناطة و قسما من إسبانيا, و نظرا لبعد هذه البلاد عن مراكش, خطر ببال الملك أنه لن يتمكن من نجدتها بسهولة إذا هاجمها النصارى, لذلك رأى أن يبني مدينة على شاطئ البحر بالذات حيث يمكنه المقام مع جنوده طوال الصيف...فبنى مدينة الرباط في بضعة أشهر, و زودها بالمساجد و المدارس و كل أنواع القصور و الدور و الدكاكين و الحمامات و مخازن الأدوية...أراد الملك أن يستوطن المدينة عدد كثير من الصناع و العلماء و التجار, فأمر بأن يمنح كل ساكن فيها تعويضا علاوة على ما تدر عليه مهنته من ربح. و قد أدى انتشار هذا الخبر إلى اجتذاب أناس كثيرين من كل الأصناف و مختلف المهن, بحيث أصبحت الرباط بعد قليل من أشرف المدن و أغناها في إفريقيا كلها...و بعد وفاة المنصور أخذت هذه المدينة في التدهور حتى إنه لم يبق منها سوى العشر, فالقناة البديعة قطعت و دمرت أثناء الحروب التي شنها الملوك المرينيون ضد أسرة المنصور. و الرباط اليوم في أسوأ حال لم يصل إليها قط. و أعتقد أنه من المتعذر جدا العثور فيها على أربعمائة دار مسكونة قرب القصبة و بعض الدكاكين الصغيرة, و فضلا عن ذلك فهي مهددة باستيلاء البرتغاليين عليها. و فعلا فإن جميع ملوك البرتغال السابقين صمموا العزم على غزوها علما بأنهم إذا ملكوها سهل عليهم احتلال المملكة. غير أن ملك فاس زود هذه المدينة بالأقوات الوافرة و ساندها بكل ما في مستطاعه...و قد ذهبت إلى الرباط فأخذتني الشفقة عليها, لما كانت عليه في القديم و ما آل إليه أمرها الآن." (1)


كان هذا حال الرباط في منتصف القرن السادس عشر, مدينة شبه مهجورة و مدمرة و يتهددها الغزو الأجنبي من كل جانب. لكن حدثا أليما سيحدث في الأندلس سيحيي المدينة و يبعثها من جديد. 

فسنة 1610م غادر سكان بلدة أورناتشوس في إقليم بطليوس بالأندلس موطنهم بموجب قرار الطرد الذي أصدره الملك فليبي الثالث بحق المورسكيين, و بعد رحلة طويلة استقروا بقصبة الوداية بالرباط فأعادوا لها روحها و هيبتها و صدوا عنها محاولات الغزو الأجنبي.

يقول الدكتور علي الكتاني عن استقرار الأندلسيين في الرباط: "عمل يعقوب المنصور منذ تأسيسه للرباط على تسهيل استيطان الأندلسيين بها. غير أن معظم أندلسيي الرباط اليوم ينحدرون من هجرة سنة 1609م. و قد تفوقت من بين أندلسيي الرباط شخصيات علمية و إدارية و مالية و عسكرية. و تنتسب كثير من العائلات الرباطية إلى مدن اندلسية: باينة (بيانة), و دينية (دانية) و الرندة (رندة) و اللوشي (لوشة) و فنجيرو (فوانخرولا : سهيل) و الدغمي (بني دغم) و القرطبي (قرطبة) و القسطالي (قسطلة) و القصري (القصر) و قوريا (قورية) و المغراوي (الماغرو) و البريجي(البريجة) و البليدي (البليدة) و بيسير (بشر) و طريدانو(طليطلة) و الساهلي (السهلة) و المدور (المدور) و سنتياك (شنت ياقو) و البابوري (يابورة), و غيرها من البيوتات.

و لازالت تحتفظ كثير من البيوتات الرباطية باسمها العجمي : بلانكو Blanco; و برادوprado و بركاشvargas و بربيش Barbesو بلافريج Palafrenو بلامينوpalominoو باليسيوpalacio و بريس Perezو بيرو Piloو بونو Bonoو تكيتوchiquito و تموروchamorro و جوريوo Sorio و كديرةgoderia و دياسdiaz و رودياس Rodriguezو كسوسjesus والدك Duqueو الرينكةrienga و روانroan و كراكشو Carrascoو كريسبو Crespoو كليطوquerido و الكمراcamarra و لوباريس Olivaresو لزاروlazaro و لاميروو Romeroمرسيلmarcelo و ملين Molinaو مورينو Marenoو مولاطوmorato و مراسmiras و صندال Sandalioو فرشادوfarchado و فلوريشflores و قريونcarrion و قمرادةcamarada و سباطةzapata و ساكالانطو Escalantو غيرها من الأسماء.

و لبعض بيوتات الرباط الاندلسية اسماء عربية احتفظت بها من الاندلس, أو حدثت بعد انتقالها, منها الابيض, بنطاهر و بندهاق و بنطوجة و بندورو و بلفقيه و بنقدور و بنعمرو و بلكاهية و التونسي و الحداد و الزبدي و الزهراء و زطوط و طيفور و متجنوس و مدون و ضاكة و عاشور و العماني و غنام و فرج (بفتح الراء) و غيرها.

و من بين العائلات الرباطية التي لها دور مهم في تاريخ الرباط عائلة مرينو, فمنهم الفقيه الأديب أحمد حجي بن محمد مرينو, عامل الرباط, و منهم القاضي الأديب العالم الحاج محمد بن محمد مرينو, ترك أشعارا لو جمعت لكونت ديوانا كاملا, و منهم الفقيه القاضي محمد المهدي ابن القاضي محمد مرينو, من اعلام القرن الثاني عشر الهجري, و منهم الفقيه الحيسوبي الموقت الحاج محمد المسناوي بن محمد مرينو المتوفى في ذي الحجة عام 1207ه, و منهم القاضي العلامة عبد القادر بن المهدي مرينو المتوفى حوالي سنة 1240 ه. و منهم الفقيه العدل المعطي بن المهدي مرينو, و غيرهم.

و منها عائلة بركاش, فمنهم القائد الحاج عبد الله ابن الحاج علي بركاش, كان قائد الرباط في أواخر القرن الثاني عشر. و منهم الفقيه القاضي حجي بن الغازي بركاش, المتوفى في 21 رجب عام 1294ه و منهم النائب السلطاني محمد ابن الرئيس المجاهد الحاج عبد الرحمان بركاش, المتوفى في 17 محرم عام 1336ه. و منهم أبناؤه الحاج العباس و الحاج محمد و الحاج عبد الحميد و الصديق الذين كان لهم جميعا دور مهم في الإدارة المغربية, و غيرهم.

ومن الشخصيات الأندلسية الرباطية التي لها دور عام في أحداث المغرب المعاصرة الحاج أحمد بلافريج, أمين عام حزب الإستقلال و المناضل المغربي المعروف رحمه الله. و منهم الاستاذ أحمد رضا قديرة مستشار في الديوان الملكي. و منهم الحاج علال كراكشو المقاول الرباطي. و غيرهم كثيرون في مجالات السياسة و القضاء و العلوم و الصحافة و المال و الجيش, حيث برعوا و ناضلوا من أجل تقدم المغرب." (انتهى النقل من كتاب الانبعاث للكتاني). (2)

الهوامش:
(1) "وصف إفريقيا", للحسن الوزان الفاسي المعروف بليون الإفريقي. ترجمة محمد حجي و محمد الأخضر. ص 201-203.
(2) "انبعاث الإسلام بالأندلس", علي الكتاني. ص: 391-393.
مدونة صلة الرحم بالأندلس.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق