سلسلة ربورطاجات صحيفة إسبانية عن شفشاون الأندلسية. الجزء الأول, شفشاون: جيان المغربية.
هشام زليممدونة صلة الرحم بالأندلس
قامت صحيفة "يومية جيان" Diario JAEN بسلسلة ربورطاجات عن مدن العالم التي تحمل اسم مدينتهم. فقاموا بربورطاج عن جيان البيروفية و جيان الفلبينية. لكن الجيانيين يقتسمون اسم مدينتهم, مع مدينة الشاون المغربية و ترجمتها الإسبانية هي Xauen. فإذا كانت الترجمة الإسبانية الشائعة لاسم جيان هي خايين Jaén, فإن هناك ترجمة أخرى شعبية لاسم جيان هي شاون Xauen. هذا القاسم المشترك إضافة للأصل الأندلسي للمدينة المغربية دفع فريق صحيفة "دياريو خايين" (يومية جيان) لتخصيص سلسلة ربورطاجات عن مدينة الشاون المغربية. و هذه ترجمة للربورطاج الأول.
ترجمة صلة الرحم بالأندلس.
مقال "جيان المغربية" El otro Jaén de Marruecos. نوريا لوبيز برييغو Nuria Lopez Prizgo. الخامس من فبراير 2017.
هشام زليممدونة صلة الرحم بالأندلس
قامت صحيفة "يومية جيان" Diario JAEN بسلسلة ربورطاجات عن مدن العالم التي تحمل اسم مدينتهم. فقاموا بربورطاج عن جيان البيروفية و جيان الفلبينية. لكن الجيانيين يقتسمون اسم مدينتهم, مع مدينة الشاون المغربية و ترجمتها الإسبانية هي Xauen. فإذا كانت الترجمة الإسبانية الشائعة لاسم جيان هي خايين Jaén, فإن هناك ترجمة أخرى شعبية لاسم جيان هي شاون Xauen. هذا القاسم المشترك إضافة للأصل الأندلسي للمدينة المغربية دفع فريق صحيفة "دياريو خايين" (يومية جيان) لتخصيص سلسلة ربورطاجات عن مدينة الشاون المغربية. و هذه ترجمة للربورطاج الأول.
ترجمة صلة الرحم بالأندلس.
مقال "جيان المغربية" El otro Jaén de Marruecos. نوريا لوبيز برييغو Nuria Lopez Prizgo. الخامس من فبراير 2017.
سافرت
بعثة من يومية جيان Diario JAEN, إلى الشاون, و هي مدينة واقعة في شمال إفريقيا, و ترجمتها
بالإسبانية هي Xauen, و هو الاسم الذي تتقاسمه مع جيان الإسبانية (خايين Jaén).
هناك 3
مدن في العالم تحمل اسم جيان Jaén: جيان الإسبانية, البيروفية و الفلبينية. يومية جيان
قامت باستكشاف المدينتين الأجنبيتين (البيروفية و الفلبينية) من خلال فريق عمل
احترافي سافر إليهما بهدف تقريب واقعهما من الجيانيين. و لم يتبقَ غيرُ تعريف وإنشاء روابط مع مدينة
إفريقية تقع شمال المغرب تُدعى الشاون. الترجمة الإسبانية لاسمها هي Xuaen, و هو
الاسم الذي ظلت تتقاسمته, على الأقل شعبيا, مع جيان الأندلسية.
هناك نقاش حول غياب
مصادر تاريخية يمكن الوقوف بين طياتها على رابط إيتمولوجي (تأصيلي) يشير لجيان باسم Xuaen.
لكن ما من شك أن هذا الاسم, بسبب ترجمة خاطئة أو لمجرد إشكالات في النطق, نال
شعبية كبيرة إلى درجة أنه في أواسط القرن الماضي أصبح يُستعملُ للإشارة إلى جيان
القديمة. فتجد فندقا يحمل هذا الاسم, بالإضافة إلى مقاولة للزيوت و حتى المدرسة
الرسمية للغات.
لقد
اكتملت مهمة تقريب واقع المدينة المغربية من نظيرتها الأندلسية. و هذه الحلقة الأولى من سلسلة من الربورطاجات ستُمكن القارئ من التحقق بأنه بالرغم من التباعد
المادي و الثقافي, توجد العديد من الأشياء التي تجمع بين أرضين متباينتين بهذا الشكل.
من طبيعة المنطقة الجبلية إلى الأراضي المفروشة بأشجار الزيتون, تتقاسم
هاتان الحاضرتان ما هو أكثر من الإسم.
تقع الشاون,
و هو الاسم المختصر لشفشاون, على بعد ساعتين بالسيارة تقريبا من
طنجة, المدينة
المغربية التي يمكن بلوغها (من إسبانيا) عبر الباخرة أو الطائرة. الربط الطرقي هو الملف الكبير العالق لإقليم لازال فيه الكثير لفعله. ففي
عصرنا هذا, ثلاث ساعات من السفر لقطع مسافة لا تتجاوز 100 كيلومترهو وقت طويل جدا.
تُعدُ السياحة
المنقذ الحقيقي لاقتصادٍ قائمٍ أساسا على الفلاحة و تربية الماشية. الشاون, التي
يقطنها حوالي 40 ألف نسمة, هي عاصمة إقليم يتألف من 27 بلدية, و يسكنه أكثر من 525
ألف شخص. يشتري الشاونيون و يبيعون بالدرهم, و هي عملة هذا البلد الواقع خارج
الاتحاد الأوربي. الحياة هنا مختلفة تماما عن تلك التي يعرفها الإسبان
حاليا, و هي أقرب ربما لتلك التي عاشوها في منتصف القرن الماضي.
من النظرة
الأولى. ينسى المرؤ جَلَبةَ المدن الامبراطورية, كفاس و مراكش, بمجرد أن تطأ قدمه شفشاون, واحةً سِلمٍ على هامش بلدٍ قد يعطي, في
أعين أي غربي, انطباعا بأنه يعمل وسط فوضى مُطلقة.
قبل خمسة قرون كان من الصعب الدخول إلى مدينة مقدسة لدى المسلمين و ممنوعة على المسيحيين.
حتى اليوم, يستشعر المرء فرقا كبيرا بين المدينة و مناطق أخرى في محيطها. و خير مثال على ذلك, آذان
الصلوات اليومية الخمس الذي يُسمعُ حتى في أقصى نقطة من المدينة, في الوقت الذي صار فيه أمرا قليل الحدوث في مجتمعات أكثر تقدما, لكنه شيء يومي معتاد في شفشاون. و هنا يكمن سحرها, في حفاظها على جوهرها, ثقافتها و تقاليدها.
يعملُ ملك المغرب محمد السادس بخطى حثيثة في السنوات الثمان الأخيرة لجلب الزائر إلى ملاذ المزارعين و الحرفيين هذا. فجولته في الأزقة الضيقة و الزرقاء رفقة عقيلته ما زالت في ذاكرة أهل البلد باعتبارها زيارة خاصة و فريدة. الساعات في هذه المدينة المغربية الجميلة تتمدد بينما يفقد الوقت تراتبيته.
القدوم إلى الشاون يعني ولوج متاهة بسيطة مُعَبَّدة و تختزن, على خلاف مدن مغربية أخرى, نظاما محكما. كل الطرق تؤدي إلى ساحة وطاء الحمام حيث يقع أكبر المساجد و المركز الحقيقي لتجمع السكان. التجول في زقاقها هي الوسيلة الوحيدة للانتقاع بكامل الشاعرية التي تختزنها هذه البلدة الزرقاء الواقعة في سلسلة جبال القرون, و التي اشتق منها اسمها.
طبيعتها الجبلية تُذَكِّرُ في جانب ما بجيان. فهي منطقة تحيط بها جبال شديدة الانحدار, و وسط المدينة يشبه النواة القديمة للعاصمة جيان القديمة قبل سنوات خلت. تمر الحياة في هذه المدينة المغربية بشكل مختلف عن نظيرتها الأندلسية. يكفي صعود الجبل إلى المسجد الإسباني "جامع بوزعافر", و الذي بناه المُغرَّبون الأندلسيون قبل 500 عام , و ظل مهجورا لفترة طويلة, فمن هناك يمكن رؤية جيان أخرى مغربية. إنها متعة كاملة.
مُلحق1: اسم Xauen هو مجرد خلط.
هو أستاذ بجامعة جيان منذ تأسيسها في عام 1993, متخصص في الدراسات العربية و الإسلامية. يعرف تمام المعرفة أصل عبارة جيان Jaén و لديه قناعة تامة بإن استعمال Xauen كاسم لجيان لم يكن له وجود أبدا. يعتقد فرانثيسكو فيدال كاسترو أنه من المهم توضيح الأصل الحقيقي لاسم إقليم جيان لوأد أسطورة وُلدت, على الأرجح, بسبب خلطٍ.
في البداية, أوضح بأنه لا توجد أية علاقة بين اسم جيان Jaén و اسم المدينة المغربية الشاون Xauen (بالعربية شفشاون, و بالفرنسية Chaouen). يكفي إلقاء نظرة على الكرونولوجيا التاريخية للتحقق من ذلك. و شدد على أن" المدينة المغربية لم تتأسس إلا في القرن الخامس عشر, بينما رأت نظيرتها الأندلسية النور قبلها بسبعة قرون. و بالتالي, لا شيء يربط هاته بتلك". كما أنه إتمولوجياً, الشاون Xauen تُكتبُ و تُنطقُ بالعربية بشكل مختلف تماما عن جيان (خايين Jaén), و التي أُثبت علميا اشتقاقها من الاسم العربي "جيَّان Yayyan", و هي كلمة مختلفة تماما. و أضاف: "هما مختلفتان إملائيا, صوتيا و سمعيا, رغم وجود بعض التشابه". و شدد فرانثيسكو فيدال قائلا: "لو نبحث عن تغيرات حدثت منذ القرن الثامن و حتى نهاية الأندلس (1492م), فلن نعثر إلا على كلمة جيان Yayyan. كلمة Xauen لا توجد لا في المصادر القشتالية الوسيطية و لا التي لحقتها".
في هذا الاتجاه, أشار إلى أن جهل بعد الدارسين بالنصوص العربية دفعهم لتجاهلها و اعتمادهم على ترجمات لا يمكنها تعويض الرواية الأصلية. في غياب مصادر عربية, اقترح أحد الكتاب موازاة كلمتي جيان (خايِن) و شاون Xauen بالنظر لتشابههما في الإسبانية المعاصرة, و بمرور الوقت, بدأت تُستعمل على الصعيد الشعبي عبارة Xauen كرديفة لجيان Jaén في أواسط القرن العشرين, و اختتم: "لم يكن لها وجود قبل ذلك. لا في الحقبة الأندلسية و لا في الحقبة المسيحية الوسيطية أو المعاصرة"
مُلحق 2:شاون Xauen كانت ذائعة الاستعمال
هو مُقتنعٌ بأن شاون Xauen استُعملت, في الفترة الانتقالية من السيطرة الإسلامية إلى المسيحية, للإشارة إلى جيان Jaén. مانويل كامبوس كاربيو, العمدة الثقافي لبلدة توري دون خيمينو و المتخصص في الثقافة الإسلامية يرى "أنها تطورٌ لعبارة جيان Yayyan"..."اسم Xauen كان شعبيا رغم أنه لم يكتب كما كان يُنطق". و ضربَ مثلَ ما كان يحدث في تلك الفترة مع لقب خمنيث Jiménez و الذي كان يُكتبُ Ximénezشمنيث...
و أضاف مُفسرا: "منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر و حتى بداية القرن التاسع عشر, كان هناك كتاب رومانسيون يبحثون عن الأسماء الغريبة لتمجيد فضائل بلداتهم". و حسب العمدة الثقافي كان هذا هو حال شاون Xauen الذي احتُفِظَ به مع مرور الوقت, ربما, "كتشويه شعبي". مانويل كامبوس أكد أن كتاب "مدخل إلى جيان الإسلامية" Introduccion al Jaén islamico للكاتبين خافيير أكويري و مارية ديل كارمن خمنيث ذكر عبار "كورة جيان" “Kurat Yayyan” للإشارة إلى إقليم جيان. و أضاف خوثي مانويل كامبوس أن تطور اسم جيان Yayyan بدأ من عام 1246, حتى أصبحت اسم شاون Xauen ذائع الاستعمال.
مدونة صلة الرحم بالأندلس.
مُلحق1: اسم Xauen هو مجرد خلط.
هو أستاذ بجامعة جيان منذ تأسيسها في عام 1993, متخصص في الدراسات العربية و الإسلامية. يعرف تمام المعرفة أصل عبارة جيان Jaén و لديه قناعة تامة بإن استعمال Xauen كاسم لجيان لم يكن له وجود أبدا. يعتقد فرانثيسكو فيدال كاسترو أنه من المهم توضيح الأصل الحقيقي لاسم إقليم جيان لوأد أسطورة وُلدت, على الأرجح, بسبب خلطٍ.
في البداية, أوضح بأنه لا توجد أية علاقة بين اسم جيان Jaén و اسم المدينة المغربية الشاون Xauen (بالعربية شفشاون, و بالفرنسية Chaouen). يكفي إلقاء نظرة على الكرونولوجيا التاريخية للتحقق من ذلك. و شدد على أن" المدينة المغربية لم تتأسس إلا في القرن الخامس عشر, بينما رأت نظيرتها الأندلسية النور قبلها بسبعة قرون. و بالتالي, لا شيء يربط هاته بتلك". كما أنه إتمولوجياً, الشاون Xauen تُكتبُ و تُنطقُ بالعربية بشكل مختلف تماما عن جيان (خايين Jaén), و التي أُثبت علميا اشتقاقها من الاسم العربي "جيَّان Yayyan", و هي كلمة مختلفة تماما. و أضاف: "هما مختلفتان إملائيا, صوتيا و سمعيا, رغم وجود بعض التشابه". و شدد فرانثيسكو فيدال قائلا: "لو نبحث عن تغيرات حدثت منذ القرن الثامن و حتى نهاية الأندلس (1492م), فلن نعثر إلا على كلمة جيان Yayyan. كلمة Xauen لا توجد لا في المصادر القشتالية الوسيطية و لا التي لحقتها".
في هذا الاتجاه, أشار إلى أن جهل بعد الدارسين بالنصوص العربية دفعهم لتجاهلها و اعتمادهم على ترجمات لا يمكنها تعويض الرواية الأصلية. في غياب مصادر عربية, اقترح أحد الكتاب موازاة كلمتي جيان (خايِن) و شاون Xauen بالنظر لتشابههما في الإسبانية المعاصرة, و بمرور الوقت, بدأت تُستعمل على الصعيد الشعبي عبارة Xauen كرديفة لجيان Jaén في أواسط القرن العشرين, و اختتم: "لم يكن لها وجود قبل ذلك. لا في الحقبة الأندلسية و لا في الحقبة المسيحية الوسيطية أو المعاصرة"
مُلحق 2:شاون Xauen كانت ذائعة الاستعمال
هو مُقتنعٌ بأن شاون Xauen استُعملت, في الفترة الانتقالية من السيطرة الإسلامية إلى المسيحية, للإشارة إلى جيان Jaén. مانويل كامبوس كاربيو, العمدة الثقافي لبلدة توري دون خيمينو و المتخصص في الثقافة الإسلامية يرى "أنها تطورٌ لعبارة جيان Yayyan"..."اسم Xauen كان شعبيا رغم أنه لم يكتب كما كان يُنطق". و ضربَ مثلَ ما كان يحدث في تلك الفترة مع لقب خمنيث Jiménez و الذي كان يُكتبُ Ximénezشمنيث...
و أضاف مُفسرا: "منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر و حتى بداية القرن التاسع عشر, كان هناك كتاب رومانسيون يبحثون عن الأسماء الغريبة لتمجيد فضائل بلداتهم". و حسب العمدة الثقافي كان هذا هو حال شاون Xauen الذي احتُفِظَ به مع مرور الوقت, ربما, "كتشويه شعبي". مانويل كامبوس أكد أن كتاب "مدخل إلى جيان الإسلامية" Introduccion al Jaén islamico للكاتبين خافيير أكويري و مارية ديل كارمن خمنيث ذكر عبار "كورة جيان" “Kurat Yayyan” للإشارة إلى إقليم جيان. و أضاف خوثي مانويل كامبوس أن تطور اسم جيان Yayyan بدأ من عام 1246, حتى أصبحت اسم شاون Xauen ذائع الاستعمال.
مدونة صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق