بلاس انفانتي أب الهوية الأندلسية لم يغادر إسبانيا إلا إلى المغرب و البرتغال لصلة الرحم بملك إشبيلية الشاعر.
بلاس انفانتي في أغمات قرب مراكش عام 1924. |
هشام زليم
مدونة صلة الرحم بالأندلس
لم يسبق لبلاس انفانتي Blas infante, أب الهوية الأندلسية المعاصرة, السفر إلى خارج
إسبانيا إلا في مناسبتين اثنتين, الأولى عام 1924 إلى المغرب, و الثانية عام 1928
إلى البرتغال, و كلتا الرحلتين كانتا مرتبطتين بالملك الشاعر المعتمد بن عباد آخر
ملوك إشبيلية. فكان سفره إلى المغرب, و تحديدا أغمات قرب مراكش, لزيارة قبر
المعتمد, و بعد أربع سنوات شد الرحال إلى إلى مدينة شِلْبSilves البرتغالية للمشاركة في تكريم
المعتمد بن عباد الذي رأى النور في مدينة باجة البرتغالية عام 1040م. ليكون بالتالي
قد زار مسقط رأس المعتمد بالبرتغال و مدفنه بالمغرب.
و إذا كان سفره للبرتغال مر في سلاسة و يسر, فإن سفره إلى المغرب عام
1924 كان محفوفا بالمخاطر. فإسبانيا, في تلك الفترة, كانت ترزح تحت نير ديكتاتورية
بريمو دي رفيرا, كما كانت تخوض منذ عام 1921 حربا ضروسا شمال المغرب ضد الريفيين المغاربة بقيادة المغربي عبد الكريم الخطابي بطل حرب الريف المجيدة. و كانت الدعاية الرسمية
في إسبانيا تُخونُ و تُجرمُ كل من ينتقد موقفها أو يتعاطف مع المغاربة. لهذا تجنب
بلاس انفانتي السفر مباشرة إلى المغرب من إسبانيا, و توجه إلى لشبونة, عاصمة
البرتغال, و منها سافر بحرا إلى الدار البيضاء أي إلى منطقة النفوذ الفرنسي في المغرب, قبل التوجه إلى مراكش فأغمات.
بلاس انفانتي بالزي المغربي خلال زيارته لأغمات |
و قبل ضربه أكباد الإبل إلى المغرب و البرتغال للوقوف على آثار ملك
إشبيلية الشاعر, كتب بلاس انفانتي عام 1919 دراما مسرحية تاريخية أسماها "المعتمد,
ملك إشبيلية الاخير".
لقد كان المعتمد بن عباد الشخصية التاريخية التي ألهمت بلاس و ساهمت
في بلورة جانب مهم من فكره و آراءه الفكرية و السياسية.
مواضيع ذات صلة:
مواضيع ذات صلة:
طريق سياحي على خطى بلاس انفانتي
مدونة صلة الرحم بالأندلس
رحم الله بلاس انفانتي
ردحذفلنهدي قراءة الفـــــاتحة الشــــــريفه على روح الشهيد محمد بلاس انفانتي
ردحذف