شيخ أطباء غرناطة: أحمد بن محمد الكَرني.
مدونة صلة الرحم بالأندلس.
المرجع: "الإحاطة في أخبار غرناطة" للسان الدين ابن الخطيب. ص 83. ج1.
أحمد بن محمد الكَرني. من أهل غرناطة. كان حيا عام 690 هجرية (حوالي 1290م). هو شيخ الأطباء بغرناطة على عهده, و طبيب الدار السلطانية. كان نسيج وحده, في الوقار و النزاهة, و حُسْن السَّمت, و التزام مُثلى الطريقة, و اعتزاز الصَّنعة؛ قائما على صناعة الطب, مُقرِئا لها, ذاكرا لنصوصها, مُوَّفقا في العلاج, مقصودا فيه, كثير الأمل و المثاب, مكبوح العِنان عمَّا تثبت به أصول صناعته من علم الطبيعة, سَنِيّاً, مقتصرا على المداواة؛ أخذ من الأستاذ أبي عبد الله الرَّقوطي (ربما نسبة لوادي رقوطي في مورسية Valle de Ricote-موسوعة الأندلس-), و نازعه بالباب السلطاني, لمَّا شدّ, و احتيجَ إلى ما لديه في حكم بعض الأموال المعروضة على الأطباء, منازعةً أوجبت من شيخه يميناً أن لا يحضُرَ معه بمكان, فلم يجتمعا بباب السلطان بعد, مع التمسك بما لديهما, و أخذ عن ابن عَروس و غيره, و أخذَ عنه جملةٌ من شيوخنا كالطبيب أبي عبد الله بن سالم, و الطبيب أبي عبد الله بن سراج و غيرهما.
حدَّثني والدي (والد ابن الخطيب - موسوعة الأندلس-) بكثير من أخباره في الوقار و حُسن الترتيب, قال, كنتُ آنسُ به, و يُعجبُني استقصاؤه أقوال أهل هذا الفن من صنعته, على مشهوره, فلقد عُرضَ عليه, لعليل لنا, بعضُ ما يَخرج, و فيه حية, فقال على فتور, و سكونة, و وقال كثير: هذا العليل يتخلص, فقد قال الرئيس ابن سينا في أُرجوزته:
إن خرجَ الخلطُ مع الحيَّات **** في يوم بُحْران فَعَن حياة
و هذا اليوم من أيام البُحرانية, فكان كما قال.
مدونة صلة الرحم بالأندلس..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق