الفقيه الصالح ابن غَزلون المعروف بابن العسّال دفين مقبرة باب إلبيرة بغرناطة.
مدونة صلة الرحم بالأندلس..
باب إلبيرة في غرناطة اليوم. |
المرجع: "الإحاطة في أخبار غرناطة" للسان الدين ابن الخطيب. ص352-353. ج 3
يُعرفُ بابن العسال, و يُكنى أبا محمد, طُليطلي الأصل. سطن غرناطة و استوطنها, الصالحُ المقصود التربة, المبرور البُقعة, المُفزِعُ لأهل المدينة عند الشدة.
حاله: قال ابن الصيرفي: كان, رحمه الله, فذا في وقته, غريب الجود, طِرفاً في الخير و الزهد و الورع, له في كل جو متنفَّس, يضرب في كل عِلم بسهم, و له في الوعظ تواليف كبيرة, و أشعاره في الزهد مشهورة, جارية على ألسنة الناس, أكثرها كالأمثال جيِّدة الرَّصعة, صحيحة المباني و المعاني. و كان يُحلِّقُ في الفقه, و يجلس للوعظ. و قال الغافقي: كان فقيهل جليلا, زاهدا, متَفَنِّناً, فصيحاً لسِناً, الأغلبُ عليه حفظ الحديث و الآداب و النحو, حافظا, عارفا بالتفسير, شاعرا مطبوعا. كان له مجلس, يُقرأُ عليه الحفظ و التفسير, و يتكلمُ عليه, و يُقصُّ من حفظه أحاديث. و ألَّفَ في أنواع من العلوم, و كان يعظ الناس بجامع غرناطة, غريبا في قوته, فذا في دهره, عزيزَ الوجود.
مشيخته: روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب, و أبي عمرو المقرئ الداني, و أبي عمر بن عبد البر, و أبي إسحاق إبراهيم بن مسعود الإلبيري الزاهد, و عن أبيه فًرَج, و عن أبي زيد الحشاء القاضي, و عن القاضي أبي الوليد الباجي.
شعره: و شعره كثير, و من أَمثَل ما رُويَ منه قوله:
لستُ وجيها لدى إلاهي ***في مبدإ الامر و المعادِ
لو كنتُ وَجها لما بَراني*** في عالم الكون و الفساد
و فاته: توفي يوم الإثنين لعشر خلون من رمضان عام 487 ه (حوالي 1094م -م أ-) و أُلحدَ ضحى يوم الثلاثاء بمقبرة باب إلبيرة Puerta de Elviraبين الجبانتين (الباب لازال قائما حتى اليوم -م أ-). و يُعرفُ المكان إلى الآن بمقبرة العسَّال (حتى عصر ابن الخطيب في القرن الرابع عشر ميلادي - م أ-). و كان له يوم مشهود, و قد نيَّفَ على الثمانين (هكذا يكون من مواليد بداية القرن 11م - م أ).
مدونة صلة الرحم بالأندلس..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق