الاثنين، 26 يونيو 2017

أسطورة كهف المغربية بمدريد.

أسطورة كهف المغربية بمدريد.

مدونة صلة الرحم بالأندلس

في هذا الفيديو سنروي تفاصيل أسطورة المغربية المنتشرة في العاصمة الإسبانية مدريد.


و قبل سرد الأسطورة ينبغي الإشارة إلى أن هذه الأساطير المنتشرة في إسبانيا و المرتبطة بالمغرب و الإسلام هي مهمة للغاية لأنها ببساطة كانت الصندوق السحري الذي أخفى فيه الأندلسيون تراثهم بعيدا عن التجهيل و التعتيم الممنهج لثقافتهم على مدى قرون و بالتالي ينبغي قراءة كل أسطورة قراءةً متدبرة لفهم معناها الحقيقي بعيدا عن الحبكة الدارامية التي تغلفها. فالأسطورة هي تخليد للماضي وصورة من الحنين إليه. لهذا سنعمل في قناتنا معلومات مغربية أندلسية على نشر ما نستطيع من أساطير إسبانية مرتبطة بالإسلام و الأندلس و المغرب. و نترك للمشاهد الكريم حرية تفسيرها و تأويلها.

تدور تفاصيل أسطورة "كهف المغربية" Cuerva de la Mora في منطقة لا بدريزا La pedrisa الواقعة في جبال وادي الرمل Guadarrama شمال غرب العاصمة الإسبانية مدريد. و منطقة لابدريزا عبارة عن كتل جبلية جرانيتية تُعد الأكبر من نوعها في أوربا. وسط هذه الجبال الحجرية يوجد كهف يصعب الوصول إليه يُدعى "كهف المسلمة". و سبب تسميته بهذا الإسم يعود لأسطورة شعبية إسبانية تعود للعصر الأندلسي.


إبان العصر الأندلسي, كان يقطن في ضواحي مجريط (و هو الإسم الأصلي لمدريد) مُسلمٌ غنيٌ ذاع صيت ثرائه بالقدر الذي ذاع فيه صيت جمال ابنته الحسناء. كانت هذه الحسناء ترفض كل من يتقدم لخطبتها رغم تهافت خيرة الشباب على نيل رضاها.

ذات يوم خرجت الحسناء للتجول على ضفاف نهر مانزنارس Rio Manzanares فصادفت شابا يستريح فوق العشب بينما كان فرسه يشرب من مياه مانزنارس العذبة. التقت نظرات الحسناء المسلمة بنظرات الشاب المسيحي و سرعان ما ارتبط بعضهما ببعض, فلم يتوان الشاب في مرافقة حبيبته إلى قصر والدها وطلب يدها منه. 

رفض الأب طلب الشاب المسيحي و أمر بطرده من قصره و بحبس ابنته و مراقبتها حتى لا تهرب بمعيته. هكذا قرر الشاب المسيحي الهجرة إلى بلاد بعيدة تاركا رسالة اعتذار إلى حبيبته. مع ذلك بقيت تنتظر عودته شهورا طويلة لإنقاذها من أسر أبيها, و استمرت في رفض الراغبين في خطبتها, ما دفع والدها إلى التهديد بنقلها إلى محبس  أكثر وحشة و أشد ظلمة. 
كهف المسلمة بجبال لابدريزا
لم تزد هذه التهديدات ابنته إلا إصرار و عنادا, فأمر بحبسها بكهف حجري في جبال لابدريزا بوادي الرمل حتى تعدل عن رأيها و تتوب عن حب الشاب المسيحي و توافق على الزواج بمن يختاره لها هو. لكن الحسناء بقيت وفيةً تنتظر عودة حبيبها لينقذها مما أصابها بسببه. و في أحد الأيام وجدت إحدى الخادمات جثة الحسناء وسط الكهف و قد فارقتها الحياة.   


تقول الأسطورة اليوم بأنه في كل سنة, و تحديدا في اليوم الذي غادر فيه الشاب المسيحي إلى بلاد بعيدة, تظهر الحسناء المسلمة في قمم جبال لا برديزا، و كأنها تبحث في الأفق, بوجه باهت حزين و عينان تائهتان,  عن حبها الضائع.

أساطير أندلسية:

مدونة صلة الرحم بالأندلس.

هناك تعليق واحد: