قصة بلدة “Mahomet محمد ” الأمريكية. لن تصدق من يكون “محمد” الذي سميت باسمه
بقلم هشام زليم.
تحمل أسماء المدن الأمريكية أسرارا كبرى و ألغازا عظمى و من شأن فك أسرار و ألغاز هذه الأسماء الكشف عن تاريخ مجهول و مخفي و مطمور تحت طبقة سميكة من الأساطير و الأكاذيب و البطولات المزعومة. و هذا ما سنفعله في هذا المقال مع حالة إحدى المدن الأمريكية.
على ضفاف نهر سانغامون Sangamon River الهادئ، في قلب ولاية إلينوي Illinois الأمريكية، تتربع بلدة صغيرة تحمل اسمًا مثيرًا للفضول هو: ماهومت Mahomet أو "محمد".
اليوم، يعيش فيها ما يزيد على تسعة آلاف نسمة، لكن قصتها تعود إلى قرنين من الزمن و تحديدا إلى عام 1832، حين كانت مجرد نقطة على الطريق بين مدينتي دانفيل Danville وبلومينغتون Bloomington.
في هذا المقال سنتعرف على سبب تسمية هذه البلدة باسم محمد Mahomet و سنتعرف من خلال ذلك على شخصية كانت تحمل اسم محمد في تاريخ أمريكا القديم و حينها سنكتشف معا المفاجأة الكبرى.
بدأت الحكاية سنة 1832، حين جاء المستوطنون الأوائل من ولايات أوهايو Ohio و فيرجينيا Virginia وكنتاكي Kentucky وبنسلفانيا Pennsylvania، يبحثون عن الماء الوفير والخشب الذي تزخر به الغابات. في البداية أطلق عليها مؤسسها، دانيال بورترDaniel T. Porter، اسم "ميدلتاون" Middletown، فيما حمل مكتب البريد اسمًا آخر… "ماهومت" Mahomet، تكريمًا لزعيم من قبيلة موهيغان Mohegan من قبائل السكان الأصليين لأمريكا يدعى ماهومت ويونومون Mahomet Weyonomon أو محمد ويونومون.
ظلت المدينة تحمل اسمين هما ميدلتاون" Middletown و "ماهومت" Mahomet أو محمد حتى وصلت سكة الحديد عام 1871، فكان لا بد من حسم الأمر، فتم اعتماد اسم "ماهومت" Mahomet رسميًا، هربًا من التباس بريدي مع بلدة أخرى تحمل الاسم نفسه.
فمن يكون ماهومت ويونومون Mahomet Weyonomon أو محمد ويونومون هذا الذي سُميت به هذه البلدة الأمريكية عام 1832؟
تابعوا معنا بتركيز الدقائق التالية:
زعيم قبلي من سكان أمريكا الأصليين يحمل اسم محمد Mahomet
وُلد ماهومت ويونومون Mahomet Weyonomon أو محمد ويونومون حوالي عام 1700 و توفي شابا يوم 11 أغسطس 1736. كان زعيمًا قبليًا من السكان الأمريكيين الأصليين من قبيلة الموهيغان Mohegan في كونيتيكت Connecticut بالولايات المتحدة، سافر إلى إنجلترا سنة 1735 ليتقدم بعريضة إلى الملك البريطاني جورج الثاني يطلب فيها معاملةً أفضل لشعبه.
حياته
كان محمد ويونومون حفيدًا كبيرًا للزعين أونكاس Uncas، أحد أبرز زعماء قبيلة الموهيغان Mohegan. وفي عام 1735، قام القبطان الإنجليزي جون ماسون John Mason – وهو من أحفاد المستوطن الذي طلب منه أونكاس أن يكون وصيًا على أراضي قبيلة الموهيغان – بتدبير انتخاب ماهومت أو محمد بدلًا من عمّه الأكبر بن أونكاس Ben Uncas، الذي كانت تفضّله مستعمرة كونيتيكت الإنجليزية. و لاحِظوا معنا عبارة Ben أو بن.
في ذلك الوقت أي عام 1735، كان شعب الموهيغان قد فقد معظم أراضيه الزراعية والصيد لصالح المستوطنين البيض في مستوطنة نيو إنجلاند New England. وبصحبة اثنين من المستوطنين المؤيدين لقضيته، جون ماسون وصمويل ماسون John and Samuel Mason، ورجل آخر من قبيلة موهيغان آخر يدعى أوغ كوانت AughQuant، سافر محمد ويونومون إلى إنجلترا لرفع مظلمة شعبه للملك البريطاني. استأجروا مسكنًا في حي سانت ماري ألدرمانبري St Mary Aldermanbury في مدينة لندن أثناء إعدادهم العريضة للملك. وقد أحال الملك القضية إلى مجلس اللوردات المفوضين بشؤون التجارة والمستعمرات، لكن المرض سبقهم؛ إذ توفي كل من جون ماسون و محمد ويونومون بمرض الجدري سنة 1736 قبل أن يُنظر في القضية.
وبصفته أجنبيًا، لم يُسمح بدفنه في مدينة لندن، فدُفن في قبر غير مميز خارج كنيسة سانت ماري أوفري St Mary Overie، المعروفة اليوم باسم كاتدرائية ساوثوورك Southwark Cathedral.
و يوم 22 نوفمبر 2006، دشّنت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية نصبًا تذكاريًا له و هو عبارة عن منحوتة للفنان البريطاني بيتر راندال-بيدج Peter Randall-Page) في الكاتدرائية، تخللته جنازة تقليدية أداها أفراد من قبيلة الموهيغان المنتمية لقبائل أمريكا الأصلية.
السؤال الذي يخطر ببالي و بالكم هو هل كان الزعيم القبلي ماهومت ويونومون Mahomet Weyonomon أو محمد ويونومون مسلما؟ سؤال صعب في غياب توثيق دقيق عن هذه الشخصية لكن شواهد أخرى ترجح هذه الإمكانية و سنتحدث عنها في فيديو قادم بإذن الله.
و في انتظار ذلك, يمكن القول أن ماهومت ويونومون Mahomet Weyonomon أو محمد ويونومون كان مسلما و زعيما قبليا من سكان أمريكا الأصليين و تحديدا من قبيلة Mohegan التي كانت تعتنق الإسلام
في ختام هذا الفيديو لا تنسوا دعم القناة من خلال الاشتراك فيها و الإعجاب بالفيديو.
دمتم بخير