الاثنين، 23 فبراير 2015

من طرائف اليهودي يوسف الشريقي في إدمان شراب الماحيا

من طرائف اليهودي يوسف الشريقي في إدمان شراب الماحيا


يوسف الشريقي و زوجته فريحة و ابنهما.
هشام زليم

كان يوسف الشريقي واحدا من الشخصيات اليهودية الفكاهية المعروفة في مَلاَح  مدينة مكناس(الملاح يُقصد به الحي اليهودي في المغرب). و قد كان من كبار مدمني شراب الماحيا (نوع من النبيذ) و اشتهر بقصصه الطريفة في الإفراط في معاقراته و إيجاد تبريرات دينية و اجتماعية لاحتسائه. و هذه إحدى طرائفه مع الماحيا استقيتُها من كتاب "Langue et folklore des juifs marocains" (لغة و فلكلور اليهود المغاربة) للباحث و الأستاذ الجامعي بينحاس بيير كوهن Pinhas Pierre Cohen الذي نقلها بدوره من كتاب  "L'esprit du Mellah" (روح الملاح) للباحث المكناسي جوزيف طوليدانو Joseph Toledano


القصة أوردها طوليدانو بالدارجة المغربية مكتوبة بحروف فرنسية, فقمت بنقلها بداية للدارجة بحروف عربية ثم ذكرت تحتها معناها باللغة العربية. و بالنسبة للدارجة المغربية سيلاحظ القارئ أن اليهود في المغرب عموما ينطقون بعض الحروف بطريقة مختلفة, فالجيم تصبح زايا (راجل = رازل) و الشين تُنطق سينا (يشرب = يسرب).

فريحة يهودية في مكناس, دعات رازلها يوسف عند الحاخاميم من حيت كان إكثر بزاف من الماحيا.
(فريحة امرأة يهودية من مكناس, رفعت دعوى عند الحاخامات ضد زوجها يوسف بسبب إفراطه في شرب الماحيا (نبيذ).
زا الربي قال لو: " كيفاس أ يوسف ما كتحسمس؟ نتي بعدَ وُلد الناس, فوقاس ماسي ترصي راسك, أو تقضي من هاد البلية راه مراتك كتطلب الطلاق".
(أتاه الحاخام و خاطبه:  ما هذا؟ ألا تستحي يا يوسف؟ أنت سليل أسرة محترمة, متى تتزن و تضع حدا لهذا الإذمان فزوجتك تطلب الطلاق منك." 
- "آ سيدي, هاد المرا ما كتقولس الحق. ديما كتفتس كيفاس تلومني. كيفاس تقول لي بلي أنا سكايري يا الرِبي؟
حق الصادقيم لعزاز ما كنسرب غير إلا كانت سي سَبَّة أو هادسي معروف, فالسبة ما ممنوعس سرب دي كويس دلماحيا, أدرابا لازم لواحد إسرب سويس باس إفرح مع الناس.
(سيدي هذه المرأة لا تقول الحقيقة. هي دائما ما تبحث عن منفذ لتلومني. كيف تقول لي أيها الحاخام بأني سكير ؟
بحق الأولياء الصالحين لا أشرب إلا إذا كانت هناك مناسبة, و معلوم أنه في المناسبات لا يُمنع شرب كأس من الماحيا, بل يجب على الفرد شرب شيء (من الماحيا) كي يفرح مع الناس).

زاوبو الربي أو قالّو: "معاك الحق! إيوا دابا قلّي إيلا ما كانت السبة, إمتى كتسرب؟"
(أجابه الحاخام قائلا: معك حق! إذن أخبرني الآن متى تشرب دون سببِِ "ديني أو اجتماعي".)

- "إيوا نهار السبت, ليخبود السَبات, ما نسربس سويس باس نكون فرحان؟"
(السبت, هو يوم الشبات, ألا أحتسي شيئا لأكون سعيدا؟)

- "إييه! نهار السبت لازم بنادم إكون فرحان! إيوا أزينا دابا لنهارات لُخرين!
(حسنا! يوم السبت على المرئ أن يكون سعيدا! و ماذا عن باقي الأيام).

- إيوا نهار الحد, باس ما ننساس لفرحة د سبت.
لازمني نسرب سويس باس نحيد الغبينة.
(يوم الأحد, أشرب حتى لا أنسى فرحة يوم السبت. يلزمني شرب القليل لإزالة الكآبة)

قالُّو الرِبي: "إيوا هادي نية مزيانة! أدرابا ميسفا!"
(أجابه الربي: "حسنا, هذه نية طيبة!)

- نهار التنين, كنزبدو السِفر. ما نسربس كويس؟
(يوم الإثنين نُخرج سفر الثوراة في الكنيس. ألا يستحق هذا الحدث شرب كوب صغير؟)

- واخا! نخليو دابا نهار لتنين. أزينا لنهار التلاتا!
(حسنا, لنترك الآن يوم الإثنين. ماذا عن يوم الثلاثاء؟)

- إيوا نهار تلاتا, الحاخاميم كايباركوه زوز دل المرات أو حنا نخسرو فيه؟
(يوم الثلاثاء يباركه الحاخامات مرتين, فهل نضيع الأجر نحن؟)

- واخا! خلي نهار ثلاتا. أزينا ليوم لاربعا!
(حسنا, دع يوم الثلاثاء و أخبرنا عن يوم الأربعاء)

- خلي يوم لاربعا, دابا نرزعو لو من بعد. نهار الخميس كنزبدو عاود السِفر. إيوا نهار التنين فرحنا به بكويس أو نهار لخميس إبقى يتيم؟ ماسي حرام؟ نهار الزمعة, الغدا كا إيزي السبت, ما نكونوس فرحانين أو نسربو كويس؟
(دع يوم الأربعاء, سنعود له لاحقا. يوم الخميس نُخرج سِفر الثوراة مرة أخرى. احتفلنا بنفس الحدث يوم الإثنين بشرب كوب صغير (من الماحيا) فلِما نظلم يوم الخميس؟ أ هذا من العدل؟ الجُمعة هو اليوم الذي يسبق السبت, أليس من الواجب أن نكون فرحين فنحتسي كوبا صغيرا؟)

زاوبو الربي أو قالو : "إيوا دابا نرزعو ليوم لربعا آس ماسي تقول لي دابا؟"
(أجابه الحاخام قائلا: "لنرجع الآن ليوم الأربعاء, ما الذي ستخبرني بخصوصه الآن؟)

- آه يا رِبي! واخا نهار واحد فالزماعا حرام بنادم إسرب سي قطرة بلا سبة؟ ماسي حسومة مراتي تقولي أنا سكايري على قطرة دي نهار لربعا؟
(و ماذا حضرة الحاخام! هل يُمنع شُرب كوب صغير (من الماحيا) مرة واحدة في الأسبوع من دون وجود سبب؟ أليس من الظلم أن تنعتني زوجتي بالسِكير بسبب قطرة أحتسيها يوم الأربعاء).

الحاخام ما صاب ما إقول. زا لمرا أو قال لها: " سمع أ ختي قطيرة دي لماحيا زايدة أو ناقصة نهار لربعا ما فيها باس ما كاين علاس تطلب الطلاق, رازلك كا يحب الناس أو الفرحة, أو دابا عملو السالوم بِناتكم, فياتيم سالوم.
(لم يجد الحاخام ما يقول. فقال للزوجة: "أنصتي يا أختي. قطرة صغيرة من الماحيا يوم الأربعاء لا تعني شيئا و لا بأس في ذلك, لا يوجد داعِِ لطلبك الطلاق, زوجك يحب الناس و البهجة. سلما على بعضكما الآن و اذهبا في سلام.)

صلة الرحم بالأندلس.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق