الجمعة، 13 فبراير 2015

"في الرَّحيلِ الْكَبيرِ أَحِبُّكِ أَكْثَر" لمحمود درويش (المقطع التاسع من قصيدة "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي")

"في الرَّحيلِ الْكَبيرِ أَحِبُّكِ أَكْثَر" لمحمود درويش (المقطع التاسع من قصيدة "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي")




  مدخل إلى قصيدة «أحد عشر كوكباً على آخر المشهد الأندلسي» لمحمود درويش

"في المساء الأخير على هذه الأرض" لمحمود درويش (قصيدة "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي")

"كَيْفَ أَكْتُبُ فَوْقَ السَّحابِ" لمحمود درويش (المقطع الثاني من قصيدة "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي")

"لِيَ خَلْفَ السَّماءِ سَماءٌ" لمحمود درويش (المقطع الثالث من قصيدة "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي")

"وأَنا واحِدٌ مِنْ مُلوكِ النِّهايَة" لمحمود درويش (المقطع الرابع من قصيدة "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي")

"ذاتَ يَوْمٍ سأجْلِسُ فَوْقَ الرَّصيفِ" لمحمود درويش (المقطع الخامس من قصيدة "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي")

"لِلْحَقيقَةِ وَجْهانِ" لمحمود درويش (المقطع السادس من قصيدة "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي")

"مَن أَنا بَعدَ ليلِ الغَريبةِ ؟" لمحمود درويش (المقطع السابع من قصيدة "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي")

"كُنْ لِجيتارَتي وَتَراً أَيُّها الْماءُ" لمحمود درويش (المقطع الثامن من قصيدة "أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي")


 "في الرَّحيلِ الْكَبيرِ أَحِبُّكِ أَكْثَر" لمحمود درويش

في الرَّحيلِ الْكَبيرِ أَحِبُّكِ أَكْثَر ، عَمّا قَليْلْ
تُقْفِلينِ المَدينَةَ . لا قَلْبَ لي في يَديكِ ، وَلا
دَرْبَ يَحمِلُني ، في الرَّحيلِ الْكَبيرِ أُحِبُّكِ أَكْثَرْ
لا حَليبَ لِرُمّانِ شُرفَتِنا بَعْدَ صَدْرِكِ . خَفَّ النَّخيلْ
خَفَّ وَزنُ التِّلال ، وَخَفَّتْ شَوارِعُنا في الأَصيلْ
خَفَّتِ الأرضُ إذْ وَدعَتْ أَرضَها . خَفَّتِ الْكَلِمات
والْحِكَاياتُ خَفَّت على دَرَجِ اللَّيل . لَكِنَّ قَلْبي ثَقيلْ
فَاترُكيهِ هُنا حَولَ بَيْتكِ يَعوي وَيَبكي الزَّمانَ الْجَميلْ ،
لَيْسَ لي وَطَنٌ غَيْرَهُ ، في الرَّحيل أُحِبُّكِ أَكْثَرْ
أُفْرِغُ الرّوح مِنْ آخِر الْكَلِمات : أُحِبُّكِ أَكْثَر
في الرَّحيلِ تَقودُ الْفَراشاتُ أَرواحَنا ، في الرَّحيلْ


نَتَذَكَرُ زِرَّ الْقَميصِ الّذي ضاعَ مِنّا ، وَنَنْسى

تاجَ أَيامِنا ، نَتَذَكَرُ رائِحَةَ الْعَرَقِ الْمِشمِشيِّ ، وَنَنْسى
رَقصَةَ الْخَيْلِ في لَيْلِ أَعْراسِنا ، في الرَّحيلْ
نَتَساوى مَعَ الطَّيْر ، نَرْحَمُ أَيامَنا ، نَكتَفي بِالْقَليلْ
أَكتَفي مِنْكِ بالْخَنْجَرِ الذَّهبيِّ يُرَقِّصُ قَلْبي الْقَتيلْ
فاقْتُليني ، على مَهَلٍ كَيْ أَقولَ : أَحِبُّكِ أَكْثَرَ مِمّا
قُلْتُ قَبْلَ الرَّحيلِ الْكَبير . أُحِبُّكِ . لا شَيءَ يوجِعُني
لا الْهَواءُ ، وَلا الْماءُ ... لا حَبَقٌ فِي صَباحِكِ ، وَلا
زَنْبَقٌ في مَسائِكِ يوجِعُني بَعْدَ هذا الرَّحيلْ ... 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق