الأربعاء، 22 أبريل 2015

غرناطة و الفن يجمعان ابن النازي بإبن اليهودية.

غرناطة و الفن يجمعان ابن النازي بإبن اليهودية.



عمر شريش يحمل العلم النازي و بجانبه خوان كارلوس فريبي

المرجع: مقال للصحفي خوثي أنطونيو كانو José Antonio Cano. صحيفة إلموندو El Mundo. بتاريخ 3 أبريل 2014. "El hijo del Nazi e el hijo de la judia".


نظم الفنانان الغرناطيان عُمر شُريش Omar Jerez و خوان كارلوس فريبي Juan Carlos Friebe محاضرة حول معاداة السامية.

في شهر أبريل من العام الماضي (2014) نظم الفنانان الغرناطيان عُمر شُريش و خوان كارلوس فريبي ندوة ثقافية تحت عنوان "هل مازال لمعاداة السامية وجود؟". الندوة احتضنها "قصر المنسيين" El palacio de los olvidados بغرناطة, و هو متحف الثقافة اليهودية السفاردية.

غرناطة, الفن و الثقافة هي ثلاثة أمور تجمع اليوم بين عُمر و خوان. عُقود قبل اليوم كانت السياسة و الهوية ستباعدان بينهما و ربما كان السيف و النار الفيصل بينهما؛ فوالد خوان كارلوس فريبي كان ألمانيا مُنتميا لشبيبة هتلر و قد شارك في الحرب العالمية الثانية, بينما والدة عُمر شريش يهودية سفاردية.


عُمر مَعروف بعروضه المثيرة للجدل, كان آخرها تجواله وسط مدينة سان سيباستيان الباسكية مُمزقَ الثياب و حاملا جثة وهمية مُحاكيا دور ناجِِ من اعتداء إرهابي, في إشارة لتفجيرات إيتا الباسكية. تحدث عُمر في الندوة عن تجربته مع معاداة السامية التي أكد معاناته منها و إن كانت "بشكل أقل حدة, ففي إسبانيا لا يوجد أي تهديد بأن يقتلوني. لكن كان علي مواجهة الكثير من الأفكار المُسبقة مثل أي يهودي إسباني"

عُمر شريش في سان سيباستيان
لتفسير الوضع جلب عمر معه ثلاثة أعلام: علم إسرائيل و الولايات المتحدة و ألمانيا النازية, و قال: "لَمَا تُفصحُ عن كونك يهودي فإنهم يحملونك مسؤولية كل ما تقوم به دولة إسرائيل و يتهمونك بأنك ترتكب في حق الفلسطينيين نفس ما ارتكبه النازيون في حق شعبنا. لكن قبل كل شيء, أنا أنحدر من غرناطة و ليس من تل أبيب. عِشتُ في ثلاثة بلدان مسلمة و لم تطأ قدماي قط إسرائيل".

و شدَّد عمر على أن حل الدولتين الإسرائيلية و الفلسطينية ممكن و باستطاعتهما التعايش معا, كما تأسف لموقف اليسار الأوربي الذي, حسب قوله, يقع في تناقضات جمة أثناء دفاعه عن الفلسطينيين, "فإسرائيل هي دولة ديمقراطية, يُمكنُ للمرء فيها أن يكون ملحدا أو مثليا من دون موانع, و للنساء كامل الحرية. أما في فلسطين و دول عربية أخرى فنحن نعلم أن الوضع مختلف".

يرى عُمر شُريش أن اليهودية مبنية على الشك, "فالثوراة تُعلمنا التواضع و التشكيك في كل الأمور. المرء الذي يشك يطرح أسئلة و يتساءل عن كل شيء. و من يتساءلُ يُرادُ التخلص منه. لهذا أعتقد أنه حتى لو لم توجد إسرائيل كانوا سيبحثون عن عذر آخر. ستبقى الأحكام المسبقة ضد اليهود إلى الأبد".

في المقابل, وُلد والدُ الشاعر الغرناطي خوان كارلوس فريبي في مدينة إسن Essen الألمانية عام 1928. لم يكن سنه يتجاوز 17 عاما خلال الحرب العالمية الثانية لما انضم لمجموعة "الذئاب السود" التابعة لشبيبة هتلر, و التي كانت متخصصة في تفخيخ القناطر خلال الأشهر الأخيرة للحرب بين 1944 و 1945, و لم يسق له أبدا أن شارك في عمليات متعلقة بمراكز الاعتقال النازية. هرب والد خوان كارلوس من ألمانيا بعد الهزيمة و جال في بلدان عديدة قبل أن يستقر به المقام في غرناطة حيث عملَ في مصنع للبارود و هناك تعرف على والدة خوان كارلوس. ذكر خوان خلال الندوة: " في عالتي الألمانية, كانت الهلوكوست موضوعا ممنوعٌ الحديث فيه. لما كبرتُ أردت البحث عن الدور الذي يمكن أن تكون قد لعبته (العائلة) في كل ذلك, فاكتشفتُ أن عمتي كانت موظفة إدارية في الحركة الوقائية النازية SS. لقد كانت الشخص المُكلفَ بتسجيل أسماء المُرسَلين لمراكز الإبادة على آلتها الكاتبة. أخبرتني أنها كانت تقوم بذلك لاعتقادها أن الأمر يتعلق بمجرمين خطيرين. سمعتُ هذا التبرير مرات عديدة في ألمانيا, قد يكون صحيحا, لكنه قابل للنقاش".

خوان كارلوس فريبي أسرَّ أن عُمر شريش هو ثاني شخص يهودي يتعرف عليه في حياته, و هو بالمناسبة صديقه اليهودي الوحيد.

صلة الرحم بالأندلس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق