الأحد، 15 ديسمبر 2013

التلقين الكنسي للمدنيين الإسبان لمواجهة الغزو الفرنسي عام 1808م.

التلقين الكنسي للمدنيين الإسبان لمواجهة الغزو الفرنسي عام 1808م.

هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.

خلال الاجتياح الفرنسي لإسبانيا عام 1808م, قامت الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية و المجالس العليا, المكلفة بإدارة البلاد في غياب الملك المخلوع بعد الاجتياح, بشحن الشعب و تجييشه ضد الغازي الفرنسي من خلال الكاتيشيزم أو "التلقين الكنسي للمبادئ الدينية عبر الأسئلة و الأجوبة". 

لقد رأت الكنيسة الكاثوليكية في هذا الاجتياح استهدافا لها و للنظام الملكي الذي يحميها, فحاربت أفكار الثورة الفرنسية و اعتبرتها فلسفة زائفة و إباحية مرفوضة تريد هدم أركان الدين, كما اعتبرت أن نابليون بونابارت, قائد الامبراطورية الفرنسية, يريد إسقاط عرش دي بوربون الملكي و تولية أخيه جوزيف نابليون حاكما لإسبانيا.

هذه الوثيقة التي سننقل ترجمتها هي عبارة عن كاتيكيزم أو تلقين كنسي للمدنيين الإسبان بعد الاجتياح الفرنسي, و هي تبرز معنى القومية الإسبانية في بداية القرن 19 و المرتبطة ارتباطا وثيقا بالكنيسة الكاثوليكية و الملكية الممثلة في نظام دي بوربون.

المصدر: المكتبة الوطنية الإسبانية. وثيقة رقم 820890.

المقال:

سؤال: من تكون؟
جواب: إسباني بفضل الله.

س: ماذا تعني إسباني؟
ج: رجل وُلد في إسبانيا.


س: ما هي واجباته؟
ج: أن يكون مسيحيا كاثوليكيا, مطيعا لملكه, محبا لوطنه, مضحيا بحياته في سبيله لو استدعى الأمر ذلك.

س: من هو ملك إسبانيا حاليا؟
ج: فرناندو السابع, الذي ندين له بالاحترام.

س: من هو عدو إسبانيا؟
ج: إمبراطور الفرنسيين الفاسد.

س: ما هي صفاته؟
ج: الجشع, الاستبداد و الخداع.

س: ما الذي دفعه لإدخال جيوشه لإسبانيا؟
ج: هدفه حرماننا من كل العائلة الملكية, القضاء على أسرة دي بوربون, و تسليم المملكة لأخيه جوزيف بونابرت.

س: هل علينا التصدي لمحاولاته؟
ج: علينا القيام بذلك حتى نزف آخر نقطة من دمائنا, مبينين لأوربا و العالم حقارة و دناءة ما أقدم عليه حليفهم, الذي نهمب قُرانا, سرق الأواني المقدسة من كنائسنا, دنس أسرار ديانتنا المقدسة, أهان قساوستنا, و قتل ما لا يُحصى من الأبرياء.

س: من هم الفرنسيون؟
ج: هم المسيحيون قديما, و ملحدو هذا العصر.

س: من قادهم إلى هذه الهاوية.
ج: الفلسفة الزائفة و إباحية العادات.

س: ما هو طبعهم؟
ج: الطيش و اللامنطقية.

س: هل عندهم حس الشرف؟
ج: كان عندهم من قبل, و لازال البعض منهم يملكه, لكن نابليون الشرير و أتباعه يضطهدونهم.

س: و هل ستكون هناك نهاية لامبراطورية هذا الطاغية؟
ج: ستكون لها نهاية, بل إن هلاكها قريب جدا, فكل الرجال الصالحين من جميع الأمم يكرهونه. ثم إن الرب لا يُهمل عقاب مثل هؤلاء الوحوش.

س: ما هي عقوبة الإسباني الذي يبيع مصالح وطنه؟
ج: عقابه الموت الدنيوي له, و الموت المدني لذريته.

س: ما هو الموت الدنيوي؟
ج: الحرمان من الحياة.

س: و ما هو الموت المدني؟
ج: الحرمان من الممتلكات و التشريفات التي يمنحها الوطن للمواطنين الصالحين.

س: ماهي الشجاعة؟
ج: هي صلابة الروح التي, إذا قادها المنطق, لا تخشى المخاطر.  إنها تمهيد للنصر.

س: هل من الضروري التبعية في الجيش لتحقيق هذا النصر؟
ج: من دونها يضيع كل شيء.

س: الجندي عليه إطاعة من؟
ج: يجب أن يطيع كل قادته, بدءا من القائد الأعلى إلى أصغر قائد.

س: المواطن عليه إطاعة من؟
ج: يجب أن يطيع ممثلي الملك و قضاة الحكومة.

س:من هم الأشخاص الذين وجب عليهم حمل السلاح؟
ج: كل من له القدرة على استعمالها, باستثناء من أعفاهم القانون من ذلك.

س: هل يجوز تقديم أعذار زائفة للتهرب من حمل السلاح؟
ج: لا, لا يحق ذلك. و هو جرم خطير جدا.

س: هو جرم في حق من؟
ج: هو جرم في حق الوطن الذي يُحرم من جندي بدون وجه حق.

س: هل بإمكان الآباء, الأمهات و الأقارب طلب إعفاء أبنائهم بتقديم أعذار زائفة؟
ج: لا, لا يمكنهم ذلك, و إن قاموا به فإنهم أعداء للوطن.

س: هل يمكن للقضاة, القساوسة, الأطباء و الجراحين أن يسمحوا بهذه الاستثناءات الزائفة؟
ج: لا يمكنهم ذلك, و إذا فعلوه فإنهم أعداء للوطن.

س: هل بإمكان شخص ما المكابرة و الدفاع عن هذه الطلبات الظالمة أو السعي حثيثا للحصول عليها؟
ج: لا يمكنه ذلك, و إذا قام به فقد اقترف جرما مشهودا و عظيما ضد الوطن.

س: كيف يجب معاملة الأسرى الفرنسيين؟
ج: بإنسانية, و معاملتهم وفق مقام التعساء الذي يليق بهم.

س: كيف يجب معاملة الفارين من الجيش الفرنسي؟
ج: كأصدقاء و حلفاء جاؤوا للانضمام إلينا و المساعدة في حمايتنا.

س: من يستحق المكافآت؟
ج: الشجعان وقت الحرب, و المفيدون في السلم بفضل مواهبهم و عملهم, و لا يهم إلى أي طبقة ينتمون.

س: من هم أولئك الذي يطلبون المكافآت قبل استحقاقها؟
ج: الأوغاد و البلداء.

س: من يستحق العقاب؟
ج: الأشرار و الخونة.

س: من هم الأشرار؟
ج: الذين يعصون القوانين.

س: من هم الخونة؟
ج: من يبيع ملكه و وطنه و يتخلى عنهما.

س: ما هي واجبات من لا يذهب للحرب؟
ج: المساهمة و التبرع بسخاء للدفاع عن الوطن الذي قدم له الكثير.

س: ماذا يصنع الذي لا يملك شيئا؟
ج: كل واحد يعمل حسب مهنته, و يدعو الرب لسعادة إسبانيا.

س: أين تكمن سعادة إسبانيا؟
ج: تكمن في أمن ديننا المقدس, ملكيتنا, قوانيننا, ممتلكاتنا و حقوقنا.

س: هل كنا نملك هذه السعادة قبل دخول الفرنسيين؟
ج: لقد فقدنا جزءا كبيرا من السعادة بوفاة ملكنا المحبوب كارلوس الثالث, لأن ابنه و خليفته كارلوس الرابع, بسبب طبعه الطيب, ترك نفسه يحاط بالخونة الذين خدعوه مرارا و تكرارا.

س: و كيف نستعيد هذه السعادة؟
ج: بطرد الفرنسيين من ترابنا, و عودة الملك فرناندو السابع لإسبانيا و سن قوانين أساسية لا تحمل عوامل الاضطراب, و الحرص على تنفيدها بكل صرامة.

المصدر: المكتبة الوطنية الإسبانية. وثيقة رقم 820890.
رابط النسخة الأصلية: الرابط 

صلة الرحم بالأندلس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق