الأحد، 15 ديسمبر 2013

الكذبات العشر للقومية القطلانية


الكذبات العشر للقومية القطلانية










نشرت جريدة ABC الإسبانية يوم الإثنين 11 نونبر 2013 مقالا بعنوان "الكذبات العشر للقومية القطلانية" و ذلك نقلا عن كتاب Cataluña Hispana (قطلونية الإسبانية) للباحث الإسباني خافيير بارايكوا Javier Barraycoa .

حاول خافيير في هذا الكتاب الرد على "الكذبات العشر" المؤسسة للقومية القطلانية و إبراز تهافتها, و قدم في سبيل ذلك عدة أدلة تناول بعضها الأندلس و تاريخها, خصوصا في معرض رده على "الكذبتين" الثالثة و السابعة. و قد ارتأيت ترجمة المقال كاملا, أولا, للإحاطة ببعض جوانب الصراع بين إسبانيا القشتالية و إقليم قطلونية, و ثانيا, للوقوف على رؤية القوميتين القشتالية و القطلانية, لفترة الأندلس الإسلامية, و دورهما في سقوط غرناطة و عموم الأندلس.

ترجمة المقال: الكذبات العشر للقومية القطلانية 
بقلم مارية خيسوس كانيثارس Maria Jesus Canizares

عاد خافيير بارايكوا Javier Barraycoa (برشلونة 1963) ليُفكك الأساطير القومية في كتابه Cataluña Hispana (قطلونية الإسبانية), و الذي تقتطف من ABC هذا الجزء.


 * الكذبة الأولى: وجود ركيزة إثنية قطلانية
 قوميون قطلان مثل برات دي لا ريبا Prat de la Riba و المؤرخ فران سولدفيلاFerran Soldevila كانوا يركزون على وجود ركيزة إيبيرية تُكوّن القاعدة الإثنية للشعب القطلاني. لكن المؤرخ القطلاني فيسنس فيفس Vicens Vives يؤكد في كتابه "أخبار قطلونية" (Noticia de Catalunya), و الذي نُشر بالقطلانية في عهد فرانكو, على أننا "ثمرة خمائر عديدة, و جزء مهم من البلاد ينتمي لبيولوجيا و ثقافة مختلطة. و حتى لا نعود لأبعد من فترة الإمبراطورية الكارولينجية, فإننا نعلم عن هذه الفترة بأن نواة ساكنتنا القروية كان يشكلها اُناس جاؤوا من كل حدب و صوب".

 * الكذبة الثانية: تعاسة قطلونية سببها نظام مدريد المركزي
كانت برشلونة واحدا من مقرات بلاط الملوك الكاثوليك, بل كانت أكثر مدينة إسبانية يشعر فيها شارل الخامس بالراحة, و فيها حصل على لقب الامبراطور.
أما مطرانية طرغونة (مدينة في إقليم قطلونية) فقد نالت لقب "مطرانية إسبانيا الرائدة", و هو لقب لازالت تحتفظ به إلى اليوم إلى جانب مطرانية طليطلة.
لقد منع ظهور الدولة اليعقوبية في القرن 19 الدولة الإسبانية من التشكل وفق النمط الفرنسي (المركزي). كما أن غياب إدارة قوية سمح لقطلونية بتوجيه جهودها للاغتناء و محاولة تزعم الحكومة الإسبانية.

 * الكذبة الثالثة: قطلونية كانت "اُمّة" بفضل رفض بوريل الثاني Borrell II الخضوع لملك الفرنك هوغو كابيتو Hugo Capeto
كانت الإمبراطورية الكارولينجية تنهار, و كان مكلفا لها حفظ تأثيرها على حكام برشلونة. الحاكم بوريل الثاني لم يُعلن الاستقلال و إنما أعلن التبعية للخليفة الحكم بقرطبة. خليفته, المنصور, غزا نصف الجزيرة الأيبيرية, بما في ذلك لرشلونة. الأمر الذي أرهب بوريل الثاني الذي طلب المساعدة من هوغو كابيتو. كان من المفترض أن يحدث لقاء بين الشخصيتين كي يُعلن بوريل الثاني تبعيته, لكن هذا اللقاء لم يحدث أبدا. و قد فسّر القوميون القطلان ذلك بأنه دليل على الاستقلال. غير أنه لا أحد يعلم ما جرى. كما أن حُكام قطلونية لم يجدوا حرجا في ربط ذريتهم بذرية الأرستقراطية و الملوك القشتاليين من خلال الزيجات معهم.

* الكذبة الرابعة: الGeneralitat (الإسم التاريخي لمُحافظة قطلونية) أصولها قطلانية
كانت الGeneralitat مؤسسة مؤقتة تابعة للعرش الأراغوني, تأسست في بلاط Monzon عام 1289م. في قصر ال Generalitat يمكن مشاهدة لوحة تذكر بأنها تأسست عام 1359م في ثرفيثا Cerveza (في قطلونية). هذا التباعد في التاريخ مردُّه توافقات حول تركيبة الGeneralitat التي كانت تعتبر مجرد أداة لجمع الضرائب. التأسيس السياسي للGeneralitat  يعود لأول سليل لأسرة تراستامارا Trastamara تولى عرش أراغون: فرناندو الأول (1412-1416م). لقد عظُم شأن أسرة تراستامرا في مملكة قشتالة بفعل الدعم الذي قدمه لهم بيدرو الرابع الأراغوني.

* الكذبة الخامسة: كانت لقطلونية مراكز روحية مختلفة
نادرا ما كان المركز الروحي لقطلونية مستقلا. بفضل الملوك الكاثوليك, أصبحت منطقة مونتيسبرا Monteserrat  القطلانية تابعة لدير الرهبان سان بينتو الريال San Benito El Real في بلد الوليد, فازدهرت بذلك أيما ازدهار. فطيلة 4 قرون, و إلى حدود اضطهادات القرن 19, كان أغلب قساوسة مونتيسيرا قشتاليين, و كان أشهرهم غارثية خمنيث دي سيسنيروس (شقيق الكاردينال الشهير), و هناك ألّف كتاب "تمرين الحياة الروحية" El exercitatorio de la vida espiritual.

* الكذبة السادسة: لم يشارك القطلان في غزو أمريكا و في "الإبادة" الأمريكية
بعض القوميين القطلان يُصرون على أن مباشرة غزو أمريكا لم يكن ممكنا إلا بفضل القطلان؛ البعض الآخر يتذمر لعدم السماح للقطلان بالمشاركة في هذا الغزو. لقد شاركت قطلونية حسب إمكانياتها في غزو أمريكا, انطلاقا من كتيبة المتطوعين القطلان الذين شاركوا في اكتشاف كاليفورنيا, إلى لفيف منيونس الذي دافع عن بوينس آيرس أمام محاولة الغزو الإنجليزي. هناك الآلاف من الأمثلة من هذا القبيل.

* الكذبة السابعة: لا توجد أية علاقة بين "الأمة" القطلانية و الأمة الإسبانية
في سجلات مدينة برشلونة, نجد بأنه في عام 1492م شهدت المدينة احتفالات عظيمة لم يُر لها مثيل بمناسبة الاستيلاء على غرناطة  و الذي شارك فيه العديد من القطلان. أما في انتفاضة البشرات فقد شارك الآلاف من القطلانيين في قمعها. و قد قال عنهم الدون خوان النمساوي "إنهم الرعايا الأكثر إخلاصا لملك إسبانيا". كما كانت المشاركة القطلانية في معركة ليبانتو و السيطرة الإسبانية على البحر المتوسط محورية. و من بين 400 جندي التحق بميلان أستراي Millan Astray (1879-1954 , مئتين قدموا من برشلونة. و في عام 1909, طلب الملك ألفونسو الثالث عشر كلمات للنشيد الوطني الإسباني من القطلاني إدواردو ماركينا Eduardo Marquina . و خلال حرب مليلية عام 1893م, و التي شارك فيها العديد من المتطوعين القطلان, ساد قطلونية شعور قومي إسباني.

* الكذبة الثامنة: قشتالة اضطهدت اللغة القطلانية و القومية القطلانية أنقذتها
إن أغلب الإجراءات القانونية ضد اللغة القشتالية صدرت من أعضاء في الماسونية. بالنسبة لهؤلاء, يجب أن تكون القشتالية اللُغة المُعصرِنة, على غرار الفرنسية التي قضت على جزء مهم من اللغات التي كانت في فرنسا. لائحة هؤلاء الأعضاء لا تحتاج لتوضيح: كونت أراندا, كونت فلوريدابلانكا, مانويل غودوي, مانويل خوثي كينتانا, منديزابال, كلاوديو مويانوا, أوزدنيل, ساغستا و رومانونيس. لم تكن قشتالة من اضطهدت اللغة القطلانية, و إنما نخبة بارزة من الليبراليين و اليساريين الذين أخذوا على عاتقهم إصدار قوانين و مراسيم هدفها تقليص اللغات الإسبانية الأخرى. في المقابل "النهضة" المزعومة للغة القطلانية رأت النور بفضل "اختراع" بومبيو فابرا لقواعد لغوية جديدة.

* الكذبة التاسعة: كومبانيس Companys كان نموذجا لكل القطلان
حُفظت الذاكرة السياسية لكومبانيس بسبب حادثة وفاته المأساوية التي حولته لشهيد بالنسبة للقوميين القطلان. مع ذلك, كان قيد حياته مكروها من طرف القطلانيين الأكثر راديكالية. بويك إفريتر Puig y Ferreter النائب عن حزبERC (اليسار الجمهوري القطلاني) خلال الجمهورية الثانية, عرّفه هكذا: "كان كومبانيس تافها, مُتقلبا, مزاجيا, مترددا, متذبذبا, دون أي فكر سياسي جذاب و مُحفز, إضافة لأنانية ناتجة عن الغرور, و لا يتورع عن فعل أي شيء من أجل الصعود". نائب آخر عن حزب ERC, خوان سولي بلا Joan Solé Pla وصفه بأنه "مريض عقليا, و عصبي بصورة غير طبيعية, مع نوبات كآبة دورية. عنده رهاب عنيف من الحسد و العظمة". عام 1917م, لما انتُخب مستشارا في برشلونة عن الحزب الراديكالي, أجبَر كومبانيس القومي القطلاني كراسكو فورميكويرا, الذي انتخب هو أيضا مستشارا, على الصراخ عاليا "عاشت إسبانيا".

* الكذبة العاشرة: الهدف الأسمى للقومية القطلانية الراديكالية كان دائما الاستقلال.
في العدد الأول من جريدة Alerta التابعة للتنظيم الإرهابي Tierra Lliure (الأرض الحرة), بدى جليا أن الاستقلال لم يكن هدفا في الحد ذاته, و إنما وسيلة لبناء دولة اشتراكية. سقوط حائط برلين قضى على هذا الحلم الاشتراكي, فأصبح الاستقلال هدفا بعينه بعدما كان وسيلة لتحقيق هدف آخر.


مصدر المقال من جريدة ABC:  الرابط

 
صلة الرحم بالأندلس.



هناك تعليق واحد: