الاثنين، 16 ديسمبر 2013

مقال صحيفة الباييس الإسبانية عن العودة للاحتفال بعيد الفطر في غرناطة بصورة علنية و قانونية عام 1984



مقال صحيفة الباييس الإسبانية عن العودة للاحتفال بعيد الفطر في غرناطة بصورة علنية و قانونية عام 1984


جريدة الباييس, عدد السبت 7 يوليوز 1984م. مقال للصحفي إدواردو كاسترو

شكل ظهور الهلال, يوم الأحد الماضي, نهاية لشهر رمضان, و هو شهر صيام سنوي للمسلمين منذ أكثر من 13 قرنا. العيد البهيج و الشعبي المُحتفى به في نهاية الشهر, و المسمى عيد الفطر, لم يُحتف به بصورة علنية و قانونية في غرناطة إلا ابتداءا من عام 1983م, و ذلك منذ احتلال المدينة من طرف الملوك الكاثوليك عام 1492م.


قبل 4 سنوات, كان المسلمون في غرناطة مجموعة هامشية صغيرة. الآن, مع مرور الوقت و دون أي نوع من البهرجة, يُمكن القول بأنهم يشكلون مجموعة بشرية مميزة للغاية, تساهم في إعطاء شخصية للمحيط الخاص و الأسطوري الذي أحاط تاريخيا بمدينة قصر الحمراء. 

نهاية شهر الصيام, على  غرار بدايته, يتميز بظهور الهلال. لهذا, و مع غروب شمس يوم السبت الماضي, راقب العديد من أعضاء الطائفة الإسلامية الغرناطية -التي يتجاوز عدد أفرادها 200 فردا بين رجال و نساء و أطفال - الهلال عبر التحديق مليا في السماء, و ذلك من على أحد المطلات الفريدة الموجودة في حي البيازين الرائع, و الذي اتخذه أغلبية المسلمين مستقرا لهم, مقابل أسوار قصر الحمراء و جنة العريف في الضفة الأخرى من نهر الدارو العميق. لقد عاد آذان الصلاة ليُصبح أمرا مألوفا في أزقة البيازين المنحدرة, بعد 5 قرون مشحونة بحنين تاريخي بالنسبة لهؤلاء المؤمنين المحمديين الجدد.

صيام رمضان, و هو الشعيرة المتبعة اليوم من قِبل ربع ساكنة العالم, ينبني على اعتزال الطعام و العلاقات الجنسية من طلوع الشمس إلى غروبها - هذه السنة, من حوالي الخامسة صباحا-. لكن, حسب مُضيفنا عبد الرحمان, هذا الشهر ينطوي على معاني أخرى.

يعتمد عيد نهاية الصيام أو عيد الفطر أساسا على إقامة الصلاة و إلقاء الخطبة عند "طلوع الشمس و ارتفاعها قيد رمح" -كل التقويمات الإسلامية المتعلقة بالوقت مرتبطة بالشمس و القمر-, و عادة ما تجري في أطراف المدينة. لهذا تمَّ اختيار دار "كارمن" (و هو منزل غرناطي نموذجي) تملكه الطائفة, و الذي يستخدم أيضا كمدرسة إسلامية.

رجال, نساء و أطفال يحضرون مرتدين أفضل حلل, متعطرين و متطيبين, و يسلمون على بعضهم بكل حرارة. ثم يدعون بعضهم إلى منازلهم, حيث تختفي حيطان المنازل, المحروسة بعناية في العالم الإسلامي, لتجتمع العائلات و المعارف و حتى الأجانب مثلنا.

بقايا أندلسية.

يقول عبد العليم, أحد المسلمين الغرناطيين: "لازلنا نحتفل هنا بالعيد بصورة بسيطة جدا. ففي المغرب الأقصى و بقاع أخرى من العالم الإسلامي تأخذ هذه الاحتفالات طابعا أكثر إثارة, من موسيقى, و رقص, و ولائم و سباقات للخيل...بمشيئة الله, سننظم قريبا نحن أيضا سباقات للخيل. في النهاية, هو يوم انفتاحي بطبعه".

في الحقيقة, استمر عيد الفطر حتى اليوم في بعض المناطق من أندلوسيا, رغم أنه تغير كثيرا. ففي لوجر دي أندرش, في قلب البشرات الألمرية و على سفوح مرتفعات سييرا نيفادا (شلير), - و هي البلدة التي انعزل فيها أبو عبد الله الصغير بعد طرده من غرناطة من طرف الملوك الكاثوليك, و فيها أيضا سيكون, بعد ذلك, مقر البلاط المورسكي للثائر ابن أمية -, في هذه البلدة, و في ختام الكاوريزما (الصوم الأكبر عند النصارى) تخرج البلدة عن بكرة أبيها إلى الحقل لتناول الطعام جماعة, دون أي سند نصراني محلي يبرر هذه "النزهة".

لقد وجب انتظار قرنين من الزمن بعد حل محكمة التفتيش كي تقرر جماعة من الإسبان, بينهم بعض الأجانب, العودة لتطبيق تعاليم الدين الإسلامي الذي يسمونه "دين أجدادنا".  و ليس الدين وحده الذي يحاولون بعثه, بل حى اللغة, فالعديد من أعضاء الطائفة الإسلامية في غرناطة شرعوا في تعلم العربية و اتخذوا من المنزل الذي حضرنا فيه احتفال العيد مدرسة تُعطى فيها الدروس.

رابط المقال بالإسبانية: الرابط


صلة الرحم بالأندلس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق