الأحد، 15 ديسمبر 2013

الرحلة الأندلسية لعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو Bill De Blasio



الرحلة الأندلسية لعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو Bill De Blasio












عمدة نيويورك الجديد رفقة زوجته و أبنائه.

بيل دي بلاسيو زار مدريد, إشبيلية و قرطبة إلى جانب 40 من زملاء الجامعة عام 1982م. 

قبل أيام قليلة, اختارت مدينة نيويورك الأمريكية عمدة جديدا لها, هو التقدمي بيل دي بلاسيو Bill De Blasio, ذو ال 52 عاما, و الذي كان حتى عهد قريب شخصا مغمورا, لكنه استطاع إقناع 70 بالمئة من ساكنة نيويورك بخطابه المرتكز على محاربة الفقر, و مساعدة المستضعفين و ضرورة حماية الطبقة الوسطى. خلال مداخلاته, نطق بلاسيو عدة جمل بالإسبانية نظرا لإجادته لها, كما عبّر غير ما مرة عن اهتمامه البالغ بالمسائل السياسية المتعلقة بأمريكا اللاتينية, كما أنه كان شاهدا على التحول السياسي الذي شهدته إسبانيا في الثمانينات.

ففي عام 1982م, قام عمدة نيويورك الجديد برحلة استغرقت أسبوعين لإسبانيا, زار خلالها مدن مدريد, إشبيلية و قرطبة, و ذلك في إطار منحة جامعية. شارك في الرحلة 40 طالبا, كان أحدهم الصحفي باري يومان Barry Yoeman الذي لا يزال يتذكر أحاديث دي بلاسيو عن الفقر و العدالة الإجتماعية. يومان تحدث عن تجربته مع دي بلاسيو خلال "الرحلة الأندلسية" و أكّد بأن كلام دي بلاسيو آنذاك كان ينبئ بمستقبله كزعيم سياسي تقدمي. 


يقول يومان: "بالنسبة لنا كانت تجربة غنية جدا. قضينا حوالي الأسبوعين, بين شهري يناير و فبراير, نسافر بين مدن البلاد". و حول اختيارهم لإقليم الأندلس لزيارته, أبرز يومان أنهم كانوا يبحثون عن شيء أصيل للتعرف عليه و يمثل ما تشتهر به إسبانيا, "مدريد شعرنا بها كمدينة كبيرة في أوربا أو في الولايات المتحدة, لكن في الاندلس وجدنا البحر المتوسط, وجدنا مكانا رومانسيا و أصيلا".

وصل الطلبة الأمريكيون إلى إسبانيا في يناير من عام 1982, و وزعوا مدة رحلتهم على مدن مدريد, إشبيلية و قرطبة. حسب يومان, برنامج الرحلة تركز على "الثقافة, المسرح, الأوبرا و القراءة", لكنهم خصصوا أيضا وقتا للسفر.

لقد وجدوا إسبانيا بلدا غارقا في تحولات عميقة, فالمسلسل الديمقراطي بدأ لتوه بعد حوالي 40 سنة من الديكتاتورية, و كانت البلاد تستعد للانتخابات في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية و جدل حول الانضمام للناتو. كان حاضر البلد مرتبطا بالملك خوان كارلوس لشعبيته الكبيرة بعد دوره الطيب في إفشال المحاولة الانقلابية التي جرت آنذاك قبل مدة قصيرة. 

يتذكر يومان بأن صورة الملك و سيرته كانتا في كل مكان, و أنه هو و دي بلاسيو قد تأثرا بشخصية الملك ما دفعهما لتغيير كلمات أغنية الفريق الغنائي الأمريكي Los Ramones I ''I Wanna be"  لتوافق إعجابهم بالملك خوان كارلوس, حيث جاء في ارتجالهم بأنهم لا يريدان أن يكونا فرانثيثكو فرانكو و إنما يريدان أن يكونا خوان كارلوس.

و عن زيارتهم لإشبيلية يقول الصحفي باري يومان: "تجولنا في الأزقة الضيقة و استسلمنا لعبقها. دخلنا متحف الفن و وقفنا على لوحات موريو Murillo, بلازكيث Velazquez و الكريكو El Greco. زرنا القصر, الكاتدرائية, الخرالدة, دار بونسيو بيلاتوس, ساحة إسبانيا, طريانة, قصر الأسقف...". كما قاموا بزيارة لحديقة مارية لويزا, تناولوا خلالها أطباق البايلا و التورتيا.

يومان ذكر بأنه خلال مقامهم في الأندلس, قام 5 من الطلبة (بينهم هو و دي بلاسيو) بالسفر على متن القطار من إشبيلية إلى قرطبة للتعرف على هذه المدينة العظيمة القدر. لما وصلوا إليها تجولوا في أزقتها و ساروا من الحي اليهودي إلى الجامع, حيث استراحوا في باحة ممر النارنج تناولوا خلالها وجبة خفيفة. يقول يومان : "أتذكر أننا زرنا الجامع و القصر, ثم تناولنا العشاء في محطة القطارات قبل العودة لإشبيلية". لقد أٌعجبوا "ببساطة" المآثر الأندلسية و دفئ الأجواء هناك.

لقد حفظت آلة التصوير التي اصطحبها يومان معه صورا للرحلة, بينها صور لعمدة نيويورك الجديد دي بلاسيو, في هيئة شباب عصره, خلال نزهة ممر النارنج بجامع قرطبة.





(الصورة: بيل دي بلاسيو عمدة نيويورك -الثاني على اليسار- خلال رحلته الأندلسية جالسا في باحة ممر النارنج في جامع قرطبة).










 (الصورة: بيل دي بلاسيو عمدة نيويورك -في المقدمة- خلال رحلته الأندلسية في باحة ممر النارنج في جامع قرطبة).
  


بعد 30 سنة, تغيرت حياة هؤلاء الشباب كليا, و كان دي بلاسيو هو من عاش أكبر تحول, و هو اليوم يدير أهم مدينة في العالم. أما الصحفي يومان فقد زار الأندلس مرات عديدة بعد ذلك, فقد وقع في غرامها, حيث قال : "أرى الآن إسبانيا من خلال علاقة وطيدة للغاية.  كلما زرت إسبانيا, آتي لقادش للقاء أصدقاء كُثر يمتازون بروح النكتة و المرح. أُعاين النضالات الاقتصادية للأندلس و معاناة شعبها, كما أُعاين ثقافتها الغنية و قدرتها على استرداد ذاتها".

على مر التاريخ, تعلّق العديد من القادة السياسيين بالأندلس. فقبل فترة قصيرة عبر الرئيس الأمريكي الأسبق  بيل كلينتون بأن مشاهدة الغروب من مطل سان نيكولاس - المقابل لقصر الحمراء- هو أجمل شيء في العالم.
بدوره عبّر عمدة نيويورك السابق ميكاييل بلومبيرغ Michael Bloomberg عن رغبته في الاستقرار في الأندلس بعد انتهاء مشواره السياسي للاستمتاع بأجوائها.

 صلة الرحم بالأندلس.

هناك تعليق واحد:

  1. اذا كنت من محبي التاريخ والتراث الاسباني وتريد السفر ومشاهدة معالم الحضارة الاسبانية اطلب ايجار سيارة في ملقا قبل سفرك من موقع المسافر اسبانيا ليساعدك في زيارة كل المعالم السياحيه الاسبانيه

    لطلب الخدمات يرجي الاتصال علي :
    0034631833012
    كما يمكنك زيارة الموقع التالي لمزيد من المعلومات:

    www.almosaferspain.com

    ردحذف