الأحد، 21 يوليو 2024

4- الحجاج المهاجرون الفارين بدينهم الذين أسسوا مستوطنة "انجلترا الجديدة" في أمريكا

  4- الحجاج المهاجرون الفارين بدينهم الذين أسسوا مستوطنة "انجلترا الجديدة" في أمريكا

تطهيريون Puritans

و هو الجزء الرابع من ترجمة كتاب: "الأمريكيون: ميلاد و ازدهار الولايات المتحدة. من 1607 إلى 1945. 

Les Américains: Naissance et essor des Etats-Unis 1607-1945

للمؤرخ الفرنسي أندري كاسبي André Kaspi. تاريخ صدور الكتاب: فاتح يناير 1986.

ترجمة هشام زليم.

باحث في تاريخ المغرب, الأندلس و إسبانيا.

صاحب مدونة صلة الرحم بالأندلس.

صاحب قناة معلومات مغربية أندلسية على يوتيوب.

رابط الجزء 1: لماذا تأخر الإنجليز في غزو أمريكا و لماذا تركوا المبادرة للبرتغال, إسبانيا و فرنسا؟ 

رابط الجزء 2 :الخطوات الإنجليزية الأولى لغزو أمريكا و ظهور الفلسفة الإستيطانية الإنجليزية لأمريكا و تأسيس فرجينيا.

رابط الجزء 3:  ظروف و ملابسات تطور مستوطنة فيرجينيا الإنجليزية في أمريكا 

في عام 1620، تأسست مستوطنة إنجليزية أخرى في القارة الأمريكية. لم تكن دوافع تأسيسها اقتصادية هذه المرة, و إنما دينية. في هذه الحالة أيضا, ينبغي, البحث عن السبب في انجلترا. فمنذ عام 1534, لم تعد الكنيسة الإنجليزية (الأنجليكانية) تعترف بتفوق كنيسة روما الكاثوليكية. فقد صار زعيم الكنيسة الإنجليزية هو الملك (و ليس البابا). 

البرسبتارية Presbytérianisme (المشيخية)

ازداد تأثير الأفكار الكالفينية Calvinistes (البروتستانتية) في عهد خلفاء الملك الإنجليزي هنري الثامن (حكم بين 1509 و 1547)، و كان تطور الانجليكانيين يتجه شيئا فشيئا نحو البروتستانتية. ففي خضم هذه الفترة الحُبلى بالاضطرابات و التقلبات الدينية، كان من الصعب، إن لم يكن من المستحيل وقف تطور الأفكار. ففي اسكتلندا، مثلا، و التي كانت آنذاك مملكة ذات سيادة، قام المُصلح الديني جون كنوكس John Knox عام 1560 بتبني إصلاح ديني كالفيني راديكالي: لا أساقفة، القساوسة يُنتخبون من طرف المؤمنين، الكنيسة مبنية على هرم من مجالس الشيوخ. إنه النظام المشيخي أو البرسبتارية Presbytérianisme. 

رمز المشيخية

الأبرشانية Congrégationalisme

في انجلترا نفسها، قام روبرت براون Robert Browne عام 1580 بقطيعة مع الانجليكانية و أسس في نورويتش Norwich أول كنيسة أبرشانية Congrégationaliste (فرع آخر من البروتستانتية). القساوسة يُنتخبون، و كل تراتبية تختفي. كل كنيسة Congrégation  تتحد مع الله في حلف: إنه العهد Covenant. 

عالِم لاهوتي آخر هو هنري باروو Henry Barrow دفع الأبرشانية Congregationaliste إلى حد أبعد: ضرورة التفريق بين الكنيسة و الدولة، جميع الكنائس المحلية  متساوية، القساوسة هم علمانيون Laics. يعلَمُ الأبرشانيون Congregationaliste أيضا أين يتوقفون. فعكس أتباع مذهب تجديدية العماد Anabaptiste في أوربا القارية، لا يرفضون أداء القسم و لا حمل السلاح. و عكس البرسبتاريين (النظام المشيخي)، بقي الأبرشانيون ضمن مظلة الكنيسة الانجليكانية كمنشقين, كغير ملتزمين non conformiste لا يتوانون عن الانتصار لوجهات نظرهم.

 و على غرار أغلبية المذاهب البروتستانتية، كان عندهم ميل للانقسام. هكذا في عام 1612 ظهر في انجلترا المذهب المعمداني baptisme (التعميد يكون للبالغين فقط) ، دون نسيان تيارات أخرى بعده مثل المساواتيين Levellers, الحفارون Diggers, رجال المَلكية الخامسة و الصاحِبيون Quakers.

رغم اختلافاتٍ تتحول عادةً إلى معارضاتٍ حاميةٍ، يتقاسم المنشقون نقاطاً مشتركة. لم ترحب بهم الكنيسة الانجليكانية أبدا. فلا الملكة إليزابيث و لا من جاء بعدها عرفوا معنى كلمة التسامح. بدورهم لم يكتف المنشقون بتبني قناعات دينية، بل جاهدوا من أجل التعبير عنها في الحياة الاجتماعية. بالنسبة لهم، مملكة الرب تُشيَّد أولا على الأرض قبل السماء. لهذا على كل حكومة الانصياع للقواعد التي وضعها الرب و على كل مجتمع الخضوع للأخلاق المتولدة عن وصايا الرب. كانوا معادين لتَرِكة الباباوية Papisme (الكاثوليكية) التي تحملها الكنيسة الانجليكانية في تنظيمها و طقوسها, و معادون أيضا لتفسخ الأخلاق الذي يفتح الباب للسُكر و السرقة و الزنا وانتهاك حرمة راحة يوم السبت. كانوا يتطلعون إلى مسيحية أكثر صفاءا وهذا ما يفسر تسميتهم بالتطهيريين (البيوريتانيين) Puritains.

الحجاج Pilgrims التطهيريون Puritains

كان الحجاج Pilgrims تطهيريين Puritains ينتمون للمذهب الأبرشاني Congrégationaliste. مع فارق واحد تقريبا: كان الحجاج انفصاليين, أي أنهم فضوا الشراكة مع الانجليكانيين. 

بين عامي 1608 و 1609, رعايا متواضعون humbles للمملكة الانجليزية ينتمون إلى أبرشانية Congrégation سكروبي Scrooby في نوتينغهامشاير Nottinghamshire في انجلترا, لجؤوا إلى هولندا بسبب خشيتهم من عدوانية الكنيسة الرسمية الانجليكانية. 

كانت, آنذاك, الأقاليم المتحدة Provinces unies (هولندا اليوم) استثناءا في أوربا, حيث التسامح هو السائد فيها. ربما أكثر من اللازم, من وجهة نظر التطهيريين الحُجاج Pilgrims القلقين من الاستيعاب المُفرط لأبنائهم في الوسط الهولندي المنفتح. كما كان خطر غزو الأقاليم المتحدة من طرف القوات الإسبانية مصدر قلق إضافي أكثر خطورة. و بما أنهم كانوا قد سمعوا عن مستوطنة فيرجينيا في أمريكا, تواصلوا مع شركة فيرجينيا لندن و توصلوا معها إلى اتفاق. هكذا باعوا ممتلكاتهم في هولندا و توقفوا في انجلترا و تحديدا في ساوثهامبتون التي ركبوا منها على متن السفينة مايفلاور May Flower (زهرة ماي), و بمعيتهم انفصاليون آخرون قدموا من لندن, بالإضافة ل 80 حرفيا و عاملا بعثتهم شركة فيرجينيا لندن إلى فيرجينيا. في المجموع, 131 راكبا بينهم 31 طفلا غادروا بليموث Plymouth يوم 16 شتنبر 1620. استمرت الرحلة 65 يوما. الأرض التي تجلت أمامهم في الأفق لم تكن فيرجينيا, و إنما انجلترا الجديد New England التي عبرها قبل سنوات من ذلك التاريخ جون سميث John Smith  و كانت تدخل ضمن أراضي "مجلس انجلترا الجديدة". هل كان خطأً في الملاحة؟ هل كان هناك خطر عاصفة لو واصلت مايفلوور Mayflower رحلتها نحو الجنوب في اتجاه فيرجينيا؟ هل كانت النية مُبيتة من الحُجاج و القبطان الراغبين في الهروب من الوصاية الثقيلة لشركة فيرجينيا لندن؟ لا أحد يعلم. المهم أن الحجاج قرروا النزول في رأس كود Cap Cod. قبل ذلك, و بما أنهم لم يكونوا يملكون أية رخصة (مرسوم) للاستقرار في هذه المنطقة, حرروا و تبنوا اتفاقا سياسيا عُرف باتفاق مايفلوور Mayflower Compact الذي سيكون قاعدةً لنظام الحكم. جرى هذا الأمر يوم 21 نونبر 1620. بعد شهر استقروا في منطقة بليموث Plymouth (على الساحل الأمريكي) التي بدت لهم ملائمة للاستقرار.

نمت المستوطنة ببطء: 24 فردا عام 1624، 390 عام 1630، 579 عام 1637، 2000 عام 1660 م. في عام 1691، ابتلعتها مستوطنة ماساتشوستس Massatchussetts. مع ذلك، القصة فاقت الحقيقة في رمزيتها . لم يُهيء الحجاج أي شيئ للمغامرة الأمريكية. أرادوا العيش من صيد البحر، لكنهم لم يكونوا صيادين. حملوا معهم بنادق للدفاع عن أنفسهم ضد الهنود، لكنهم لم يكونوا يحسنون استخدامها. أرادوا الوصول لفيرجينيا، لكنهم نزلوا في انجلترا الجديدة وسط أرض قاحلة و مناخ قاس، في منطقة بعيدة عن كل شيء. قضى نصف المسافرين نحبهم في الشتاء الأول. لكن لا أحد من الناجين أراد العودة إلى انجلترا. و عن السبب في ذلك، كتب أحدهم و هو وليام برادفورد William Bradford: "كانوا يعلمون أنهم حجاج، و أمور هذه الحياة الدنيا لم تكن تهمهم. كانوا يرفعون أعينهم إلى السماء حيث بلدهم العزيز". قبل أن يختم: " هكذا انطلاقا من البدايات التافهة، أمور عظيمة أنجزها بيده التي أنجزت كل شيء من لاشيء و أخرج إلى النور كل ما هو موجود.  شمعة واحدة يمكنها إيقاد آلاف الشموع. و النور الذي أُضيء هنا انتشر بشكل من الأشكال في كل أمتنا". هكذا يمكننا في هذه الظروف، فهم لماذا أحيا الحجاج في عام 1621  يوما لأعمال البر Thanksgiving day (عيد الشكر), و لماذا  اتفاقية زهرة ماي Mayflower التي كانت أول خطوة نحو ديمقراطية مساواتية Démocratie  égalitariste، صارت  بالنسبة للأمريكيين رمزَ الجذور القومية و الحريات السياسية.

 


بفضل مستوطنة بليموث Plymouth, جذبت انجلترا الجديدة تطهيريين Puritains آخرين. لم يكن هؤلاء انفصاليين. إذا غادروا انجلترا، فبسبب قلقهم من عدوانية الملك الجديد تشارلز الأول الذي اعتلى العرش عام 1625، و الذي أظهر تعاطفا متزايدا مع التيار الأرمنياني Arminianisme (1). و قد تزوج الملك شارلز الأول من الكاثوليكية هنرييت ماري Henriette Marie شقيقة ملك فرنسا لويس الثالث عشر (حكم بين 1610 و 1643). لقد تصور التطهيريون أسوأ سيناريو بالنسبة لهم و لإنجلترا، خصوصا لما وصل عدوهم اللدود وليام لود William Laud عام 1633 إلى منصب مطرانية Canterbury و هو أعلى منصب فخري و شرفي في الكنيسة الأنجليكانية. لقد تأثر الملك به. كان يبدو و كأن انجلترا على أعتاب إعادة الأمور إلى نصابها سياسيا و دينيا. لقد قرر إعادةَ المنشقين إلى رشدهم. فليحترس إذن المهرطقون! على المواعظ أن تلتزم بالتوجيهات الرسمية. بموجب مرسوم السيادة Acte de suprématie (عام 1559)، ضرورة حضور القداس يوم الأحد سواء بالنسبة للانجليكانيين أو غيرهم. بالنسبة للتطهيريين Puritains، لقد حان وقت الهجرة Hégire نحو أمريكا، أين سيأسسون صهيون Sión الجديدة، انجلترا جديدة متطهرة من خطاياها و من الأنجليكانيين الأرمينيانيين Arminiens.

في عام 1628, اشترى مجموعة من التطهيريين أسهما من مجلس انجلترا الجديدة و حصلوا على ميثاق استيطان. كان مكان الاستقرار هو خليج ماساشوستس Massachusetts, شمال بليموث Plymouth. في عام 1629, أعادت هذه الشركة ذات الأسهم تنظيم نفسها و صارت تحمل اسم "شركة خليج ماساشوستس" و كان التطهيريون هم غالبية المساهمين فيها. كانت بعض السفن قد عبرت المحيط الأطلسي و استقر مستوطنون في سالم Salem (اختصار لأورشليم Jerusalem القدس). يوم 29 مارس 1630, أربعة قوارب غادرت ساوثهابتن و على متنها جون وينتروب John Winthrop حاكم الشركة. بعد شهر, 7 قوارب أخرى و سفن قادمة من بريستول Bristol و من بليموث Plymouth  الانجليزية في اتجاه انجلترا الجديدة في أمريكا. كانت سفينة أربيلا Arbella هي أول من وصلت إلى ميناء سالم Salem. استقر البعض في المدينة ذاتها, و آخرون في ميشاوم Mishawum (التي سيُعاد تسميتها بشارلزتاون Charlestown), Shawmut شاوموت (التي ستصير بوسطن Boston), مستيك Mystic (التي ستصير مدفورد Medford), واترتون Watertown, روكسبوري Roxbury, دورشستر Dorchester. استمرت الهجرة في سنوات الثلاثينات, رغم معارضة الحكومة الملكية. إلى درجة أنه في عام 1660 صار عدد سكان مستوطنة ماساشوستس حوالي 20 ألف نسمة.


كيف يمكن تفسير نجاح هذه المستوطنة؟ لقد غادر التطهيريون Puritains انجلترا دون نية للعودة. فقد باعوا ممتلكاتهم و  هاجروا مع عائلاتهم. فلم يعد بالتالي هناك شيئ يربطهم بالحاضرة الانجليزية. أكثر من ذلك, كانوا يشكلون أبرشانيات congrégations على رأسها قساوسة, انطلقوا للاستقرار في أمريكا و إعادة تشكيل البلدة التي غادروها. لكن الاستقرار لم يكن سهلا. لا وجود للتبغ. و كان ينبغي الاكتفاء بصيد الأسماك، زراعة الذرة و القمح, تربية الماشية, قطع الأخشاب, اصطياد الديك البري Dinde sauvage و بناء السفن. و بما أن الأمر لم يكن كافيا, تعاطى مستوطنو انجلترا الجديدة التجارة البحرية. رغم الصعاب, لم يساور التطهيريين شكٌ في نجاحهم, فحسب اعتقادهم, تعتمد فيرجينيا أساسا على استيطان مادي شهواني, مبني على البحث عن الربح, بينما انجلترا الجديدة مبنية على دوافع "دينية".

ينبغي أن نضيف أن هذه الهجرات الوافدة الكثيفة كانت تضخ دماءا جديدة. من أجل اجتذاب مهاجرين, بُعثت رسائل تحفيزية إلى انجلترا ، من قبيل: "أرض رائعة... لم يكن أبنائي في أفضل حال إلا خلال العبور...يا لها من أشجار! يا له من جو! لقد اكتشفت ثلاث نِعَمٍ: السلام، الوفرة و الصحة". كانت هذه الرسائل تُقرأ بشغف و تصديق ساذج. ذكر أحد المهاجرين :"الرسالة قادمة من إنجلترا الجديدة كانت تُبجل مثل كتابات مقدسة، مثل كتابات أحد الأنبياء. كنا نتداولها بيننا، و كانت جماعة من الأرواح التقية متحمسة للالتحاق بهذا الانجاز".

بالإضافة إلى ذلك كان الأبرشانيون Congrégationniste محظوظين بتبني ميثاق سياسي يجعلهم في معزل عن أي تدخل ملكي (انجليزي). لقد كانت المستوطنة مستقلة فعليا عن العرش (الانجليزي). كان "الرجال الأحرار"، و المقصود بهم "المساهمين"، يختارون سنويا حاكمهم و نائبه و مساعديه. كانوا يشكلون "المجلس العام" General Court. و نظرا لصعوبة جمع المجلس, تم تشكيل نظام تمثيلي اعتبارا من عام 1644. كان هؤلاء "الرجال الأحرار" أفرادا في أبرشيات Congrégations, ما سمح للتطهيريين Puritans بالحفاظ على السلطة. هكذا تم ضمان التجانس الثقافي, سواء تعلق الأمر بالتساوي الروحي بين الجميع, أو تساوي الأخلاق Morale و التصرفات. كما خضع امتلاك الأراضي لنفس المعايير. لا تنفصل الأبرشية Congrégation أبدا حيث تُحدَّد على موضع ممنوح لها من طرف المجلس العمومي

في وسط البلدة شُيدت الكنيسة Meeting House و أمامها ساحة خضراء Green أو Common و هي ميدان يستخدم كمكان للتجمع, و حولها دار القس و دور المستوطنين الرئيسيين. كل مقيم في البلدة يُمنحُ مساحة لبناء بيته و حقلا لزراعة الذرة و بستانا على طول المجرى النهري. بينما كانت الماشية ترعى في مروج الجماعة. أما مناقشة و حل شؤون البلدة من طرف الرجال الأحرار فكان يجري خلال اجتماعهم في "اجتماعات البلدة" Town meetings.

كان هذا هو التصور المثالي. لكن عند محاولة تطبيق هذا التصور اليوتوبي في الحياة اليومية ظهرت صعوبات كثيرة. ففي عام 1679 عبر المجمع عام 1679 عن استيائه من العدد المتزايد للقطاء Batards, و من محاولات فتح دار للدعارة في بوسطن, و من نساء يكشفن أيديهن و نحورهن, "بل و الأقبح من ذلك أثداءهن". و ماذا عن أولاد يريدون الأراضي, و فقراء لا يترددون في قبول شروطهم؟ لقد تأسست مستوطنات جديدة مثل مستوطنة نيوهافن New Haven في وادي كونيكتاكيت Connecticut (عام 1643) في نيوهامشير New  Hamshire في ماين Maine, مع روابط وثيقة بشكل أو بآخر تجمعها بماساشوسيتس Massachussetts.

 في النهاية، ظهرت النزاعات الدينية. أشهرها حملت إلى الواجهة روجر وليام Roger Williams, و هو  انفصالي وصل إلى أمريكا عام 1631. كان يمقت الكنيسة الانجليكانية، و نادى بأن الإنجليز لا حق لهم على أي منطقة و لا أراضي مملوكة للهنود، و أنه لا حكومة، و إن كانت تطهيرية لا يحق لها التدخل في الشؤون الدينية. في عام 1636 طردته سلطات سالم Salem. فاستقر ويليامز في رود ايلاند Rhode Island حيث سيأسس أول طائفة معمدانية Baptiste في أمريكا.

إجمالا، سواء هنا أو في بيلموث Pylmouth، ما كان يهم هو الإيمان. لقد منح الحجاج و التطهيريون للعالم نموذجا مجتمعيا. كانوا يؤدون مهمة و يتبعون بكل دقة تعاليم الرب و يبرهنون من خلال نجاحهم المادي، بأنهم "شعب الله المختار"

الهوامش:

(1) الأرمنيانية Arminianisme مذهب متفرع عن البروتستانتية نسبة لجاكوب أرمينيوس Jacobus Arminius أو Jakob Armenzsoon و هو عالم لاهوت هولندي توفي عام 1609. تمنح عقيدته أهمية ضعيفة للقضاء و القدر مقارنة بالكالفينية التقليدية. بينما تُشدد على دور كل فرد في خلاصه الفردي و على أهمية  الطقوس.

نهاية الجزء الرابع.

رابط الجزء الخامس:

5- مستوطنة ماريلاند Maryland "أرض مريم" في أمريكا: ملجأ الكاثوليكيين المضطَهَدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق