الثلاثاء، 15 يوليو 2014

العقيد الذي نفى فرانكو جثمانه بعد وفاته بسبب استسلامه للجمهوريين خلال الحرب الأهلية.

العقيد الذي نفى فرانكو جثمانه بعد وفاته بسبب استسلامه للجمهوريين خلال الحرب الأهلية.

نقلا عن جربدة ABC الإسبانية.



العقيد دومنغو ريي داركورت Domingo Rey D'Harcourt الذي انضم للجبهة القومية -بقيادة فرانكو- خلال الحرب الأهلية الإسبانية, تبرّأ منه نظام فرانكو بسبب تسليمه ترويلTeruel للقوات الجمهورية.










لم يكن الدكتاتور فرانثيثكو فرانكو يتوانى خلال الحرب الأهلية عن معاقبة رجاله إذا صدر منهم أدنى تقصير. كان يضعهم في لائحته السوداء و يُحلِل عليهم غضبه أحياءا و أمواتا. العقيد دومنغو ريي داركورت كان واحد ممن شملهم غضب "الخِنِرالِسِمُو", ليس بسبب تخليه عن فرانكو أو بسبب تقاعسه في دعم الانقلاب, و إنما لأنه لم يكن على المستوى الكافي من الشجاعة و البسالة.


مات دومنغو عام 1939 و رفض فرانكو استعادة جثمانه و دفنه في مسقط رأسه, و بقي دكتاتور إسبانيا مصرا على عقابه حتى السنوات الأخيرة من حكمه. سبب هذا السخط هو أن العقيد دومنغو ريي داركورت هو الذي وقع معاهدة تسليم بلدة ترويل Teruel يوم الثامن من يناير 1938 بعد أيام عديدة من المعاناة والمقاومة لحصار القوات الجمهورية.

دومنغو أكّد أنه لم يكن بإمكانه فعل أي شيء و أن الاستمرار في المقاومة أمام تفوق القوات المُحاصِرة ما كان سيزيد نزيف الدم إلا تدفقا. لهذا قرر توقيع معاهدة الاستسلام و التسليم في ترويل. فرانكو اعتبر هذا العمل مشينا و لم يغفره له حتى بعد وفاته.

بعد استسلامه في ترويل, أسرت القوات الجمهورية العقيد. و بعد سنة في الأسر, تحديدا يوم السابع من فبراير 1939م أُعدِم رميا بالرصاص إلى جانب أسقف ترويل أنسلمو بولانكو Anselmo Polanco و أربعين أسيرا آخر في منطقة بون دي مولينس Pont de moulins قرب الحدود الفرنسية.

دَفن الجمهوريون جثة دومنغو في بون دي مولنس بينما دفن فرانكو ذكراه في مقابر الإهمال و النسيان, و رفض طلب عائلته بنقل جثمانه من هناك ليُدفن في بلدته بين أهله و عشيرته. 

استمر النفي الذي تعرّض له جثمان و ذكرى دومنغو حتى عام 1972م, ففي هذا العام, دون أي تكريم لشخصه, سمح فرانكو لعائلته بنقل رفاته إلى لوغرونيوLogrono  مسقط رأسه ليوارى الثرى هناك. لقد انتظرت عائلته أكثر من 30 سنة للحصول على إذن بنقل رفاته!

في الربيع الماضي, نُقل رُفات العقيد دومنغو ريي داركورت إلى مقبرة بلدة قلعة موسى Calamocha بترويل الأراغونية التي تربطها علاقة خاصة بعائلة العقيد, ففي نفس المقبرة دُفنت أيضا إحدى بناته.

صلة الرحم بالأندلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق