الثلاثاء، 12 فبراير 2013

دفاع المورسكيين عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم من ملفات محاكم التفتيش الإسبانية

كتبهاهشام زليم ، في 19 سبتمبر 2012 الساعة: 21:36 م

دفاع المورسكيين عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم من ملفات محاكم التفتيش الإسبانية














المورسكيون هم أولئك الأندلسيون المسلمون الذين بقوا في الأندلس بعد سقوط غرناطة عام 1492م و اضطروا لاعتناق المسيحية قسرا بعد سلسلة من الفتاوى الصادرة من الكنيسة والمراسيم الموقعة من طرف الدولة الإسبانية طيلة القرن الخامس عشر و القاضية بتعميدهم و تنصيرهم. و قد تُوجت هذه القرارات بإصدار الملك الإسباني فيلبي الثالث مراسيم طرد المورسكيين من إسبانيا في عام 1609م.

و رغم تنصيرهم, بقي جزء كبير من المورسكيين مرتبطين بالإسلام يمارسون تعاليمه سرا أو علانية حسب الظروف السياسية و تقلبات علاقتهم بثالوث الحكم في إسبانيا: الملك, الكنيسة و النبلاء. بل و كانوا يناظرون المسيحيين الإسبان و يدافعون عن معتقداتهم و مقدساتهم الإسلامية, و على رأسها النبي محمد صلى الله عليه و سلم, و لو كلفهم ذلك ما كلفهم أمام قضاة محاكم التفتيش الرهيبة. و هذا ما يقرره الدكتور الفرنسي Fernand Braudel فرناند بروديل في مقدمته لكتاب "المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية" (ص16) :" إن التهجمات ضد محمد أو ضد القرآن, هي ولاشك أقل حجة و إقناعا من إلحاح المسلمين و تركيزهم على إنسانية المسيح. و هي طريقة لإنكار إلاهيته و رفض التثليت و التي بمفردها تعد نفيا لوحدانية الله."

و في هذا المقال سنقرأ شهادات دونتها محاضر محاكم التفتيش الإسبانية في القرن السادس عشر عن حالات توبع فيها مورسكيون بتهمة إخفاء الإسلام عبر دفاعهم عن النبي صلى الله عليه و سلم.

يذكر الدكتورالفرنسي لويس كاردياك في كتابه "المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية" ترجمة الدكتور عبد الجليل التميمي:

"في كثير من الأحيان, كان الموريسك لا يتحملون من يسب أو يشتم الرسول. من ذلك أن أحد الموريسك عندما وصل ليقتني خمرا من الحانة قد استُقبل عند مدخل الحانة بهذه الألفاظ: "لتحرق النار الخالدة محمدا" غير أنه لم يتماسك عن الرد :" إن محمدا يعد رجلا خيرا و طيبا" (من أرشيف محاكم التفتيش بكوينكا. ملف255. الصفحة 3455).

و في نفس الكتاب يذكر كاردياك: "اسم محمد يظهر دوما على لسان المسيحيين عندما يحلفون, وفي أحد الأيام بطليطلة, كان مسيحيان في نقاش كبير عندما قال أحدهما: "إني أحلف باسم الله" و قد أخذ عليه رفيقه أن يستعمل مثل هذه العبارات قائلا له: "احلف باسم من لا تؤمن به". و قد رد عليه المسيحي قائلا: " إني أحلف باسم محمد البغي الشرير" إلا أن أحد الموريسك كان حاضرا هذه المجادلة, سرعان ما استولى على هراوة "وكله يرتجف" قد هدد الشاتم قائلا له: "ماذا فعل لك محمد؟" و بالطبع فإن المورسكي هو الذي سيدفع الثمن بسوقه إلى دواوين التحقيق نتيجة شكاية المسيحي" (من الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. ملف193. الصفحة 17)

و يتابع كاردياك :"في سنة 1614م , لنفس هذا السبب, مثلت بياتريس هارننداز أمام المحكمة, و على الرغم من صفتها المورسكية, فإنها استطاعت أن تبقى بإسبانيا بعد عملية الطرد النهائية: غير أن عددا من جيرانها كانوا يرتابون في ابتداعها, وفي إحدى الأمسيات , قضت سهرتها عند أحد أفراد جيرانها,وبينما كان رب البيت يشعل النارفي المدفئة, أصابه حرق و صاح: (بغي أنت يا محمد) و قد ردت عليه (لم يكن بغيا, ولكنه رسول)…" من الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. ملف 193. الصفحة 16.



هناك 3 تعليقات:

  1. اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه اجمعين

    ردحذف
  2. لا اله الا الله محمد رسول الله.

    ردحذف
  3. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ستعود الاندلس كما كانت تحت راية الإسلام

    ردحذف