الثلاثاء، 12 فبراير 2013

رد الغرناطي ابن سعيد على من اتهم الأندلسي بأنه رعديد


رد الغرناطي ابن سعيد على من اتهم الأندلسي بأنه رعديد

موسوعة الأندلس















في القرن العاشر الميلادي, ذكر المؤرخ أبو القاسم ابن حوقل "1" في كتابه "صورة الأرض" واصفا أهل الأندلس: "ومن أعجب ما في هذه الجزيرة بقاؤها على من هي في يده مع صغر أحلام أهلها وضعة نفوسهم ونقص عقولهم وبعدهم من البأس والشجاعة والفروسية والبسالة ولقاء الرجال ومراس الأنجاد والأبطال, مع علم أمير المؤمنين بمحلها في نفسها و مقدار جباياتها و مواقع نعمها و لذاتها." "2"             
                                                                                                 
بعد ثلاثة قرون على هذا الكلام, رد المؤرخ الأندلسي علي ابن سعيد "3", الذي عايش أحداث انفراط عقد الأندلس و عاصرها, على وصف ابن حوقل فقال و قد تعمّد ذكر هذا القول للرد عليه: "لم أر بدا من إثبات هذا الفصل وإن كان على أهل بلدي فيه من الظلم والتعصب ما لا يخفى, ولسان الحال في الرد أنطق من لسان البلاغة, وليت شعري إذ سلب أهل هذه الجزيرة العقول والآراء والهمم والشجاعة فمن الذين دبروها بآرائهم وعقولهم مع مراصدة أعدائها المجاورين لها من خمسمائة سنة ونيف؟ ومن الذين حموها ببسالتهم من الأمم المتصلة بهم في داخلها وخارجها نحو ثلاثة أشهر على كلمة واحدة في نصرة الصليب؟ وإني لأعجب منه إذ كان في زمان قد دلفت فيه عباد الصليب إلى الشام والجزيرة وعاثوا كل العيث في بلاد الشام حيث الجمهور والقبة العظمى, حتى أنهم دخلوا مدينة حلب, وما أدراك؟ وفعلوا فيها ما فعلوا, وبلاد الإسلام متصلة بها من كل جهة, إلى غير ذلك مما هو مسطور في كتب التواريخ, ومن أعظم ذلك وأشده أنهم كانوا يتغلبون على الحصن من حصون الإسلام التي يتمكنون بها من بسائط بلادهم, فيسبون ويأسرون, فلا تجتمع همم الملوك المجاورة على حسم الداء في ذلك, وقد يستعين به بعضهم على بعض, فيتمكن من ذلك الداء الذي لا يُطبّ, وقد كانت جزيرة الأندلس في ذلك الزمان بالضد من البلاد التي ترك وراء ظهره, وذلك موجود في تاريخ ابن حيان وغيره وإنما كانت الفتنة بعد ذلك. الأعلام بينة والطريق واضح." "4"


 الهوامش:

"1" محمد أبو القاسم ابن حوقل: (العراق, توفي 367ه-977م).
"2" صورة الأرض لابن حوقل. الصفحة 104. نقلا عن نفح الطيب للمقري. الصفحة 204.
"3" علي ابن سعيد الغرناطي الأندلسي (غرناطة, توفي 685ه-1286م).
"4" كتاب "المُغرب في حُلى المَغرب"  لابن سعيد. نقلا عن نفح الطيب للمقري. الصفحة 204.

موسوعة الأندلس.

هناك تعليقان (2):

  1. سدد الله قلمك
    أيها الأستاذ النبيه ...
    الناس تتبع المألوف، وأصحاب العقول يتبعون الحق ولو خالفتهم ألوف.
    ها قد سددت سهما صائبة لنسف تفسير خاطئ متأصل في نفوس العرب وعواطفهم بسبب ما استنتجوه دون رؤية ولا شهود، ورسخ فغي نفوسهم بسبب التكرار الوعظي.
    يبنون على مقدمات خاطئة ...
    فهل جاء القرآن بالأخبار الأندلسية التي وصلتهم ، حتى يبنوا عليها استنتاجاتهم؟؟؟
    التاريخ الحقيقي لا يعرفه إلا الله ... المؤرخون يكتبون ما شاهدوا وشهدوا ... والمحللون يبنون على ما كتبه المؤرخون ...
    فكيف بنا إذا وجدنا معظم الكتب لم يشهد كاتبوها شيئا ...؟؟؟
    ومعظم كتاب التاريخ ينقلون عن الأسبان أخبار المسلمين بعد الترجمة ...
    وكيف بنا إذا كان المؤرخ الشاهد الحقيقي لا يفهم السياسة ولم يتمرس على أمور الحرب والعلوم العسكرية ...
    إنها مشكلة منهجية عويصة ...
    بل هي معضلة ... لا بد لشباب الأندلس ومفكريهم ودعاتهم وناشطيهم أن يواجهوا هذا التحدي ... وهم لها، وإنهم غالبون بإذن الله ...

    ردحذف
  2. رده غير مقنع فلا داعي لنشره ،

    ردحذف