الأحد، 10 فبراير 2013

عائلة "مولاي الفاسي" المرينية في إسبانيا




عائلة "مولاي الفاسي" المرينية في إسبانيا. 
هشام زليم.
مدونة صلة الرحم بالاندلس..
في 3 يوليو 2010. الساعة: 13:09 م


هشام زليم.
مدونة صلة الرحم بالاندلس..



1- الناطق باسم الطائفة المورسكية : فرانثيثكو نونيث مولاي 


رفع الغرناطي فرانثيثكو نونيث مولاي Francisco Nunez Muley سنة 1566م مذكرة لرئيس محكمة غرناطة يطلب منه وقف تنفيذ القرارات التي تحضر على المورسكيين إبداء مظاهر هويتهم: كاللغة, الزي, الموسيقى و تقاليد أخرى. فإن كانت هذه المذكرة مشهورة إلى حد ما (1), حيث احتُفظ بملخصات لها, بينها نسخة مارمول كاربخالMarmol Carvajal  و النسخة الرسمية الكاملة (2), فإن صاحبها, فرانثيثكو نونيث مولاي, كما ذكر الباحث الفرنسي برنارد فانسن Bernard Vincent ,لا نعرف عنه إلا النذر اليسير,. أغلب ما نعرفه عنه ورد في مذكرته الشخصية, حيث نجده قد تقلد مكانة مرموقة بين الأرستقراطية المورسكية. فقد كان خادما للأسقف تالافيرا Talavera كما ذكر هو نفسه: ”إلى جانب هذا, أستطيع القول أني عملت كخادم  للأسقف المبجل لمدة تزيد عن 3 سنوات, و كنت بمعيته في زيارة زار فيها كل البشرات(…) أتذكر هذا و كأنه وقع بالأمس, كان ذلك في سنة 1502".



سنوات قليلة بعد ذلك, و تحديدا سنة 1513م, كان ضمن وفد من الوجهاء الغرناطيين قابلوا الملك فرناندو الكاثوليكي. و كان هو من دعا المورسكيين إلى منح قدر من الأموال للملك الكاثوليكي و إلى خلفه الامبراطور كارلوس الخامس سنة 1517م مقابل التخفيف عنهم: ”كنا بضعة أفراد من أعيان و أمراء هذه المملكة رفقة الماركيث دي مونديخار من أجل تقبيل يدي جلالة الملك و تهنئته بمناسبة قدومه ليحكم ممالكه هاته, في نفس الوقت عولجت بعض الأمور لخدمة صاحب الجلالة و أيضا أغراض متعلقة بالمواطنين الذين قدموا لصاحب الجلالة الخدمة الاعتيادية المؤلفة من ال21 ألف دوقة". 
 

كما كانت له اجتماعات مع رجال الكهنوت من طبقات متعددة: "و قد بلغت هذا بفعل محادثة كانت لي مع الدون غاسبار دي أبالوث Don Gaspar De Avalos قبل أن يصبح أسقفا"..."ناقشت هذا عدة مرات مع بعض سادة محاكم التفتيش, و هم يشاطرونني نفس الرأي, و تستطيع حضرتك الاستعلام لديهم". معلومات أخرى عن شخصيته عثر عليها برنارد فانسون بعيدا عما هو مذكور في مذكرته, معلومات لم تضف شيئا سوى التأكيد على مكانته المرموقة بين المورسكيين (3): فقد كان جابي ضريبة الفارضة, و هي المهمة التي خلفه فيها ابنه ألونثو مارتنيث دي سانتياغو Alonso Martinez de Santiago, و قد تلقى كلاهما مكافآت إلى جانب استفادة فرانثيثكو نونيث من مدخول مرتبط بقصر الحمراء رفقة 8 مورسكيين آخرين, و هو ما ضمن له 9 ألاف مرابطي في السنة.


إضافة لذلك, فهو الممثل و الناطق باسم الطائفة المورسكية الغرناطية لدى أعلى سلطة, لهذا كتب تلك المذكرة باسم الطائفة. و من الواضح أن هذه المكانة الرفيعة اجتماعيا, سياسيا و اقتصاديا كانت تليق بعنصر من العائلة الملكية النصرية, إضافة إلى أن الاسم العائلي "مولاي" ليس سوى اللقب الذي ينادى به الملوك و الأمراء من العائلة الملكية الغرناطية: يكفي ذكر أسماء مولاي الحسن, مولاي الزغل إلخ.


لكن إلى حد الآن لم يُعثر على القرابة الحقيقية لفرنثيثكو نونيث مولاي بسبب الصعوبة التي يطرحها البحث عن نسبه في العائلة النصرية ذات الترابط المعقد. في نفس المذكرة ذكر بعضَ أقاربه الذين يبدو أنهم أكثر أهمية منه, فقد كانوا هم من احتفظوا بالوثيقة التي علّق فيها كارلوس الخامس سنة 1518م تنفيذ قرار منع ارتداء اللباس المورسكي: ”و هي في حوزة ابن أخي (أوابن أختي) دون إيرناندو مولاي Don Hernando Muley, ابن الراحل دون ألفارو الفاسي Don Alvaro de Fez والده, و كان قد جلبها جده, عمي الراحل دون إيرناندو الفاسي". هكذا نستنتج أن أسماء أفراد عائلته توحي بأصل مغربي فاسي, أما مولاي فتدل على نسب ملكي.


إيرناندو مولاي, ابن أخ (أو أخت) نونيث مولاي المذكور أعلاه, يؤكد الأصل المغربي للعائلة, و قد نسب أصله للعائلة المالكة في وثيقة ذكرها برنارد فانسون تعود لسنة 1579م (4): "أنا من سلالة ملوك فاس و المغرب (…)أنا من سلالة الملوك".


2- الأمير المريني الفارّ: أبو زيان المتوكل أو فرناندو الفاسي


إن الوثائق المهمة المتعلقة بقوائم المتحولين الغرناطيين ما بين 1499 و 1500م, و التي نشرها مكيل أنخيل لاديرو كيسادا Miguel Angel Ladero Quesada  (5) ستعطينا مفتاح الحل لهوية عائلة مولاي الفاسي.


ففي السجل رقم 296 و 2976 نقرا ما يلي: "دون فرناندو الفاسي, الذي كان يدعى (فراغ), عمره 55 سنة. يعيش خارج المدينة في جنان تابع له."


زوجته, التي تدعى إيزابيل و كانت تنادى قبل ذلك ب (فراغ), هي ابنة الملك مولاي أبو الحسنBuliacen  , عمرها 50 سنة"


لقد كان إيرناندو (أو فرناندو) الفاسي, عم نونيث مولاي, متزوجا من ابنة السلطان النصري أبو الحسن علي (Buliacen), فكان بالتالي صهر أبو عبد الله الصغير. لقد كانت المرأة النصرية تورث لابنها الحق في الملك و صفة الأميرية منذ القرن 14. هكذا فألفارو الفاسي و ابنه الدون إيرناندو الفاسي, حفيد و ابن حفيد مولاي الحسن على التوالي,  كانا أميرين نصريين و هو ما يجعلهما نبيلين (أنفانتيInfante  )غرناطيين.


وثيقة أخرى نشرها لاديرو, هذه المرة تتعلق بتقرير الهبات الملكية الممنوحة للنصارى الجدد لمكافأة تنصرهم و تجنب الأضرار الاقتصادية التي قد تنجم لهم عن ذلك (8), ورد في الملف 59 مايلي: "22 نونبر 1500, 20 ألف دوقة مدى الحياة للدون فرناندو الفاسي, الذي كان يدعى قبل ذلك أبو الحسن المتوكل Abulhacen Almutaguaguil".


إذا أضفنا هذه المعلومة إلى ما نعلمه مسبقا حصلنا على استنتاجات مهمة. ففي البداية هذه هبة كبيرة تليق بعنصر من العائلة الملكية, وقد رأينا أنه كان صهر مولاي الحسن, و يدعى المتوكل الذي ليس اسما و إنما لقب أو لقب خليفي. لم يحمل السلاطين النصريون أي ألقاب خليفية و إنما من عرفوا بذلك هم الملوك المرينيون بفاس (9), حيث حصل هذا الأمير على هذا اللقب, و وجوده في غرناطة ينحي نظرية كونه عنصرا من العائلة الوطاسية الحاكمة آنذاك في المغرب.


فكيف وصل هذا الأمير إلى غرناطة؟


سنة 1465م, عندما كان سن  فرناندو الفاسي 17 سنة, اندلعت ثورة في فاس أنهت حكم آخر أمير مريني, السلطان عبد الحق ابن أبي سعيد و بالتالي قضت على حكم بني مرين (10). رغم عدم وجود أي معلومة عن هذا الآن, فمن المرجح أن جزءا من عائلته استطاع الفرار و اللجوء إلى غرناطة, حيث كان يحكمها في تلك الفترة (1464-1482) مولاي الحسن, الذي زوج الأمير الفار من إحدى بناته, و استمر في حمل اللقب الخليفي كسلطان مريني في المنفى. 


الاسم المسلم لفرناندو الفاسي


لقد كان الأمير المنفي ”المتوكل” إيرناندو الفاسي شاهدا سنة 1503 على تعيين الدون فرناندو و الدون خوان, ابني مولاي الحسن من الأسيرة النصرانية الثريا, نبيلين (أنفانتي)غرناطيين, و قد درس هذه الوثيقة لوبيث دي كوكاLopez de Coca  (11). في هذه الوثيقة ذُكر فرناندو الفاسي تحت اسم فرناندو عبد الحق الفاسيFernando Abdilhaque de Fez , و هو ما يؤكد سلالته المرينية, خاصة و أن السلطان المريني الأخير, ربما والده, كان يدعى عبد الحق. 


في نفس الوثيقة نقرأ أن اسمه السابق كان هو مولاي زيان Seyen, و هو الاسم المذكور في وصيته الموقعة في 3 يوليوز 1537 (12), و هو اسم شائع بين آخر المرينيين و استعمل ككنية وهي تصاحب عادة اسم محمد: أبو زيان محمد. و من المرجح أن هناك خطأ ما ورد من الناقل لسجل الهبات, حيث ذكر أن كنيته أبو الحسن, المصاحبة عادة لاسم علي. 


بإمكاننا أيضا العثور على معلومات أخرى بخصوص الاسم المسلم لفرناندو الفاسي حيث كان يظهر في وثائق أخرى قبل التنصير الإجباري لسنة 1500م. يتعلق الأمر برسائل التفويض الموقعة بتاريخ  1492م من طرف عبد الله القبساني للنبيل (الأنفانتي) أبي زيان, ابن الشيخ عبد الحق العبد حقيAlavidhaquir , و قد نشرها رفائيل بينادو سانتاييلا Rafael Peinado Santaella (13). لقد كان في الواقع ابن زيان ابن السلطان المريني الأخير عبد الحق, و قد يكون اسمه الكامل هو : أبو زيان ابن عبد الحق ابن سعيد, و لقبه الخليفي المتوكل. من الممكن أن يكون اسمه محمد لارتباطها بكنيته أبي زيان, أو عبد الحق إذا حاولنا فهم الاسم الغريب Alavidhaquir. (هذا الرأي الأخير مستبعد, لأن كلمة Alavidhaquir تعني العبد الحقي أي المريني, و ذلك أن الدولة المرينية كانت تسمى أيضا الدولة العبد حقية, و ذلك نسبا لمؤسسها مولاي عبد الحق.).


فرناندو الفاسي بين المطرقة و السندان.


حسب شهادته هو نفسه (14), رافق أبو زيان ابن عبد الحق – أو فرناندو الفاسي- أبا عبد الله الصغير إلى المنفى, لكنه عاد هو بعد ذلك إلى غرناطة. لقد بدا له واضحا أنه كسليل لآخر ملك مريني ممنوع من العيش في المغرب, حيث تحكم الأسرة الوطاسية التي قضت على حكم أجداده و قتلت والده. هذه الوضعية جعلت منه شخصية استثنائية: فهو العنصر الوحيد من العائلة النصرية الذي لا يستطيع الهجرة و بالتالي وجب عليه البقاء وفق الظروف التي حددها القشتاليون للمورسكيين, و لهذا وجد نفسه مجبرا على التنصر. و يبدو أن الملكين الكاثوليكيين قد أقروا بمكانته الملكية, حيث من المرجح أن عرابه هو و زوجته ابنة مولاي الحسن أثناء التعميد كانا هما الملكين الكاثوليكيين, و هذا ما يفسر تسميهما باسم فرناندو و إيزابيل, و قد منحوه راتبا ضخما لم يفُقه إلا راتب أولئك "المتعاونين” الذين تنصروا بملئ إرادتهم, كالدون بيدرو الغرناطي (15). كان فرناندو الفاسي مستفيدا أيضا من ضريبة الفارضة (16), و من المرجح أنه تلقى فوائد ملكية أخرى (17).


مكانته الرفيعة بين المورسكيين.


كان لفرناندو الفاسي نفوذ معنوي و شرفي بين الطائفة المورسكية الغرناطية, نفوذ يفوق نفوذ باقي النبلاء النصريين, الذين كانت روابطهم بالعائلة الملكية ضعيفة و لا ينتمون للسلالة المرينية. و من المؤكد أنه ترأس وفد الأمراء الأعيان الذين ذكرهم ابن أخته نونيث مولاي, و الذين تحدثوا مع فرناندو الكاثوليكي و كارلوس الخامس, لأنه كما رأينا هو من احتفظ بالوثيقة الملكية. كذلك ظهر كشاهد رئيسي على عدة تعيينات, و التي يمكننا من خلالها التعرف على بعض الجوانب عن شخصه. ففي تعيين صهريه, ابني مولاي الحسن الدون فرناندو و الدون خوان, و هي الوثيقة التي درسها لوبيث دي كوكا, أكد على أنه : ”موظف و عاش مع الملك مولاي الحسن". أيضا من خلال هذه الوثيقة, نعلم أن الدون فرناندو كان أعجميا – حيث كان يتحدث الإسبانية – و أنه يعيش في أبرشية سانتا مارية الواقعة في قلب مدينة غرناطة, إلى الغرب من المدرسةMadrasa (18). و في الوثيقة المتعلقة بأحباس سنة 1505م يتأكد وجوده بهده الأبرشية, كصاحب إحدى معصرات الزيتون (19), الشيء الذي لا يتعارض و امتلاكه لجنان خارج المدينة. و في تعيين آخر (20), أكّد أنه ابن أخت (أو ابن أخ) زوجة محمد الأعرج El cojo, و هذه صلة أخرى مع العائلة النصرية من جهة الأم. لقد شكلت هذه الامتثالات المتكررة كشاهد في التعيينات مصدر دخل لخزينته (21). و من المؤكد أن هناك معلومات كثيرة أخرى حوله في الوثائق الغرناطية, و نحن لحد الآن لم نستعمل إلا تلك المنشورة.


3- شخصيات أخرى من عائلة مولاي الفاسي.


الامتيازات التي كانت لفرناندو الفاسي تقاسمها مع أفراد آخرين من عائلته, مما يفسر المكانة الهامة لابن أخته نونيث مولاي. و لازلنا إلى حد الآن نجهل والد هذا الأخير. فربما هو ابن إحدى أخوات فرناندو الفاسي, حيث أنه لا يحمل لقب ”الفاسي” كما يحمله أقاربه. هناك شخص يحمل لقب ”مولاي, و هو صهر للنبيل (الأنفانتي) مولاي, و يدعى الدون فرناندو” و هو مذكور في لائحة المعمّدين الغرناطيين  (22), ربما هو والده, و هكذا يصبح لنا مولاي فرناندو آخر, غير أبو زيان المتوكل, لا يحمل لقب الفاسي لصلته بالعائلة من جانب الأم. غير أن هناك عدة معمّدين تحت اسم مولاي في لوائح التعميد لسنة 1500 (23).


مقاومة فرناندو الفاسي الحفيد و نكبته.


لحد الآن لا توجد معلومات عن ابن الأمير المتوكل فرناندو الفاسي , ألفارو الفاسي, و بالمقابل نتوفر على معلومات عن حفيده و شبيهه في الاسم فرناندو, الذي يبدو أنه ورث المكانة السياسية من جده فيما يخص تمثيل الطائفة المورسكية الغرناطية. ظهر تحت اسم إيرناندو دي مندوثا مولاي الفاسي (24), لهذا نفترض أن مندوثا هو لقب والدته, و كان متزوجا من فلورنثيا إنريكث شيبونة Florencia Enriquez çaybona   (25). إن الاسم المسلم لزوجته يدفعنا للشك في أن آل ”مولاي الفاسي" لم يقوموا بزيجات مختلطة مع الطوائف الأخرى –فلقب أمه مندوثا قد يكون مورسكيا و هو لقب شائع بين الغرناطيين المنصّرين – بالمقارنة مع باقي أفراد الأرستقراطية المورسكية الغرناطية الذين ارتبطوا  بكبرى العائلات النصرانية (26), الشيء الذي يبدو متماشيا مع الدور الذي لعبه آل مولاي الفاسي كممثلين حقيقيين للطائفة المورسكية بالمقارنة مع باقي أفراد الأرستقراطية الغرناطية, الذين اعتبروا "متعاونين" حقيقيين مع السلطات القشتالية (27).


على غرار عمه نونيث مولاي, عمل فرناندو الفاسي الحفيد, كممثل للمورسكيين في المفاوضات العامة التي خاضها المسلمون في مملكة غرناطة و الذين تنصّروا حديثا, و التي, حسب كاميلو ألفاريث دي موراليث Camilo alvarez De Morales الذي اكتشف هذا الموضوع المهم للغاية (28), كانت محاولة للحصول على تعهد بأن تترك محكمة التفتيش للمورسكيين حرية نسبية مقابل دفع ضريبة. في هذا الصدد سافر سنة 1556 إلى البشرات, منفقا 500 دوقة و اعتقل من طرف محكمة التفتيش لمدة 10 أشهر. بعد ذلك انتقل رفقة نونيث مولاي إلى مالقة و بلش مالقة. فإذا كان هدف ”المفاوضات العامة” هو إعطاء الطائفة المورسكية حرية نسبية في ممارسة عاداتها الإسلامية, فإننا نظن أن عمه حاول القيام بالشيء نفسه سنة 1567 من خلال مذكرته إلى رئيس محكمة غرناطة.


فرناندو الفاسي مولاي لم يحالفه نجاح كبير في مهمته, لأن بعض المورسكيين مثل الشابيث El Chapiz رفضوا دفع حصتهم من المصاريف بينما صمّت السلطات النصرانية آذانها عن سماع المطالب (29). بل الأكثر من ذلك, أنه إضافة لتعرضه لضغوط من طرف محكمة التفتيش تم طرده من غرناطة و صودرت ممتلكاته هو و أخوه أندرش Andrés. ثم طالب بالعودة و استرجاع ممتلكاته متذرعا بنسبه الملكي و أن في عنقه 14 ابنة و حفيدة كلهن أرامل يعيلهن (30), و هو الشيء الذي حصل عليه لأن اسمه ظهر في قائمة المورسكيين الذين بقوا في غرناطة بعد طرد سنة 1570 (31). من الممكن أنه أمام هذه الصعوبات أخذ المشعل من بعده كناطق باسم الطائفة المورسكية عمه نونيث مولاي و أيضا لأنه من نفس سلالته. 


أيضا في سنة  1587 عثرنا على شخص يحمل اسم إيرناندو مولاي رافق ألونثو ديل قشتيليو Alonso Del Castillo إلى مدريد من أجل تقلد منصب مترجم ملكي (32). من الممكن أن يكون الأمر يتعلق بنفس الشخص, خاصة و أن آل مولاي استمروا في التواجد و ربما أراد العودة مرّة أخرى ليكون الناطق باسم المورسكيين, أو ربما يكون ابنه (33)


المقاومة الفكرية


من الواضح أنه بقي هناك غموض كثير يلف تاريخ آل الفاسي مولاي, لكن يبدو من المهم إبراز انتماء العائلة للأمراء المرينيين, ما يفسر مكانتهم المميزة بين الأرستقراطية المورسكية و الدور الذي لعبوه في غرناطة القرن 16. و بصفتهم أمراءا مرينيين كانوا الأفراد الوحيدين من العائلة الملكية النصرية  اللذين لم يكن باستطاعتهم الهجرة إلى المغرب, رغم محاولتهم ذلك. لقد احتلوا في غرناطة المكان الشاغر الذي تركه النصريون معنويا, و قاموا بدور يمكن تسميته بدور السلالة الحاكمة, خاصة و أنهم, بالمقارنة مع أقارب آخرين لهم لم يتخلوا عن هويتهم – و ربما أيضا عن ديانتهم -, و حاولوا الحفاظ على طائفة مورسكية بمعالمها الخاصة, لكنهم فشلوا. أما فيما يخص الثورة المورسكية بقيادة ابن أمية, و هو مورسكي آخر سليل الملوك أيضا, فلا يبدو أنهم شاركوا في ثورة البشرات. و هنا لا بد من التساؤل إن كانوا بالمقابل هم من حاكوا مقاومة من نوع آخر, المقاومة الفكرية, و المتجسدة في الكتب الرصاصية المقدسة Plumbeo, حيث قدمت العربية و الإسلام كأسس تاريخية لغرناطة, في محاولة لتجنب الطرد النهائي و أيضا لأسلمة النصرانية (34)


لقد كتب لويس دي مارمول كاربخال Luis De Marmol Carvajal إلى الأسقف دون بيدرو دي كاسترو Don Pedro De Castro بخصوص أصل الكتب الرصاصية Plumbeos:


"… سمعت هذا المُجاز قشتيليو يقول, قبل 4 أو 6 سنوات من انتفاضة المورسكيين, أن عند تدمير تلك الصومعة وُجد هناك نبوءة عظيمة, حيث قال لي أن شيخا مورسكيا يدعى المريني, توفي في السنة الأولى للتمرد, قال له ذلك, و يبدو أن هذا كان اتفاقا بينهم, لأن المريني يُعتدًّ من كبار المتعلمين و كانت له أوراق كثيرة بالعربية" (35).


ملخص:


لعبت العائلة المورسكية "مولاي الفاسي" دورا مهما في غرناطة خلال القرن 16, و اشتهر منها بالخصوص فرانثيثكو نونيث مولاي. في هذا المقال تأكدنا من أن إيرناندو أو فرناندو الفاسي مولاي كان ابن آخر سلطان مريني في المغرب و الذي قتل سنة 1465م. ابنه هذا لجأ إلى البلاط الغرناطي, حيث تزوج الأمير المريني من إحدى بنات السلطان النصري أبو الحسن (مولاي الحسن), و من هذه الزيجة وُجدت أسرة مولاي الفاسي التي لها ميزة ملكية من وجهين: فهم أحفاد الملوك المرينيين و السلاطين النصريين.



الهوامش:


·         أنفانتي: لقب رسمي كانت تمنحه الدولة الإسبانية لأبناء الملك الذين لا حق لهم في وراثة العرش. كما يحمل هذا اللقب الأمراء من العائلة الملكية الأسبانية و أعيان الدولة. 

(1) Bernard Vincent : Estudio preliminar a la reedicion de los moriscos del reino de Granada segun el sinodo de Guadix de 1554, Granada, Archivium, 1996 pp XXVII-LII



 (2) Beblioteca nacional de madrid, mmanuscrito 6176, foi. 325-345.

قام رايموند فولشي و ديلبوسك (سنة 1899) و كنيث غارا (1954) بطبع هذه الوثيقة. و قد أعاد برنارد فانسون طبع نسخة فولشي.

                                 


(3) Bernard Vincent, « Et quelques voix de plus : de Francisco Nunez Muley ? Fatima Ratal » Sharq al andalus. Estudios mudejares y Moriscos, 12 (1995), p 136.

(4) « La familia morisca » , Minorias y marginados en la espana del siglo XVI, Granada 1987. P 22

(5) استعملت مارية روبيرا النسخة الأخيرة.

« Granada despues de la conquista. Repobladores y modejares , Granada 1993, pp 615-649

(6) نفس المصدر ص 649.

(7) Maria Jesus Rubiera, « El vinculo cognatico en al andalus », Andalucia medieval. Actas I Congreso Historia de §Andalucia. Deciembre 1976, vol 1, corde=oba 1978, pp 121-124

(8) M A Ladero, p, cit pp 593-603

(9) Maya Hatzmiller, Marinides, pp 556-559

 (10) Mercedes Garcia Arenal «The revolution of s in 869/1465 and the death of Sultan Abdal Haqq Al marini “ Bulletin of the school of Oriental and African studies, University of London XLI, 1978 pp 43-66

(11) J E Lopez De Coca Castanar, Granada en el siglo VV: las postremirias nazaries a la luz de la probanza de los infantes Don Fernando y Don Juan », Andalucia entre Oriente y occidente (1236-1492), Actas del V coloquio Internacional de Historia Medieval de Andalucia, Cordoba 1988, pp 599-641.

    (12) هذه المعلومة قدمتها أماليا غارسية بيدراثا  للباحثة مارية روبيرا.

(13) « Los Banu Al Qabsani : Un linaje de la aristocracia nazari » Historia, Instituciones , Documentos , Universidad de Sevilla , 20 (1993), pp 313-353

(14) JE LOPEZ de COCA, op cit 611

(15) Manuel Espinar y Juan Grima Carvantes, « un personaje almeriense en las cronicas musulmanas y cristianas. El infante Cidi yahya Alnayar (1435-1506) » Bolletin del Instituto de Estudios Almerienses, 7 (1987, pp 57-83, y « Testamento y muerte de D.Pedro de Granada, Mayurqa, 22 (1989) , pp 39-254.

(16) Bernard Vincent, « las rentas particulares del reino de Granada en el siglo XVI : fardas, habices, Haguela », Andalucia en la edad moderna. Economia y Sociedad, granada 1985, p 185.

(17) Enrique Soria Mesa, « de la conquista a la asimilacion. La integracion de la aristocracia nazari en la oligarquia granadina » areas, Murcia, 14 (1992), p 55, nota 37 cita que Don Hernando Abdelhaque de Fez, vecino de Granada, que ahora sabemos que es fernando de fez Muley, el 12 de marzo de 1528 de poder para cobrar los seis mi maravedies que por merced real cobra cada tres anos.

(18) Luis Seco de ucena , la granada nazari del siglo XV, Granada, 1975, pp 61 y 67.

(19) Maria del Carmen Villanueva Rico, Habices de las mezquitas de la ciudad de Granada y sus alquerias, Madrid, 1961, p 39.

(20) R G Peinado Santaella , op cit p 321.

(21) Ibidem , p 347

(22) M A Ladero op cit p 646 , registro 6167

                                                                                                                                          (23) Ibidem , n   os 5855 a 5860, p 647.

     في انتظار أن يكمل البروفسور لاديرو نشر باقي القائمة.

(24) Camelo Alvarez de Morales, ‘’Lorenzo el Chapiz y el negocio general de 1559’’ Quertuba, Estudios andalusies, Cordoba, 1 (1996), p 30.

    (25)    هذه المعلومة قدمتها أماليا غارسية بيدراثا  للباحثة مارية روبيرا وفق وثسقة للبيع بتاريخ 4 مارس 1561.

(26) F Soria Mesa, op cit p 53

(27) Bernard vincent, ‘’et quelques voix de plus… » pp 131-161*




     (28) انظر المرجع رقم 24. الصفحة 27-28.                                                                                                                                               

    (29) نفس المرجع.

     (30) Bernard Vincent, «  la familia morisca… » p 22

(31) Bernard Vincent, « los moriscos que permanecieron en el reino de granada despues de la expulsion de 1570, Andalucia, en la edad moderna, Economia y sociedad, Granada, 1985 pp 267-286.

(32) Dario Cabanelas Rodriguez, El morisco granadino Alonso del castillo, Granada, 1991, (2 a , ed) p 223.




           شخصين  يدعيان إيرناندو مولاي و أندرش مولاي قاما بمؤامرة في إشبيلية سنة 1580.                                                                           (33)

 Antonio Dominguez Ortiz, ‘’Desventuras de dos moriscos granadinos », Homenaje al prof jacinto Bosch vila , Granada 1991 pp 89-94.

           إيرناندو مولاي هذا, و الذي حكم عليه بأداء الأعمال الشاقة, هو ابنه بما أنه يحمل اسم أمه (زوجة  فرناندو الفاسي) إنريكث.

(34) Mikel de Epalza, ‘’le milieu hispano-moresque de l’évangile islamisant de Bernabé (XVI-XVII s) » pp 159-183.

(35) Dario Cabanelas op cit p 253.




المرجع 


بحث للأستاذة بجامعة أليكانتي و الباحثة في الدراسات العربية و الإسلامية مارية خيثوث روبيرا ماطا Maria Jesus Rubiera Mata .

البحث بعنوان : ‘’La familia morisca de los Muley-Fez , principes merinies e infantes de Granada »

(عائلة مولاي الفاسي المورسكية, أمراء مرينيون و نبلاء غرناطيون)


هشام زليم.
مدونة صلة الرحم بالاندلس. .

هناك تعليق واحد:

  1. يبدو أنك تخصصت في الكشف عن هوية الكلاب والجروان والعبيد والمرتدين المسلمين الذين استفادوا من ردتهم وتحولوا إلى عبيد لأسيادهم الصليبيين.

    ردحذف