الأحد، 8 مايو 2022

القضية الغريبة للطفلتين مادلين ماكنز البريطانية و بشرى بنعيسى المغربية

القضية الغريبة للطفلتين مادلين ماكنز البريطانية و بشرى بنعيسى المغربية

بقلم هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس
مادلين البريطانية على اليمين و بشرى المغربية على اليسار


في هذا المقال سنتحدث عن اختفاء الطفلة البريطانية مادلين في البرتغال عام 2007 و الذي صار أشهر لغز اختفاء في العقدين الأخيرين. سنرى علاقة الطفلة المغربية بشرى بن عيسى بالقضية, و سنكشف الأسباب التي دفعت البرتغال مؤخرا لإعادة فتح التحقيق في القضية بعد ورود معلومات من ألمانيا تهم مادلين. كما سنكشف عن المعلومات الخطيرة التي أدلى بها كبير المحققين البرتغاليين في القضية و التي كانت سببا وراء عزله و سحب كتابه من الأسواق. كما سنتحدث عن تطور آخر في القضية و هذه المرة في بولونيا.

نترككم مع التفاصيل.

في عام 2007 اختفت في البرتغال طفلة بريطانية شقراء تُدعى مادلين ماكنز Madeleine Mcanns. و قد هز هذا الاختفاء الغامض الرأي العام الأوربي بأكمله و أصبحت مسألة البحث عن الطفلة مادلين مسألة أوربية و صار اختفاءها الغامض لغزا محيرا إلى اليوم.
والدا مادلين

الطفلة المغربية بشرى بنعيسى و علاقتها بالقضية
في شتنبر من سنة 2007, كانت السائحة الإسبانية كلارا توريس في جولة في قرية زينات بالمغرب و هي إحدى القرى القريبة من تطوان شمال البلاد. و بينما كانت تلتقط صورا للحياة الريفية بالمنطقة صادفت امرأة قروية مغربية تحمل على ظهرها طفلة شقراء تشبه إلى حد كبير الطفلة البريطانية المختفية في البرتغال. فلم تتردد السائحة في التقاط صورة لهما على أساس أن الطفلة هي مادلين و قد اختُطفت في البرتغال و نقلت إلى المغرب, و أبلغت الشرطة بذلك. فانتشرت صورة الطفلة المغربية في كبريات الصحف البريطانية و الأوربية و تحولت إلى قضية رأي عام.



الصورة التي التقطتها السائحة الإسبانية في المغرب

لكن التحقيقات التي باشرتها السلطات البريطانية مع نظيراتها المغربية بينت أن الطفلة الشقراء التي التقطت صورتها السائحة الإسبانية لا علاقة لها بمادلين البريطانية و هي طفلة مغربية تُدعى بشرى بنعيسى لا تتحدث إلا اللهجة المغربية الشمالية, و والدها هو أحمد بنعيسى و والدتها حفيظة أكشار.
بشرى رفقة الدتها


و قد تحولت الطفلة بشرى لنجمة إعلامية في ابريطانيا حيث تقاطرت على قريتها الوديعة وسائل الإعلام الغربية لإجراء حوارات مع أهلها, و في إحداها قال والدها أحمد بن عيسى وهو فلاح بسيط يشتغل في حقل للزيتون "بشرى طفلتي الصغيرة ،إنها ليست مادلين ،أنا آسف لما حصل للطفلة مادلين ، وأتمنى أن يعثر عليها أبواها قريبا ". و لم يخف أحمد مخاوفه من أن تتعرض ابنته للاختطاف.
بشرى رفقة الديها



يُشار إلى أن قرية زينات و باقي مناطق الشمال المغربي عرفت استقرار آلاف الأسر المورسكية الأندلسية التي هاجرت من الأندلس نحو المغرب بعد سقوط غرناطة عام 1492 و طرد المورسكيين من إسبانيا عام 1609م. و معلوم أن أغلب هذه الأسر المهاجرة و المطرودة من إسبانيا كانت ملامحها شقراء و وجوهها شديدة البياض. بالإضافة طبعا للمكون الأمازيغي الأصلي بالمنطقة الذي لا تختلف ملامحه كثيرا عن المكون الاندلسي المورسكي.

المتهم الألماني
أما بخصوص الطفلة البريطانية مادلين فقد أظهرت آخر التحقيقات أن المتهم الرئيسي باختفائها هو مواطن ألماني عمره 47 عاما كان مقيما في البرتغال يُدعى كريستيان بروكنر Christian Brueckner. هذا الأخير يقبع اليوم في أحد السجون الألمانية بتهمة  تعاطي المخدرات و اغتصاب أطفال و نساء في البرتغال ما بين 2000 و 2017. و كان قد ألقي القبض عليه في إيطاليا عام 2018.
المشتبه به الألماني كريستيان بروكنور
و قد بعثت الشرطة البرتغالية لنظيرتها الألمانية طلبا لتقديم كريستيان لاستجوابه في قضية اختفاء الطفلة مادلين عام 2007. و في عام 2023 كشفت صحيفة بيلد الألمانية بأن السلطات البرتغالية أعادت فتح التحقيق في القضية بعد معلومات توصلت بها من نظيرتها الألمانية عن وجود أدلة على تورط الألماني كريستيان في اختفاء مادلين. 

الأب و الام في قفص الاتهام
و من غرائب هذه القضية, أن المفتش البرتغالي السابق غونزالو أمارال Gonçalo Amaral  الذي كان يتولى التحقيق في القضية اتهم في كتاب له عام 2008 والدي ماكين بالإهمال وتقديم فرضية الاختطاف لتغطية الموت العرضي للطفلة، قبل إخفاء جثتها.  الأغرب و الأخطر أن الكتاب لم يعمر طويلا حيث سحب لاحقا من الأسواق. ثم برأت العدالة البرتغالية الأبوين ماكيين اللذان رفعا دعوة قضائية ضد المفتش البرتغالي بتهمة التشهير.


رغم ذلك واصل المفتش أمارال اتهاماته لوالدي مادلين و ادعى أنهما دفنا ابنتهما في أحد الشواطئ البرتغالية بعد وفاتها العرضي بسبب إهمالهما و أن المتهم الألماني ليس سوى شماعة لإخفاء المجرمين الحقيقيين.

المُدعية الألمانية في بولونيا
و في تطور آخر لهذه القضية, في عام 2023 ادعت شابة ألمانية تعيش في بولونيا  تُدعى جوليا فوستينا ويندل Julia Faustyna Wendell و تبلغ من العمر 21 سنة أنها الطفلة  مادلين المفقودة في البرتغال عام 2007. والدا مادلين نفيا الأمر قطعا و الشرطة البولونية كشفت أن المدعية الألمانية تعاني من اضطرابات نفسية و دافعها هو البحث عن الشهرة. 


لكن الشابة المدعية أصرت على موقفها و هددت بالانتحار إذا لم  يأخذوا ادعاءها على محمل الجد. و بعد شد و جذب و أخذ و رد كشفت اختبارات الحمض النووي ألا علاقة بين الطفلة مادلين و المدعية الألمانية  و اضطرت هذه الأخيرة للاعتذار لوالدي مادلين.


بقلم هشام زليم.




هناك 3 تعليقات:

  1. سكان المغرب و سكان ثامزغا أغلبهم من الأمازيغ.
    و الأمازيغ منهم الاشقر و الغير الاشقر فلا داعي للكذب و نسب سكان ثامزغا الاشقرين إلى الاندلسيين.
    لكن حتى الأندلسيو أكثرهم من الأمازيغ.
    للأسف يحاولوا العرب طمس هوية الأمازيغ و نحو لغتعم و ثقافتهم.
    "يأيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" صدق الله العظيم

    ردحذف
    الردود
    1. انت تتمسك بالعصبية المقيتة وتذكر الاية التي تجعل أكرم الناس أتقاهم ،حقن لكم المستعمر كراهية العرب ، حتى يبعدكم عن الاسلام الذي حمله الفاتحون ،

      حذف
  2. لا أرى أن هناك أي محاوله لطمس الهوية الأمازيغية في هذا الخبر
    ......
    الموريكس هم خليط أمازيغي عربي

    ردحذف