الخميس، 26 مايو 2022

اليهود المغاربة: التوشافيم و الميغوراشيم

 اليهود المغاربة: التوشافيم و الميغوراشيم



هشام زليم

الميغوراشيم Megorachimهو الإسم الذي كان يطلق على اليهود السفاراد الذين طردوا من إسبانيا و البرتغال في أواخر القرن 15 و الذين استقروا في المغرب. بينما كان يطلق اسم التوشافيم Tochavim على اليهود البلديين الأصليين المغاربة.


لم تكن العلاقات بين الميغوراشيم و التوشافيم ودية في البداية فقد رأى اليهود البلديون في القادمين من الجزيرة الإيبيرية قوما أشبه بالمسيحيين في لباسهم و عاداتهم و حتى بعض طقوسهم فاستنكفوا عن الاختلاط بهم, و كانوا يسمونهم أحيانا بالروامة. فنجد مثلا في فاس جامعا "كنيسا" كان يسمى "صلاة الفاسيين" كان خاصا باليهود البلديين, بينما كانت لليهود الإيبيريين جوامع خاصة بهم. أما في مراكش فقد كان لليهود الإيبيريين جامع خاص بهم كان يسمى "صلاة العجامة" أي جامع الأعاجم حيث كان يهود إيبيريا يتحدثون باللغة القشتالية و البرتغالية ما دفع اليهود البلديين بتسميتهم بالأعاجم. و قد رفض يهود مراكش في البداية الاختلاط بيهود إيبيريا و شكوهم لباشا مراكش بدعوى أنهم يمارسون طقوس غريبة و قد استدعى باشا مراكش رؤساء طائفة الميغوراشيم الإيبيرية و استقصى أمرهم فقالوا له أنهم جاؤوا بالخير للبلاد و العباد و أنهم سيسخرون مهاراتهم الصناعية في خدمة البلاد و أنهم قوم خير و بركة بمقدورهم استدرار المطر في حال الجفاف, و صادف أن كان ذلك العام عام جفاف و قحط, فطلب منهم الباشا أن يبرهنوا على ادعائهم و بالفعل خرجت طائفة الميغوراشيم عن بكرة أبيها من رجال و أطفال و نساء يستسقون المطر و يتضرعون إلى الله قائلين "السبولة عطشانة, أغثها يا مولانا", و ما كادوا ينتهون من دعائهم حتى أمطرت السماء. هكذا تم قبول طائفة الميغوراشيم الإيبيرية في ملاح مراكش.


و قد كان قرب ملاح مراكش جامع لليهود يسمى صلاة الفاسيين, و قد سمي بهذا الإسم لأن السلطان المغربي حينما كان يحل بمراكش قادما من عاصمته بفاس كان بعض الخدم المرافقين للوفد السلطاني من الطائفة اليهودية و كانوا يتخدون هذا الجامع خاصا بهدم لاداء صلواتهم. فسمي بصلاة الفاسيين.


هناك تعليقان (2):

  1. كل هذا لا داعي له ولا طعم ولا فايده
    الحقيقه واضحه هذه الايام وضوح الشمس
    فكلهم اوغاد مجرمين. الا

    ردحذف